الفصل الثاني

25.3K 1K 43
                                    

عندما غادر الدوق منزله في ساحة باركلي ، كان في الناحية الأخرى من الساحة السيد رولاند روس يقف عند نافذته ينظر إلى الخارج . وكان منزله يقع في زاوية شارع بروتن .

كان يضايقه أن جياد عربة الدوق كانت أروع تأثيراً في النفس من جياده هو ، رغم أنه دفع فيها مبلغاً كبيراً من المال .

و إذا كان هناك شيء يكرهه السيد رولاند ، فهو أن يتفوق عليه شاب صغير في العمل أو الرياضة أو المقتنيات . كان بالغ الثراء ، وقد صنع ملايينه بنفسه . وكان لهذا يشعر بالازدراء نحو أولئك الذين ورثوا ثرواتهم وألقابهم دون مشقة ، وذلك بصرف النظر عن استحقاقهم لها .

وكان قد منح لقب سير برتبة فارس منذ ثلاث سنوات بعد تبرعه بمبلغ ضخم للحزب الحاكم . وفي الواقع ، كان ذلك المبلغ ضخما جدا ، بحيث كان غالباً ما يفكر بأن لقبه هذا كلفه الكثير . وبينما كان يراقب الدوق وهو يغادر الساحة ، كان يتساءل عما عسى أن يفعل بالنسبة لابنته كاسيا .

- ذلك أنها أبدت له أمس ، وفي نفس هذه الغرفة التي كان يقف فيها ، أبدت له التمرد . وكان قد أرسل يطلبها ، فجاءت إليه مطيعة . وعندما دخلت ، نظر إليها مفكراً في مبلغ ما هي عليه من جمال ، كانت في الواقع ، تشبه أمها التي كان السيد رونالد يفتقدها في كل لحظة من النهار . لقد كانت أمها ، مارغريت ، أصغر من ابنته الآن بشهر أو حوالي ذلك ، عندما رأت رولاند روس لأول مرة . كان شاباً في منتهى الوسامة . ولكن دون مركز اجتماعي .

كان والده موظفاً في أملاك الإيرل مالفورد .

وتعرف رولا ند إلى اللايدي مارغريت في سوق خيري كان أقامه والده ، ولم يمض على تعارفهما سوى عدة ساعات ، حتى كانا قد وقعا في الغرام . وعندمـا علـم الإيرل أوف مالفورد بذلك ، استشاط غضباً . ومنع ابنته من العودة إلى رؤية رولاند روس وهدد بإلقاء والده في الشارع . لكنهما لم يهتما بذلك . وهربا معاً مما زاد في غضب الإيرل . وعندما اعترف والد رولاند بأنـه لـم يستطع السيطرة على ابنه ، كاد يضربه ، وانتظر أن يجوعا ، وعندما يصبحان مهلهلي الثياب ، ويتوسلان إليه بأن يصفح عنهما ، عند ذلك فقط سيستعيد ابنته . ولكن لا شيء من هذا حدث .

فقد رحل رولاند وعروسه الصغيرة إلى ليفربول حيث أخذ يعمل في مجال صناعة السفن . من الظروف غير العادية ، وكذلك لذكائه الوقاد ، رعاه من هو أكثر أصحاب السفن نجاحاً . وحيث أنه لم يكن لديه ابن ، ترك لرولاند سفنه وأعماله .

ومنذ تلك اللحظة ، أو في الحقيقة منذ اللحظة التي تزوج فيها مارغريت ، أخذ رولاند يصعد إلى القمة . وفي الوقت الذي توفيت فيه زوجته ، كان هو قد أصبح صاحب ثروة طائلة . لقد عمل جاهداً لكي يصل إلى ما وصل إليه ، فقط لكي يلقي بثروته عند قدميها ، مبرهناً لها أنه يستحقها .

والآن ، لـم يعد له حاجة في تكريس المزيد من المال ذلك لأن اللايدي مارغريت ، والتي لم تكن قط قوية الجسم ، كانت قد أنجبت ابنة واحدة سمياها كاسيا .

[مكتملة✓] المربية الحسناء و الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن