الفصل الثالث

Start from the beginning
                                    

ولم تستطع أن تنطق بكلمة وهي تقرأ تحت عنوان " مطلوب ، فقرة منتهية بعنوان يقع في ساحة باركلي ، وكان هذا العنوان هو الذي لفت نظرها .

كان الاعلان يقول : « مطلوب مربية شابة لطفل في السابعة ، الاتصال : السكرتير ۲۹ ساحة باركلي ، لندن . »

وبعد أن قرأت ذلك مرتين وثلاثاً ، انتبهت إلى أن رقم البيت هذا هو في الناحية الأخرى من الساحة .

فوضعت الصحيفة من يدها ثم ذهبت إلى الردهة فأخذت قبعتها التي كانت قد وضعتها على كرسي هناك عندما جاءت من الحديقة بسرعة .

وعندما فتـح الـخادم الباب الأمامي لها ، قالت له : « إذا كان السيد يريدني ، فاخبره بأنني مع صديقتي في الحديقة .."

"حسناً ، يا أنسة كاسيا . »

وبينما كانت كاسيا تهبط الدرجات ، كانت تدرك أن صديقتها ومرافقتها لابد أنهما ذهبتا الآن .

وعندما فتحت بوابة الحديقة ، شعرت بالإرتياح إذ لم تر اثرأ لصديقتها هناك ، وهكذا تابعت سيرها بحرية إلى الناحية الأخرى حيث فتحت البوابة الأخرى بالمفتاح الذي يملكه الساكنون في الحي .

عندما كانت ماتزال في المدرسة في باث ، كانت دوماً تمضى عطلاتها في منزل أبيها في الريف ، ولهذا ، لم تكن لديها سوى فكرة ضئيلة عن الساكنين الآخرين في ساحة باركلي هذه وعندما قرعت باب المنزل رقم ۲۹ انتبهت إلى وجود زخارف رائعة على المطرقة الفضية . وفتح الباب على الفور ، فقالت للخادم : "لقد جئت استجابة للاعلان . »

مضت لحظة بدت عليه الدهشة ، الا انه مالبث ان قال وكأنه عاد فتذكر : « سأخذك إلى السيد اشتون ، يا سيدتي . واغلق الباب ، ثم سار أمامها في الممر . وفي نهايته ، قرع الـخـادم بـابـا هناك ، ثم فتحه وهو يعلن : « هناك سيدة تريد رؤيتك يا سيدي .."

 وأدركت كاسيا على الفور أن هذه غرفة السكرتير ، فقد بدا واضحاً أن الرجل الجالس وراء المكتب ، هو سكرتير صاحب المنزل ، وكان رجلاً متوسط السن ذا عينين متعبتين قليلاً . وعندما رفع عينيه إليها ، نهض واقفاً .

قالت : « لقد رأيت الاعلان في الصحيفة ، وأحب ان اقدم طلبا للوظيفة المعلن عنها . »

فقال لها :" هل لك أن تتفضلي بـالجلوس ؟ »

وأشار إلى كرسي إلى الناحية الأخرى من مكتبه , وجلست كاسيا ، وبنظرة سريعة في أنحاء الغرفة ، أدركت أن صاحب هذا المنزل ، أياً كان ، هو رجل على ذو أهمية ، وكان على الجدران خرائط تخطيطية لأملاك واسعة .

وكان هناك أيضاً لوحة قديمة لقصر ، رسمت بالزيت ، وشعرت بالسكرتير ينظر إليها متفحصاً . ربما كان يرى أن ملابسها اكثر فخامة من ملابس المربيات ، ولكن الواقع ان السيد اشتون كان يفكر في أن أول متقدمة لهذا العمل الذي أعلن عنه ، هي أكثر جمالاً وصبا من أن تصلح لذلك .

[مكتملة✓] المربية الحسناء و الدوقWhere stories live. Discover now