الفصل الخامس

2.4K 184 15
                                    

الفصل الخامس

غادر جعفر المنزل بعد أن تناول  الفطار مع عائلته الجديدة و كم يشعر بالسعادة  ... الأن لديه زوجة و أم و أخوه أصبح كبير عائلته و قادر على تحمل تلك المسؤلية حين صعد إلى سيارته أبتسم بسعادة حين تذكر حين أستيقظ من النوم لم يجد هدير جواره غادر السرير و توجه إلى الحمام و خرج بعد عدة دقائق يلف حول خصره المنشفة فى نفس اللحظة التى دلفت فيها هدير إلى الغرفة .. لتشهق بصوت عالي و هى تضع يدها على عيونها ليبتسم ببعض الشقاوة و أقترب منها بهدوء ساعده فى ذلك أنه يسير حافي القدمين و كان ينظر إليها باستمتاع شديد و هى تقول بخجل
- أنا آسفه كنت فكراك نايم  ... طيب أقولك أدخل الحمام على ما أنا أخرج
لم يجيبها بأي شىء و كان يقترب بهدوء  منها و هى لم تتوقف عن الحديث
- دخلت خلاص ... يعني أفتح ... هفتح
قالت الأخيرة و هى تحرك يدها من فوق عينيها و مازالت مغمضة العينين بخجل و كان يضحك بسعادة و ببعض المشاغبة ظل واقف أمامها ينظر إليها
- هفتح
لم يجيبها لتفتح عين واحدة لتشهق بصوت عالي يكاد يصل إلى حد الصريخ ليقترب منها سريعاً و يضمها و يقبلها بحنان حتى يسمع صدى صراخها داخل جوفه
كانت عيونها مفتوحة على إتساعها و حين شعر بحاجاتها للهواء و صدمتها أبتعد عنها قليلاً و أسند جبينه فوق جبينها و هو يقول
- أنا بحبك يا هدير ... بحبك أوى
أغمضت عيونها و أخذت نفس عميق محمل برائحة جسده و قالت بصوت متقطع
- ان...أنا .. ك ... كمان ... ب
ليضع يديه فوق فمها يسكت سيل كلماتها الخجله و قال
- وقت ما تحسيها بكل كيانك هتقوليها من غير خجل و وقتها هكون أنا مستعد أسمعها بكل كياني
فتحت عيونها تنظر إليه بعيون زائغة تحمل الكثير من الحب الأحترام و أيضاً حيره و خوف ... يعلم جيداً أن لها كامل الحق فى الإحساس بكل هذا ... يعلم أنها لم ترى منه سابقاً سوى ما كان يجعلها تبتعد عنه و فجأة وجدته صاحب فضل كما تظن أنقذها هى و أسرتها من حياة مؤلمة و هو لذلك لا يريد أن يستمع لكلمة حب لا تشعر بها بكل كيانها قبل جبينها برفق ثم أبتعد عدة خطوات ليأخذ ملابسه من الخزانة و دلف إلى الحمام
ظلت هى واقفه فى مكانها لعده دقائق تنظر إلى الباب المغلق تحاول إلتقاط أنفاسها التى يخطفها كلما أقترب منها أو تحدث معها
عاد من أفكاره و الإبتسامة ترتسم على ملامحه الخشنه ليرفع عيونه إلى البيت ليجدها تقف هناك خلف النافذة تنظر إليه ليرفع يديه بالسلام لتبادله إياه بابتسامة صغيرة جعلت قلبه يقفز كالأطفال
دون أن ينتبه لذلك الذي يختبىء خلف أحد البيوت المجاورة يراقب كل ما يحدث بدقة
~~~~~~~~~~~~~~
مرت أيام و أيام و أيام أصبحت تلك العائلة مترابطة و قوية و جميعهم يحترموا جعفر بشده رغم أنه يتعامل معهم كصديق و أحيانا يكون أكثر طفولة منهم ... لكنهم جميعاً ينظرون إليه بإحترام و بعض الأنبهار
خاصة بعد أن قدم لهم جميعاً فى المدارس من جديد و سوف يذهبون من العام القادم 
و كم كانت سعادة زينب حين جلست أمام المصور حتي يلتقط لها صورة المدرسة أمسكت بيد جعفر و كلما حاول الإبتعاد أمسكت يده بقوة حتى قالت ببعض الغضب الطفولي
- خليك جنبي يا بابا
لتنظر هدير إليها بصدمة مشابهه لصدمة جعفر الغير مصدق رغم تلك الإبتسامة الكبيرة التى تزين وجهه الرجولى و سعادة كبيرة تسكن قلبه ... خاصة و عقله يترجم لما قالت له الصغيرة هذا إحساسها بالأمان و الثقة هو ما جعلها تقول ذلك و ذلك جعله يشعر بالفخر بنفسه و السعادة أيضاً و بعض الرضا.
و أيضاً تحسنت حالة بدريه الصحية أصبحت أفضل صحيح لم تتكلم بعد لكنها أصبحت بحالة أفضل خاصة بعد أن تابعها الطبيب باهتمام شديد و يزورها بانتظام
~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى إحدى الأيام وقفت هدير أمام طاولة الزينة تضع حجابها حتى تذهب مع جعفر إلى المصنع
حين دلف جعفر و هو يتحدث فى الهاتف بصوت عالي و يبدوا  عليه الغضب
- أيوه قولتلك جاي ... من أمتى بتحملوا الشغل قبل ما أنا آجى
صمت لثواني يستمع لكلمات محدثه و كانت هى تقف منزوية فى إحدى الاركان تنظر إليه بخوف
عروقه النافرة و عينيه الجاحظة حاجباه الذي إلتقيا بتقطيبة قوية و هذا الجرح واضح فى وجهه بقوة يذكرها بجعفر القديم التي كانت تراه فى المصنع فقط
كانت تحاول أن تطمئن نفسها و هى تتذكر أول يوم ذهبت معه إلى المصنع و كيف فتح لها باب السيارة و دلفوا إلى المصنع يدها بيده و حين إلتفت الجميع لهم وقف فى وسط الورشة و قال
- يا جماعة أنا عايز أعلن وأعرف الجميع أن أنا و هدير أتجوزنا 
شهقات عالية و نظرات أندهاش و صدمة  و همسات مثل (( بنت ملعب قدرت تضحك عليه مش سهله و كانت عاملة فيها بريئة و بتخاف تتكلم معاه أو تقف قدامة  )) لتغلي الدماء فى عروقه فقال بجدية و صرامة و غضب مكتوم
- مش عايزين نسمع مبروك من حد يلا كله على شغله 
عادت من أفكارها على يديه التى تربت على كتفها و صوته القلق و هو يقول
- مالك يا هدير فى أيه ؟
أنتفض جسدها بخوف ليقطب جبينه و هو ينظر إليها بحيره
لتخفض رأسها بتوتر و قلق ليقول لها باستفهام
- أنتِ لسه بتخافي مني ... بعد كل الشهور إللى مرت بينا دى
هزت رأسها بلا عدة مرات ثم قالت 
- مش كده ... بس
- بس أيه ؟
قالها بعصبية لينتفض جسدها و هى ترفع عيونها إليها و بصدق قالت
- عمري ما حسيت بالأمان غير لمًا بقيت فى بيتك يا جعفر ... بس لما سمعتك بتزعق فى التليفون أفتكرت جعفر مدير الورشة إللى كان الكل بيخاف منه
ليضمها إلى صدره بحنان و إبتسامة رقيقة ترتسم على ملامح وجهه الخشنه  و همس بجانب أذنها
- أنتِ كل ما ليا و أحلى حاجة فيا و لو قسيت على الدنيا كلها أنتِ ليكى كل الحب
لتبتسم هى الأخرى بسعادة و شعور قوي بالراحة يعود يسكن قلبها و روحها
~~~~~~~~~~~~~~~~
- خلاص يا كبير كله بقا تحت السيطرة و خط السير بقى مدروس
أخذ حنفي نفس عميق من سجارته الغير بريئة و أبتسم و هو يعتدل فى جلسته قائلاً
- و هتنفذ أمتى بقي ؟
نظر إليه مفتاح و أبتسم  و قال بعد أن نفخ هواء سيجارته فى الهواء
- خلال كام يوم ... بس أنا هبقى محتاجك معايا
- أنا ليه يا مفتاح أنا مش عايز أبان فى الصورة خالص
قال حنفي ببعض الضيق ... ليقول مفتاح موضحاً
- محتاجك ندورجي  علشان تأمن ليا الطريق
صمت حنفي يفكر ... عليه أن يساعد مفتاح حتى ينفذ ما يريد و أيضاً عليه أن يكون بعيد حتى لا يراه أحد أو يشك فيه
- ماشى .. بس أبقى عرفني قبلها
- أكيد يا كبير .. ربنا يقوينا على الشر
قال كلماته الأخيرة ببعض المرح و الضحك بعدها بصوت عالي ليشعر حنفي ببعض السعادة بسبب تلك الثقة الواضحة على ملامح مفتاح و بداء فى التمني و الحلم بكل ما سيحققه بعد نجاح ما خطط له
~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تغادر المنزل مع جعفر أمسكت بيده فى نفس اللحظة التى غادرت زينب البيت تنادي جعفر بصوت عالى
- بابا .. بابا
إلتفت جعفر إليها بابتسامة واسعة و هو يقول
- حبيبة بابا
ليحدث كل شىء فى ثواني و أرتفع ذلك الجسد فى الهواء ليسقط أرضاً غارقاً فى دمائه وسط صرخات الخوف و الفزع و إحساس كبير بالخسارة 


يتبع

حين التقيتك (( جعفر قلبي )) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن