الحلقه ٤

2.1K 134 3
                                    

((((((( عريس للايجار )))))))
#لولو_محمد
الحلقه الرابعه
حانت اللحظه المنشوده فذهبت وحدى و استقبلنى اخوها شاب ثلاثيني حسن الهيئه وسيم الملامح و ها انا هنا فى بيت ملك لم نتحدث طوال الايام الماضيه كنت مشغولا بين عملى و بين عمتى و لكن بالتاكيد اخبروها بقدومى او هكذا تخيلت حتى رايتها و قد خرجت حامله في يدها صينيه من فناجين الشاى الفارهه التى لا تخرج الا فى المناسبات القوميه او قد لا تخرج ابدا اما عن ملك فقد كانت متجهمه فى اللحظات الاولى و لكن بمجرد ان تلاقت اعيننا حتى تحول هذا التجهم الى نظرات من السعاده و الارتياح تحدثت قليلا مع علاء عن نفسي و عملى و ظروفى و عن وفاه اسرتى و ان عمتى الوحيده تعيش فى الاسكندريه و انها لم تتمكن من المجئ بسبب بعض الظروف الصحيه و انها سوف تاتى فى اقرب وقت الحقيقه ان علاء امتص توترى بشكل غير متوقع لقد كان شابا بشوشا خفيف الظل مرح محب للدعابه عكس ما توقعت تماما لم اشعر بالوقت يمضى و طوال هذا الوقت لا اذكر ان فتحت ملك فاها سوى بابتسامه او ما دون ذاك و ها هى عقارب الساعه تدق العاشره و يدق معها جرس الباب بضيف لم اكن احسب له بالا اجل انه طليقها قد اعاد الفتايات الى حضن امهن و ما ان رانى حتى تبدلت ملامحه المتعجرفه الى نوع من الغضب او الغيره .....
احتضنت ملك الفتايات و دخلت معهن الى الداخل و جلس مصطفى و ظل يرمقنى بتلك النظرات القاسيه و ساد الصمت لثوان سادها التوتر حتى قطعه مصطفى بنبره متهكمه
مصطفى : صحيح البنات قالولى ان ملك جايلها عريس بس انا قولت اكيد بيهزروا
ثم التفت الى قائلا
مصطفى : و الباشا بقي يطلع مين
اخرجت احدى بطاقات التعريف و اعطيتها له بثقه مبالغ بها لم اعهد عليها نفسي تتناسب مع نبرته المتهكمه
انا : الباشمهندس احمد الخولى مهندس برمجيات
مصطفى : حلو جدا و يا ترى الباشا عنده كام سنه سامحنى اصل شكلك صغير اوى اخرك كدا حاجه و عشرين كتكوت يعنى
علاء: بقولك ايه يا مصطفى
انا : انا ٣٤ سنه و شكرا على مجاملتك دا تاثير الرياضه و الاكل الصحى بيخلوا الواحد شباب فتره اطول
تبادلنا النظرات لا انكر انى استمتعت كثيرا بنظرات الغيره فى عيني هذا المتعجرف
علاء : بشمهندس احمد كان لسه بيقولى انه هو اللى بيصمم البرامج بتاعه المحلات يا مصطفى
مصطفى : والله و يا ترى اتعرفت على مراتى فين بقي
علاء :  طليقتك يا مصطفى طلقتها و عدتها خلصت و الموضوع انتهى
ثم التفت الي مغيرا مجرى الحديث
علاء : قولتلى بياخد منك وقت قد ايه يا بشمهندس البرنامج
انا : والله على حسب البادجت و السيستم المطلوب في البرنامج ممكن من تلت اربع ساعات لاسبوع ماكسيمام
انتفض مصطفى غاضبا
مصطفى : انا بناتى مش هيتربوا في حضن راجل غريب و لو المهزله دى ما انتهتش حالا انا هطلع على المحامى و اخد بناتى بالقانون
انتفض الجميع و خرجت ملك من الغرفه فى فزع
علاء: و هو مرات ابوهم هتبقي احن عليهم من امهم و لا كان حد كلمك لما اتجوزت عليها و طلقتها
انا : اهدى يا استاذ علاء اهدوا يا جماعه كدا كدا فى حاله جوازى من ملك حضانه البنات لجدتهم الدكتوره ربنا يديها الصحه و طوله العمر
التفت مصطفى الى بكامل ثورته
مصطفى : بتتكلم بثقه اوى يعني
انا : انا اتكلمت مع اكتر من محامى و كلهم اكدوا كلامى
مصطفى: انت بتتحدانى يا بتاع انت
علاء : مصطفي لو سمحت لاخر مره
توجه مصطفى نحو ملك كالبركان الثائر و لكنها لم تحرك ساكنا فنظر لها غاضبا
مصطفى : انتى موافقه على المهزله دى يا ملك
ملك : و فيها ايه لا عيب و لا حرام
مصطفى : طب و بناتك
احسان : كفايا بقي يا مصطفي انت عاوز منها ايه
مصطفى : اعقلى يا ملك انتى كدا بتخسريني بتخسري ابو عيالك
تاكدت الان لماذا اصر علاء ان يكون اللقاء فى هذا الموعد بالتحديد لقد اراد ان يرانى مصطفى كما ارادت ملك ان تثبت فيما سبق انها مرغوبه لاهلها لا انكر انى فى هذه الحظه كنت متوترا و خائفا فانا اعلم انها ليست بتلك القوه لتقف فى وجه هذا الثور الهائج لقد رايتها امامه من قبل مستكينه منكسره خائفه و لكن سرعان ما فاجئتنى كعادتها و اجابته بكل ثقه و ثبات
ملك : انت نهيت كل اللى بينا من زمان ما عدش  باقي غير البنات و لو عاوز تقطع دا كمان انا كفيله بيهم
رد ساخرا
مصطفى : انتى !!! هتصرفى عليهم منين هتقدرى تعيشيهم في ربع المستوى اللى انا معيشهم فيه
انا : و ليه ما يكنش احسن
مصطفى : اسكت انت دى امور عائليه ما تدخلش
علاء : و هو البنات هنا ناقصهم ايه يا مصطفي و لا احنا مش عارفين نتكفل باختى و عيالها
مصطفى : دا اخر كلام عندك يا ملك
علاء : نورت يا مصطفى ان شاء الله يوم الخميس هبعتلك البنات لو لسه عاوز تشوفهم
مصطفى : لا يا علاء بيه من بكره الكلام مع المحامى بتاعى و بناتى هاخدهم هاخدهم بالزوق بالعافيه هاخدهم و خلى بقي الست هانم اختك تشبع بالكتكوت بتاعها
غادر مصطفى كالثور الهائج رفعت ملك عينيها و نظرت لى فى حزن ثم دخلت غرفتها في صمت
علاء : انا اسف جدا يا بشمهندس احمد انا حقيقي مش عارف اقول لحضرتك ايه
انا : و لا اى حاجه كل ده طبيعي جدا على العموم انا هستاذن و ان شاء الله الزياره الجايه نتكلم فى التفاصيل دا لو حصل القبول و استاذه ملك وافقت عليا
تبادلنا الابتسامات و انصرفت فى هدوء و لكن تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن ربما كان من الافضل ان ابقي فوق لعده دقائق اخرى فمجرد ان خرجت من البنايه حتى رايت مصطفى و قد جنت ثائرته و رمقنى فى غضب حاولت تجاهله و التوجه نحو سيارتى و لكنه لم يمنحنى تلك الفرصه
مصطفى : انت عاوز منها ايه
نظرت اليه في شفقه لم استطع ان اخفيها و أكملت في طريقي فتوجه نحوى مسرعا ليجذبني من ذراعى بعنف
مصطفى : انا بكلمك انت تعرفها منين و عاوز منها ايه
انا : حضرتك عاوز ايه يا استاذ مصطفى
مصطفى : عاوزك تبعد عن طريقي بدل ما اقسم بالله
انا : انا مش فى طريق حضرتك اصلا اللى فوق دى خلاص عدتها خلصت و من حقها ترتبط بغيرك حضرتك بقي عاوز منها ايه
مصطفى : انت متخيل انها بتحبك و لا بتحبك و لا هتحبك انت شاب صغير ما تروح تتجوز واحده تناسبك
انا : عن اذنك انا مش فاضي
مصطفى : انا مش هسكتلك على فكره هفضحك فى شغلك و فى بيتك و هخرب بيتك
لم اتمكن من ضبط نفسي اكثر من هذا فعدت اليه بخطوات واثقه و نظرات قاسيه
انا : اعلى ما في خيلك اركبه انت فاكرها هتفضل من غير جواز لامتى لو مش انا اكيد كان هيبقي غيرى ملك حلوه و صغيره و مليون من يتمناها
مصطفى : اولع بيها انا اللى يهمنى بناتى و هاخدهم
انا : انت تروح و تكمل حياتك و هى تعيش تربيلك بناتك يا سلام
مصطفى : مش عوزاهم انا متكفل بيهم انا بس سبتهملها كرمال العشره و عشان هى مالهاش غيرهم لكن بما انها هتتجوز بقي يبقي انا اولى ببناتى
انا : ربنا يوفقك بقي مع القاضي فى المحكمه عن اذنك و اه لعلمك هتجيب محامى هجيبلها عشره و هتصرف جنيه هصرف قدامه الف و لتانى مره بقولهالك اعلى ما فى خيلك اركبه يا استاذ مصطفى عن اذنك
توجهت لسيارتى و انطلقت و تركته فى صدمته لا ادرى متى و كيف وصل الامر لهنا و لكن الامر الان اصبح شخصيا و اصبحت تلك معركتى انا و لو كانت اخر شئ افعله لن اسمح لهذا الكائن الانانى البغيض بان يحرم ملك من فتياتها
لحسن حظى اتصل بى اخيرا احد الوسطاء ليخبرنى عن محل مناسب للايجار فتوجهت فورا للمعاينه و هناك تلقيت رساله من ملك تسالنى ان كنت متفرغا لانها تريد ان تتحدث معى فى امر هام فاتصلت بها
انا : مساء الخير
ملك : انا اسفه جدا على اللى حصل
انا : انا لقيتلك محل حلو جدا للايجار فى المنطقه متشطب و سعره في الحنين
ملك : احمد انا مش هينفع اكمل في الموضوع ده
انا : انهى موضوع بالظبط انك تلاقي شغل و تقفى على رجلك
ملك : احمد انت فاهم قصدى
انا : عشان مصطفى
ملك : عشان بناتى انت مش فاهم البنات جم مدمرين من عند ابوهم هما مش هيفهموا اللعبه دى ابوهم شحنهم ضدى انت اصلك مش فاهم انا ما كنتش اعرف ان انت اللى جاى علاء قال فى عريس جاى ما قالش مين
انا : ممكن تهدى بس عشان افهم ايه المشكله بالظبط
ملك : الحوار كله مش حلو انا بدات لعبه انا مش قدها و بتوسع منى انا ممكن استحمل اى حاجه في الدنيا الا انى اخسر بناتى يا احمد انا ماليش غيرهم
انا : بناتك صغيرين مش فاهمين حاجه و سهل تفهميهم
ملك : افهمهم ازاى حاجه انا اصلا مش فهماها
انا : تمام يبقي نتقابل بكره
ملك : لا طبعا انت بتقول ايه
انا : انا عايزك تقعدى مع واحد صاحبى محامى شاطر اوى و كمان نشوف المحل و نقعد نتكلم و نشوف هتفتحيه ايه و ازاى و نحط كل النقط على الحروف
ملك : احمد انت ليه مش قادر تفهم انا قدراتى اقل
انا : قدراتك انتى لسه مش عارفه حدودها ادى لنفسك فرصه تخرجى بره القوقعه اللى حبستى نفسك فيها طول الفتره اللى فاتت حاولى مش هتخسري حاجه هو انتى مش عاوزه تقفى على رجلك من غير ما تحتاجى لحد
ملك : عاوزه بس انا مش هقدر
انا : لما بنتك تيجي فى يوم تقولك انا خايفه اجرب حاجه هتقنعيها ازاى انها لازم تجرب و انها لازم تحاول مره و اتنين و تلاته لحد ما تنجح ازاى هتعلمى بناتك يلمسوا السحاب و انتى خايفه تخرجى راسك من الجحر يا ملك ازاى مش واثقه فى نفسك اذا كنت انا اللى ما اعرفكيش واثق فيكي
ملك : مهو انت بتقول كدا عشان انت ما تعرفنيش لكن كل اللى يعرفونى قالو انى ما اقدرش
انا : حاولى اثبتيلهم انهم غلط اثبتى لنفسك انك تقدرى حاولى
ملك : مش عارفه
انا : بصي يا ملك انا مش هقدر احارب معركتك بدالك اقعدى مع نفسك و فكرى و شوفى انتى عاوزه ايه و معاكى رقمى
ملك : انا اسفه
انا : انا اللى اسف مع السلامه
لا ادرى لماذا اشعر بكل هذا الغضب تجاهها لم اكن اتخيل انى ساقابل شخصا سلبيا لهذا الحد فى حياتي حاولت تهدئه نفسي حاولت استيعاب موقفها حاولت ان اجد لها العديد من الاعزار و لكنى لم اجد ما يشفع لها حاولت ان اتناسي تلك الافكار و لكنى لم استطع النوم و ها هى ليله جديده امضيها فى التفكير منذ دخول ملك لحياتى انهكت نفسي فى العمل محاولا التغلب على افكارى حتى بلوغ الصباح ارتديت ملابسي و توجهت لعملى لاجدها فى انتظارى اجل انها ملك و يا لها من مفاجاه عاصفه من العواطف المتضاربه تثور بداخلى امواج من الفرح و براكين من الغضب تلجم لسانى حتى عن اللقاء التحيه تبادلنا النظرات فى صمت قاطعته ملك بصوت هادئ حنون
ملك : انا اسفه
حاولت جاهدا ان اجد ما اقوله وسط هذا الزحام من المشاعر و لكنى فضلت الصمت و توجهت نحوها و جلست فى الكرسي المقابل
ملك : انا فكرت كتير فى كلامك امبارح انت معاك حق بس انت كمان لازم تعزرنى انا من يوم ما وعيت على الدنيا و انا بيتقالى اعمل ايه و ما اعملش ايه عمرى ما اخدت قرار مهم فى حياتى دخلت الكليه اللى مجموعى جبها و اتجوزت الراجل اللى اهلى شكروا فيه و دلوقت انت بتطلب منى
انا : اخدتى قرار الطلاق
نظرت ملك فى الارض نظره يملؤها الحزن
ملك : اللى الكل بيقولى انه كان قرار غلط
انا : انتى جايه ليه يا ملك
ملك : جايه اقولك انى فكرت انا مش عاوزه بناتى يبقوا زيي انا عوزاهم اقويا مش عوزاهم يشوفوا اللى انا شفته انا عاوزه اتغير عاوزه احاول عاوزه اواجه الخوف اللى جوايا عاوزه انجح
انا : و ايه اللى مانعك
ملك : انت لسه ناوى تساعدنى
انا : هو الحقيقه انا كنت زعلان منك اوى امبارح بس برده مقدر الضغط اللى انتى بتتعرضيله و كمان الظروف اللى كبرتى فيها انا مقدر كل ده بس لازم تفهمى ان دى حياتك انتى
ملك : وديني للمحامى خليني اشوف المحل زى ما قولت انا بجد ناويه احاول
انا : تمام ... انا للاسف مش هقدر اجى معاكى دلوقت بس ممكن اديكي كرت المحامى تروحى تقابليه و كمان عشان تاخدى راحتك فى الكلام معاه و ما تقلقيش هو راجل محترم جدا و امين انا مش هبعتك لاى حد
لا اعتقد انى سانسي تلك الابتسامه الرقيقه و لمعه العين التى ارتسمت على وجه ملك و هى تاخذ منى البطاقه فهى كالغريق الذى وجد قشه انا اتفهم ذلك و لكنى ما زلت خائفا من عوده تلك السلبيه التى تربت عليها و لكنى عهدت الكثير من الامهات التى صنعن المستحيل من اجل صغارهن و تلك الام التى امامى لا تقل عنهن فى الامر شئ. انصرفت ملك و أكملت عملى و بعد عده ساعات مرهقه من العمل الشاق عدت الى المنزل و التقطت هاتفى لاجد رساله من ملك ....

عريس للإيجار بقلم / لولو_محمد ( كامله )Where stories live. Discover now