♡الفصل الثامن عشر♡

ابدأ من البداية
                                    

ارتعشت شفتاها وهي تجيب:
_وامتي الشغل دا هيخلص!!

زفر بقوة ثم أجاب بجمود أجاد اصطناعه:
_مش عارف لسه.. يمكن اسبوع، اتنين او شهر.

_شـهـر!!!
هتفت بها بصدمة ليجيبها هو متصنعًا الإنشغال:
_عن اذنك دلوقتي عندي شغل.
ثم اغلق الهاتف وهو يمنع نفسه من البكاء قدر الإمكان.

اما هي ظلت متصنمة مكانها لا تقوي لا الحراك فأفاقت علي طرق الباب ولم تكن سوا "وداد" التي تنظر لها بشفقة، اعطتها الهاتف بصمت فأخذته منها وخرجت غالقة باب حجرتها عليها.

اتجهت إلي الفراش بخطوات بطيئة فجلست عليه ثم شرعت بالبكاء الذي اهلكها، احست بروحها تزهق ولا تستطيع التنفس فحاولت الهدوء حتي تستطيع إستعادة وتيرة أنفاسها المفقودة، هي نادمة بشدة ولكن بما يفيد الندم الآن بعد أن تركها ورحل وكل هذا بسبب غبائها.

تشتاق لأحاديثه كثيرًا، لدلاله الذي كان يغدقها به وهي بكل سذاجة كانت تعتبر اهتمامه بها كأخ وصديق لا أكثر.

دخلت عليها "ضحي" بملامح قلقة حينما استمعت لصوت بكائها العنيف عندما كانت تمر من أمام غرفتها لتتحدث بقلق بالغ:
_آيات.. مالك يا حبيبتي.

نظرت لها بعيونها المتورمة ولم تجب عليها بل ظلت تبكي بخفوت وصمت، تذكرت "ضحي" حديث "يزن" وظنت بأنها تبكي لفقدانها "مصطفي"، فوضعت يدها علي ظهرها وهي تقول بعتاب:
ليه كدا يا آيات.. إنسان زي دا ميستاهلش إنك تزعلي عليه ولو للحظة واحدة.

نظرت لها بإستغراب فقالت بصوت مبحوح ومازالت تبكي:
_بس انا جرحته وهو زعلان مني اوي.. مكانته عندي غالية اوي ومش اي حد يقدر يوصلها.

حاولت" ضحي" التحكم بأعصابها حتي لا تشوه وجه تلك الغبية فقالت بهدوء مزيف:
_انتِ بردو اللي جرحتيه!! ولا هو اللي غدر بيكي!! دا كلب ولا يسوي.

ردت عليها آيات بحدة تلك المرة:
_ضحي... انتي بتقولي إيه!! مراد مغدرش بيا انا اللي جرحته واتخليت عنه عشان كدا هو بعد.

رددت ضحي حديثها قائلة بهمس وصل للأخري:
_مراد!! جرحتيه!! انتي اللي بعدتي!! ايه دا هو مين اللي خزوق مين!!

نظرت لها "آيات" بجهل ولكن حالتها لم تسمح لها بمجادلتها ففضلت الصمت في تلك الحالة أما ضحي لم تصمت بالطبع فقالت مستفهمة:
_افهم طيب.. يعني انت بتعيطي علي مراد مش علي مصطفي!!

مسحت آيات دموعها المتساقطة بأناملها وقالت بصوت مبحوح وهي تشرد بتعجب:
_انا معيطتش علي مصطفي اصلًا.. كل اللي كان هاممني إن مراد ميزعلش مني.

نظرت إليها ضحي بخبث وها قد علمت ما يحدث، تلك الماكرة لا تعلم أن قلبها ينبض لمراد ليس لغيره من الرجال ولكنها أحبت حديثها المعسول من المخادع الآخر جعلها يظن بأنها تحبه وتركت الآخر يعاني من ويلات العذاب، تحدثت بمكر صريح في حديثها:
_مراااللد قولتيلي... يعني انتِ بتحبِ مراد ولا مصطفي!!

خادمة الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن