♡الفصل الخامس والعشرون♡

Start from the beginning
                                    

نظر له الطبيب بفرحة عارفة، لا يعلم لما شعر معه بكل تلك الألفة منذ رؤيته، حقًا يشبه ولده في كثيرٌ من الصفات، وأهمها حنانه، خلافًا عن عيناه التي تشبه الأمواج في تلاطمها كخاصته، لذلك أردف مسرعًا:
_بالطبع لا أمانع عزيزي.

احتضنه "بيبرس" بحنان طفل إفتقد الشعور بالأمان منذ صغره، ليبادله الآخر بحب وكلًا منهما أكتمل بالآخر، كم هي عجيبة تلك الحياة، تأخذ مِنا أشخاصًا لتُبادلنا بغيرهم لنتعلق بهم كتعلقنا بالأسبقين تمامًا.

ابتعد عنه "بيبرس" عندما وجد جسد "جيسيكا" موضوع علي العربة، ليربط الطبيب علي كتفه قائلًا:
_إذا احتجتني فأنا بمكتبي في أي وقت، وبعد الإنتهاء من رؤيتها تعال قليلًا.

أومأ له بحب، ليذهب خلف جسد معذبته للغرفة التي تم إحتجازها بها، انتهي الممرضون من وضعها علي الفراش بعد حرصهم علي وضع كل ما يلزمها بجانبها، جلس "بيبرس" علي المقعد المجاور لها، ممسكًا يدها بحب، ثم طبع عليها قبلة حنونة مطولة بث فيها خوفه وقلقه عليها كل تلك الساعات.

مسح بيده علي شعرها الأحمر الناري ليهمس في أذنها بوله بعدما أقترب منها:
_استيقظي شُعلتي، فقد إشتقت لكِ وبشدة.

لم يجد منها إجابة وهذا ما توقعه، لكن يريدها أن تفتح عيناها، يريد التأكد من أنها بخير، يريد التحقق بنفسه بأنها علي قيد الحياة ولم تتركه وحيدًا كالآخرين، هو أكثر من يعلم مرارة الفقد ويشعر بآلامها جيدًا، ولم يكن مستعدًا لخسارتها هي الأخري، شعلته الحمراء كما أسماها.

قبل يدها للمرة التي لا يعلم عددها، يلتمس من دفـئ كفوفها الراحة والإطمئنان، شعر بالنعاس يداهمه، فهو منذ ليلة أمس لم يذق طعم للنوم وبقي مستيقظًا طيلة الوقت، إنحني للأسفل ووضع رأسه علي كفها ناظرًا لها للمرة الأخيرة قبل أن يذهب في ثبات عميق وقلبه مُحمل بالراحة.

♡•••••••••••••••♡

وللكلمات وقعٌ فعَّال علي النفس، فإما أن يؤثر عليه بالإيجاب وإما بالسلب، والخيار الثاني هو الأنسب عندما إستمع لحديث الطرف الآخر، لقد هرب عدوه اللدود "مرتضي الرفاعي" من سجنه، كل محاولاته للزج به داخل جدران السجن ليتعفن فيه ذهبت هباءًا، كان عليه قتله بدلًا من السير وراء ذاك القانون السخيف، هدر صارخًا علي الطرف الأخر:
_هِـــــرب إزاي يعنــــي!!! هو لعب عيــــــال!!

قطب صديقيه جبينهم بتعجب فتسائل عمر بحذر من حالته:
_مين دا اللي هرب يا يزن!!

لم تأتيه الإجابة سوي تحطيم "يزن" لهاتفه بغضب شديد وهو يصرخ به بحدة:
_مرتضي الرفاااعي هرب... هرب يا عمـــر.. فضلت تقولي خلي القانون ياخد مجراه ومتتصرفش بتهور، وأديه هـــــرب، يأخي طظ فيك إنت والقانون واللي مشغلينك.

خادمة الشيطانWhere stories live. Discover now