♡الفصل الثالث والعشرون♡

ابدأ من البداية
                                    

نظر له مراد بقلق واضعًا يده علي ذراعه مردفًا بخوف علي صديقه:
_مالك يا يزن!!! حصلك ايه!!

ضغط بكلتا كفيه علي رأسه جاززًا علي أسنانه مردفًا بألم:
_دماغي هتتفرتك مش قااااادر.

ابتلع مراد صديقه بخوف يقف عاجزًا لا يعلم ما عليه فعله خاصة وهم وسط الطريق الخالي من المارة والقريب من الميناء المتوجهون إليه، تحدث وهو يقوم بجذب إحدي زجاجات المياة ثم أعطاها إليه، ليبتلعها يزن بسرعة ولكن الألم لم يقل بل يزداد شدة مع آلام جسده أيضًا التي بدأت بالظهور.

تمتم ببعض الكلمات الخافتة والتي لم يفهمها مراد، ولكن اتسعت عيناه عندما رآه يخرج من جيب حلته السوداء الحالكة كحال قلبه كيسًا يحتوي علي المادة البيضاء التي استنشقها بعنف مرجعًا رأسه للخلف بألم وهو يتنفس الصعداء كأنه كان يحتبس أنفاسه داخله كل هذا الوقت.

نظر يزن إلي مراد المتابعه بصدمة ودهشة جلية علي وجهه، فلم يشعر مراد بدمعاته التي تجمعت بعيناه عندما رأي حالة ابن عمه والذي يعتبره كأخ أو أكثر قليلًا، نفخ يزن بضيق عندما نظر إليه، ليشعر بجسمان الآخر تحتضنه بشدة متحدثًا من وسط دموعه وهو يعنفه بشدة:
_ليه مُصِر إنك تشيل الحِمل لوحدك!! ليه بتتعذب بعيد عننا ورافض تشاركني وجعك يا صحبي!!! ليه مش عايز تفهم إني مش معتبرك بس صاحبي انت أكتر من أخويا، انت أناني وهتفضل طول عمرك أناني.

كان يزن يستمع له بقلب يصرخ ألمًا، لم يجد لأسئلته جوابًا سوي مبادلته لإحتضانه، فتحدث بعد قليل مشاركًا حزنه معه ولأول مرة:
_عايزني اقولك إيه يا مراد!! أقولك إني لسه مدمن وانتوا مفكرني اتعالجت!! اقولك إني بعد ما دخلت المصحة حاولت أقتل الدكتور اللي كان بيعالجني عشان مدنيش الجرعة، اقولك إني حاولت أتعالج كذا مرة بس كنت كل مرة بفشل!! عايزني أشاركك وجعي عشان تتوجع إنت كمان!!! مش كفاية اللي أنا فيه عايزني أشيل ذنبك وذنب راحتك!! انا فعلًا أناني يا مراد، أناني عشان عايز راحتك انت وعمر، انتوا اغلي اتنين عندي ومش عندي إستعداد أحملكوا همي حتي لو هعاني لوحدي.

كان يتحدث معه سامحًا لدموعه بالهطول، فها هو وجد من يتحدث معه غيرها، يعلم أنها تعاني معه ولا يريد أن يعاني أصدقائه هم كذلك، هؤلاء الأصدقاء الذين كانوا مثل الأخوة وأكثر.

♡**********♡

علي الجانب الآخر قام عمر بتجهيز جميع القوات للذهاب للميناء لكي يتم القبض عليهم وعيناه تشتعل بالغضب، فاليوم هو يوم الثأر لصديق طفولته، الضلع الثالث لمثلث الصداقة كما أسماه هو، لم يمتلك أخوة مثل يزن ومراد.

وماذا يريد الإنسان سوي شخصًا حنونًا يعبر معه مذلات الحياة ويخفف عنه أعبائه!! يريد صديقًا مخلصًا يسير معه خطواته برفق، صديق إذا وقع أسنده بذراعه ومدافعًا عنه بروحه.

خادمة الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن