٢

137 48 7
                                    


"هل أنتَ متأكّد أنّك درستَ الطّب الشّرعيّ؟"

صدحَ الصّوت الحادّ المُخيف داخل رأس الطّبيب الشّاب. ولم يكن بمقدور الطّبيب سوى أن يرتجف ويغطّي أذنيه بيديه بقوّة شديدة. ولم يعلم هل عليه أن يجيب على السّؤال المُفاجئ؟

"غير مطلوب منك الإجابة" تردّد الصوت المخيف في عقله للمرّة الثانية، مما دفعه لأن يضغط على أذنيه أقوى.

"تم اختيارك لسبب. لا تتظاهر بالحماقة"

"أنا بداخلك. تذكّر هذا. أنا موجود في كل مكان"

تتوالى العبارات الغريبة في دماغ سومي. أظافره الآن أصبحت بداخل أذنيه. تارة ينقر بها مباشرة بداخل أذنه، وتارة تخرج لتخدش رأسه بعنف.

"أنا بداخلك"

"تذكّر هذا"

كان الصّوت يصدُر من الأعماق الداخليّة للطّبيب ومهما حاول تجاهله يصدح أقوى وأقوى وكأن كلّ ذرّات الكون تعاونت لتُصدره

"ضعفكم يغريني"

"منذ الأزل كان هذا"

النبرة الحادّة المزعجة تصبح أعلى مع كلّ لحظة تمرّ

وما كان من الطبيب إلّا أن تابع خدش رأسه

صوت أخفض من صوت الزعيم يحثّه على حشر إصبعه الأصغر ذو الظفر الطويل بداخل أذنه

وبعد مقاومة استسلم أخيراً

كانت أظافره تتعامل مع بشرته وكأنّها جدران صلبة

ومهما حاول وفعل؛ لم يكفّ الزعيم عن إلحاق العبارات السّيئة بما سبقها

التفت الطبيب للمرآة الملقيّة أرضاً وبعينين تقدح شرراً انهال عليها بضربات قويّة متتالية

أخذ يضرب ويضرب ومع كلّ ضربة يقنع نفسه "هذه أوهام، محض أوهام، أنت لم تدخل هذه المشرحة منذ فترة ولذلك تتوهم"

يضرب براحتيّ يديه

يضرب بقبضتيّ يديه

يضرب رأسياً بأظافره

انخفض لمستواها وباستخدام مرفقيه أكمل مواجهته الفرديّة

"أنا لستُ أوهام. لطالما كنتُ بداخلك"

"لطالما كنتُ في كل مكان"

بجانب المرآة، جلس الطبيب مُنهكاً، الدم ينهمر من أذنيه وأنفه ومن جروح عديدة مُفتعلة في رأسه

ضيف مخيفWhere stories live. Discover now