مرت ميادة من جانب إسراء المنشغلة بتجهيز ثياب العارضات داخل الكواليس بكل خيلاء وكبرياء إكتسبتما منذ دخولها ميدان الازياء ، من ثم ارتفعت إلى المنصة بخبرة شديدة تقدم عرضها... الأجواء كانت صاخبة والفتيات يدعين بحماسة ان تباع القطع ليحضين بمكافئة جيدة ليلة رأس سنة من سيدة ريهام كما جرت العادة ... توال العرض بعد ساعتين وبيعت تقريبا جل القطع وكما تضرعن
تمت مكافأتهمن بزيادة خلال نهاية شهر
ابتسمت ريهام فيما رمقت عارضاتها بفخر مالبثت ان
صاحت بسعادة
"فتياتي تقدموا الى الغرفة فأنا الليلة جد فخورة بكم"
ابتسمت إسراء بفرح بينما ترمق اختها بفخر ، فيما سارو جميعهم الى حجرة مكتب ريهام ، توقفو امامها ... رسمت ريهام الجدية على تعابير وجهها الجميل رغم تعديها للخمسين من العمر و هتفت "الليلة كانت مدهشة والكل انبهر بالقطع ولكم زيادة تفوق العشرون في المئة خلال هذا شهر ورحلة نهاية سنة مدفوعة الاجر"
صفقت الفتيات ببهجة عارمة وصرخت ميادة بينهم بحماسة ، فعقبت ريهام مرة اخرى بأمر "ستذهبون في الحال بكامل اناقتكم الى حفل عيد ميلاد سليم المغربي وستقومون بترويق الاجواء كما تدعي ظروري وكل واحدة فيكم تعلم عملها جيدا" صمتت وخاطبت اسراء الهادئة كأنها في عالم اخر ، نبرة تخللها الاستهجان
" وانتِ إسراء غادري الى بيتك ليس هناك باقيا ما تفعلينه"
اختلست اسراء النظر الى ميادة التي اومأت لها بوجه مشع فقالت بتردد"كما تريدين انا راحلة"
ريهام محذرة "اياكي الا تفتحي الوكالة باكرا "
"لا تقلقي" ردفت بتشتت وذهبت لتغير ملابسها من ثم غادرت مقر العرض ، في الخارج انتظرت لدقائق الا ان جائت الحافلة الخاصة بشركة ريهام لإيصالها ، سرعان ما اتكأت برأسها على نافذة الحافلة متعبة بعد يوم شاق من العمل داخل الكواليس لاسيما والعرض الاهم في سنة قد مرّ اليوم وحمدا لله انه مر على خير دون نيل وابل من التوبيخ من سيدة سوزان ...
...
دلفت إسراء ومن فورها لفحتها رائحة المعكرونة اللذيذة ، ابتسمت بشدة وصاحت بمرح في حين تلقي بحقيبة يدها على الاريكة "سلام عليكم ماهذه روائح شيف كوثر"
اقبلت دادة من المطبخ تتبسم وهي تحمل المغرف وردفت بحب "حضرت الحساء من أجل لؤي و المعكرونة بالطماطم لاجلك "
تقدمت اسراء وخصلاتها البرتقالية تتراقص هلفها بوداعة ، قبلت خده دادة وقالت بارهاق "شكرا دادة سلمت يداك هذه الليلة ميادة لسيت هنا"
