مراسم الخطبة والعقد

5 1 0
                                    

لعلّكم قد واجهتم مثل هذا الأمر، فأحيانًا قد يظهر أنّكم لا تقبلون أمرًا ما بسهولة، وبدايته تكون صعبة جدًّا, لكنّ النهاية تكون مختلفة تمامًا من خلال سماع كلمة صادقة، أو عند رؤية حدثٍ بسيط...

فصِدق عبّاس، في تلك اللحظات، نقلني من ضفّة إلى ضفّة أخرى. فكلامه أثّر في قلبي كثيرًا. في ذلك اليوم، ولكي يكون قراري محكمًا، استخرت الله فجاءت الآية: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ .

مع هذه الآية لم يعد من مجال للرفض. حتّى لا أنسى, هناك نكتة أساسيّة في الآية، وبالطبع هي مرتبطة أكثر بعبّاس وروحيّته، وقد أدركتها - فيما بعد - من عبّاس نفسه, فبناءً على فئة من الروايات واستنادًا إلى التفاسير، فإنّ الوجود المقدّس للسيِّدة فاطمة الزهراء عليها السلام هو محور هذه الآية.

ففي مراسم الخطبة ، عندما كان الحديث حول المهر وما شابه، قال عبّاس براحةٍ تامّة، كما في المرّات السابقة:

"لا شيء لديَّ غير التوكّل على الله تعالى".

حتّى البارحة لم أكن قد حسمت أمري في الزواج, أمّا الآن فينبغي أن أبحث الأمر وأنهيه جديًّا مع أهلي، وعلى الأقلّ ينبغي أن أرضيهما. كان المهر في المحصلة 16000 تومان. في البداية عرض أبي أن يكون لي حصّة في بيت، وكان يعنيه كثيرًا أن أذهب إلى بيتي. لكنّ عائلة عبّاس قالت:
"الآن لا نستطيع".

قال أبي: "قدّموا شيئًا, ليتمكّنا من شراء بيت فيما بعد إن شاء الله".

في 12/ تشرين الأول/ 1982 هـ.ش ذهبنا لشراء لوازم الخطبة. اشترت والدة عبّاس عقدًا، قدّمه عبّاس إليّ ليلة العقد هديّة. وأنا اشتريت له هديّة ساعة. فغدًا سيقيمون مراسم خطبة العقد في بيتنا. كانت مراسم العقد بهذه البساطة التي توقّعتها. دعونا أقرباءنا من الدرجة الأولى وبعض أقرباء الدرجة الثانية. ومن ثمّ شيئًا فشيئًا عرف الكثير من الجيران والمعارف بزواجنا.

في تلك الليلة ارتديت ثوبًا أبيض اللون, استعرته من زوجة أخي. وارتدى عبّاس بنطالًا وقميصًا عاديّين، وقد أرخى القميص فوق البنطال.

بعد إجراء العقد، أوصل عبّاس والديه إلى البيت, ثمّ رجع إلى بيتنا.

صباح اليوم التالي ذهبنا إلى "دار السلام" وهي روضة شهداء

كاشان. كان يعرف الكثير من الشهداء. وذكر لي خواطر عنهم. كنت قد سمعت الكثير عن الحرب والإخوة في المعارك, إلّا أنّ حديث عبّاس كان شيئًا آخر, وبدا شيئًا جديدًا وغضًّا. أساسًا، تغيّر كلّ شيءٍ في حياتي من لحظة إيقاع عقد الزواج، وأصبح له طعمٌ آخر. وامتلأ قلبي في تلك السويعات القليلة بكلّ محبّة وعشق، يمكن لامرأة أن تكنّهما لزوجها.

هاجر تنتظر Where stories live. Discover now