الفصل التاسع

Start from the beginning
                                    

فهتف : « أمره مهمل ؟ »

كانت دهشته لما سمع ما قالت صادقة تماماً .

فقالت : « إنني طبعاً لم أصل إلا منذ فترة قصيرة ، ولكنني فهمت مما سمعته أنه كان يساق من مكان إلى آخر ، دون ان يحظى بحب أو مجرد اعتباره انساناً حياً يتنفس ، وذلك من أي ممن كان في رعايتهم ، »

حملق الدوق فيها ، وقال : « أنك تدهشينني يا آنسة واتسون ، فأنا لا اصدق ان هذا كان يحدث هنا »

أجابت : « بل كان يحدث ، والأسى يتملكني لأجل سيمون بشكل لا استطيع التعبير عنه بالألفاظ .."

وظنت أن الدوق لا يصدقها ، فقالت : « اتعلم ان كل ما كان يطلبه كانوا يمنعونه عنه ؟ لم يكن مسموحا له بركوب الخيل إلا إذا كان على بوتي صغير يقوده سائس ، أما الطعام الذي يقدمونه إليه فهو مفزع تماماً . »

فسالها : "ماذا تعنين بذلك ؟ »

أجابت : « لقد اكتشفت هذا المساء انهم كانوا يعطونه للعشاء خبزاً وحليباً فقط ، وقدر ملعقة من الحلوي ، ولو لم تطلب له عصير الليمون لكانوا اعطوه ماء فقط .. "

فقال : « لا استطيع تصديق ذلك ، لا بد أنه كان بإمكانه ان يطلب ما يريد . "

« أنني واثقة من أنهم ماكانوا ليلبوا طلبه ، عند ذاك ، حيث انهم كانوا يمنعون عنه كل ما يريد ، وهو على كل حال قد استمتع بالإشتراك معي في عشائي . » .

جلس دوق على كرسي ، ثم قال : « هل انت مستعدة  باهتمامك الواضح هذا به ، للبقاء هنا في القصر وتحويل سيمون من الغول الذي كانه ، حسب ما أخبروني ، إلى بشر عاقل ؟ »

فقالت :" و هو كذلك معي".

نظر إليها الدوق لحظة ، ثم قال : « إذن ، فليس لي إلا ان اعتذر لما كنت قلته لك ، واطلب منك متابعة رعايتك لابن اخي وتحويله ، كما قلت لك الآن ، إلى بشر عاقل يمكنه أن يذهب كما أرجو ، إلى كلية ايتون فيما بعد . »

فلم تجب ، وبعد لحظة عاد يقول : « يجب أن تعلمي أنني فضولي ، فعدم معرفتي بسبب وجودك هنا يملأني بالإحباط ، كذلك كونك مختلفة عن كل امرأة عرفتها من قبل"

فابتسمت كاسيا : « أرجو أن يكون هذا صحيحاً ، ياسيادة الدوق ، وإذا كنت تثق بما سأقوم به بالنسبة إلى سيمون ، فأنا واثقة من أنه سيصيح قريباً فتى مختلفاً تماماً عما كان عليه في الماضي .. "

فقال : « أنني لا استطيع تصديق كل هذا فمنظرك لا ينبىء عن خبرتك ، حيث انك صغيرة السن بينما لديك كل هذا الذكاء والحكمة .. "

فضحكت كاسيا قائلة : « هذا اجمل اطراء سمعته في حياتي ، شكرا .. "

فقال : « وهذا شيء آخر لا يمكنني تصديقه . فإذا كنت تعيشين في لندن ، فلا بد ان الإطراء يطوقك من كل جانب . »

[مكتملة✓] المربية الحسناء و الدوقWhere stories live. Discover now