أهل الكهف

257 17 2
                                    

#قصة_أهل_الكهف 
كان الناس يستعدون للذهاب إلى المعبد في يوم العيد ، فوقفوا في الطريق ينتظرون موكب الملك ، وجاء الملك في عربة فخمة ، وكان معه فتيان من أبناء العظماء ، وعندما رآه الناس ركعوا له وسارت عربة الملك حتى وصلت إلى المعبد ، وكان هناك أصناماً بالمعبد وعندما وصل الملك إليها سجد لها احتراماً ، وسجد معه الفتية إلا أن أحدهم لم يسجد لهذه الأصنام ، لكن الملك لم يلاحظ ذلك ثم انتهى الملك من عبادته وعاد إلى قصره ومعه الفتية .

عندما جاء الليل خرج الفتيان من القصر ليذهبوا إلى بيوتهم ، ولكنهم لم يفعلوا ذلك ، بل التفوا حول الشاب الذي لم يسجد للأصنام ، وقالوا له :"نريد أن نحدثك الليلة وتحدثنا."
فقال لهم:"تعالوا إلى داري."

تبعوه الى داره وسألوه :"لماذا لم تسجد اليوم للإله؟"
فقال لهم:"إنني فكرت في هذا الإله فوجدت أنه لا يسمع ولا يرى ولا ينفع ولا يضر ، فوجدت انه من الجنون أن أسجد له."

فقال له أحدهم:"أكفرت بآلهتنا؟
فقال الشاب:" لقد كفرت بهذه الحجارة ، وخرجت إلى الفضاء ....
وسألت نفسي: من خلق السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال؟ فاهتديت إلى أن الذي خلق كل هذه الأشياء لابد أن يكون قوة عظيمة لا نراها ، فتوجهت لهذه القوة لأعبدها."

فسكت الشبان قليلاً، ثم قال أحدهم :"إنني أعلم أن هذه الحجارة التي نعبدها لا قيمة لها ، وفكرت في نفسي وفيمن خلقني ، فاهتديت إلى أن من خلقني لابد أن يكون عظيماً قادراً." واستمر الشبان في التحدث حتى آمنوا جميعاً .

( الجزء الثاني )

صار الفتيان يجتمعون في كل ليلة في بيت أحدهم ، يصلون لله ويعبدونه، وذات ليلة دخل عليهم أحد أعوان الملك فرآهم وهم يصلون ، وحاول الفتية إقناع الرجل بالدخول في دينهم ، ولكنه رفض وذهب إلى الملك ، وأخبره بأن الفتية الذين يلتفون حوله قد دخلوا في دين آخر ، فغضب الملك وعزم على أن يعذبهم ، وعندما علم الفتية بذلك رأوا أن يهربوا من بلد الملك ...

ركب الفتية خيولهم وساروا حتى خرجوا من المدينة ، وعندما جاء الليل أخذ الفتية يبحثون عن مكان ليبيتون فيه ، فوجدوا في الجبل كهفاً ، فدخلوا فيه ، ثم خرج الملك وسط جنوده ليبحث عن هؤلاء الفتية ، واهتدى إلى الكهف الذي لجئوا إليه ، ولكن رجاله أحسوا بالرعب ولم يستطع أحدهم أن يدخل الكهف ، فقال أحدهم للملك:"سد عليهم باب الكهف ، واتركهم يموتون فيه جوعاً وعطشاً ."،فأُعجب الملك بالفكرة ، وأمر ببناْء باب للكهف .

وعندما استيقظ الفتية من نومهم سأل أحدهم :"كم يوم مكثنا في هذا الكهف؟"
فقالوا له:"مكثنا يوماً أو بعض يوم ."
وعندما شعروا بالجوع قال أحدهم:"سأذهب لأحضر طعام من السوق ." لكنه عندما سار وجد طرق غير الطرق التي سار فيها ، ومر بمواضع غير المواضع التي يعرفها ، فتعجب الفتى مما حوله ، ثم أخذ قطعة من النقود وأعطاها للخباز فسأله الخباز عن قطعة النقود ، وقال له:"سأسلمك للشرطي ." ونادى الشرطي وأعطى له قطعة النقود ، فقال الشرطي للشاب :"هيا معي للملك."

وعندما دخل الفتى إلى قصر الملك وجد ملكاً آخر لا يشبه الملك الذين هربوا منه، فسأل الملك:"ما قصة هذا الفتى؟." فأخبره الفتى بأنه هرب من الملك دقيانوس بالأمس فقال له الملك: "لقد مات دقيانوس منذ ثلاثمائة عام!" فقال الفتى: "لقد نمنا في الكهف ثلاثمائة عام!" فقال له الملك: "إنني لا أصدق ما تقول."

ثم ذهب الملك معه إلى الكهف، وطلب منه الشاب أن ينتظر قليلاً خارج الكهف ، وعندما دخل الشاب على أصحابه أخبرهم بأنهم لبثوا في الكهف ثلاثمائة وتسع سنوات ، وأن هذه السنين مرت عليهم وهم نيام ، وعند ذلك أحس الفتيان بالنوم فناموا ، وطال انتظار الملك ، ثم ذهب ليبحث عن الشاب فوجده وأصدقاؤه قد ماتوا فقال : "الملك أنها معجزة عظيمة لقد أرانا الله انه قادر على أن يحي هؤلاء الشباب بعد ثلاثمائة عام ."

#إذا أتممت القراءة فضلاً وليس أمراً  علق
بالصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه

قصص وعبر Onde as histórias ganham vida. Descobre agora