حب في عتمة الأكاذيب لِـ "Jawhara49" (مكتملة)

🍇الفصل الثالث والعشرون🍇

الفصل الثالث والعشرون:

في قرطبة

مسجد عتيق ملحق بالرياض الاندلسي مسجد رائع بزخارفه الاندلسية العتيقة مساحة شاسعة وأعمدة منتشرة شامخة للأسقف المرتفعة والمزخرفة بزخارف منحوتة على الخشب اللامع وثريات قديمة اصيلة متدلية منها

وهناك على الجدران نقشت اسماء الله الحسنى وعدة ايات قرآنية ...الانوار مشتعلة تعطي رقيا للمكان على سجاده الموحد في اللون البني السميكة والذي يصلي عليه المصلون

المسجد يخص عائلة الاندلسي وهو متوارث ويكلف بالاهتمام به امام لا يزال في مقتبل العمر وتقام فيه دروس للدين انه مكان للعبادة مكان روحي بيت الله حيث الراحة تجتاح كل سراديب الكيان الداخلية الاكثر تعقيدا لتجعلها مرتاحة من عبئها وثقلها

كان رمزي جالسا مع افراد عائلته زوجي خالتيه وفهد بعد صلاة الفجر يسبحون قليلا قبل خروجهم وقد بدأ بعض الرجال في الخروج من المسجد

وكذلك فعل كل من فهد ووالده ورمزي بينما بقي زوج خالته الاخر يحادث الامام عن مستلزمات المسجد وعن ما يحتاجه من اصلاحات في الحمامات بالضبط

قال رمزي وقد سبقهم زوج خالته موجها كلامه لفهد:

- كيف تشعر ؟

قال فهد يشد على شفتيه:

- انني بدأت اشعر بفداحة ما كنت افعله غريب حقا لكن فعلا اشعر انني كنت ضائعا وأنني بدأت اجد نفسي من تيهها

ضرب رمزي على كتفه وهما يعبران البوابة الضخمة للرياض ويقفلها في اعقابهم احد الخدم :

- الصلاة خير علاج لك...بعد ما اخبرتني به انصحك ما امكن ان تبتعد عن رفاق السوء وان تنفرد بنفسك وتحاول ان تفهمها وما تحتاجه منك و ستجد احتياجك ذاك في الراحة بالصلاة والعودة الى الله انه خير معالج نفسي ثق بي ...اما بالنسبة للنساء الافضل ان تنسى امرهن النساء في بلاد اوروبا مختلفات منفتحات ولا يلائمن سوى من هم من نفس عرقهم

تنهد فهد يزج بيديه في جيوب سترته :

- اجل أنت محق ... لربما لاني كنت اتبع الهوى وجدت لدى تلك المرأة ما اردت لكن في الاخير دفعت ثمنه غاليا

اقتربا من الرواق المؤدي للغرف وصعدا الدرج :

- تدري لابد ان تتخذ لك زوجة صالحة وأحسن اختيارك

حرك فهد رأسه :

- حاليا لا افكر في الامر ربما مستقبلا ..سأركز في علاجي مما خلفته تلك المرأة في نفسي علي ان اجد راحتي ..هذا ما يشغلني الان

ربت رمزي على ظهر فهد وقد بدى اطول منه قامة اكثر قوة رغم قوة فهد :

- حسنا واتبع نصائحي لن تخيب ..