episode 2

5.3K 107 2
                                    


بدأ إستقبال المُعزين في القصر ، ومازال السيد (علي) محتفظ بهدوءه الصامت ، الذي أقلق ولديه فقال (وائل) : أنا لا يعجبني حال أبي هكذا ، هو لم يتحدث كثيرا من وقتها ، مضي حتي الآن ثلاثة أيام ومازال محتفظ بهدوءه المقلق هذا ؟!!

(تامر) : هذا ليس بالشيء الجديد علي أبي !! دائما لا يظهر مشاعره لأحد ، أنا أثق أنه سيكون بخير ... لكن أعطه بعض الوقت فموت أمي صادم له.

بعدها تلقي مكالمة علي هاتفه ، فأخذ جانب ليرد علي الإتصال بهدوء...

جاءت (مروة) تقف جوار (وائل) تقول : هل الإتصال منها هي ؟!!

(وائل) وهي ينظر ناحية أخيه : بالتأكيد .... هي الوحيدة التي يُجيب عليها في لحظاتها دون تآخير ..

قالت (مروة) بسخرية : بمناسبة في اللحظة دون تآخير ...أنظر من آتي ، وأُتيحت له الساحة !!

لتدخل السيدة (نيفين) مرتدية بدلة سوداء ذات جيب أسود قصير فوق الركبة ، وجزمة بكعب عالي تصدر صوب عاليا يلفت نظر الجميع إليها ...

توجهت للسيد (علي) قبلته علي خديه تعزيه ، ثم قالت في حزن مصطنع : قلبي معك سيد (علي) .... رحم الله روحها .

السيد (علي) : شكرا لحضورك سيدة (نيفين) أقدر ذلك حقا .

(نيفين) : صدقني لقد آتيت من المطار إلي هنا مباشرة ، أعتذر لعدم تمكني من حضور مراسم الدفن .

السيد (علي) : لا عليك ، أعلم أن كان لديك أعمال هامة في (إسبانيا) ، يكفي حضورك الآن.

(نيفين) : أتمني أن تكون آخر الأحزان.

جلست بعدها وسط مجموعة من الرجال والنساء الذين لم تخل نظراتهم بالحقد والكره من النساء ، والشهوة والرغبة من الرجال ...

كل الحاضرين يعلمون مدي أهمية (نيفين) في مجال إدارة الأعمال ، كما يعلمون مدي رغبتها وحبها للسيد (علي) وسعيها خلفه طوال سنوات عديدة...

__________________

توجه (شريف) " إبن (نيفين) الوحيد وصديق (تولين) المقرب" لغرفة (تولين) مباشرة ، طرق علي الباب عدة طرقات تعلمها هي جيدا فقالت : تفضل.

دخل للغرفة ، وجلس علي طرف السرير آمامها ليجد أنها مازالت تبكي حاملة صورة والدتها فقال : كيف حالك الآن ؟!!

قالت (تولين) وسط دموعها : كما تري ؟!!!

(شريف) : آسف لم أكن بجانبك وقتها ، فقد كنت مع أمي في (إسبانيا) .

(تولين) : أعرف لا عليك .

ضمها بعدها قال : هيا لنخرج قليلا .

(تولين) : لا أستطيع ، حالتي ليست جيدة للخروج .

(شريف) : أعرف ...لهذا علينا الخروج قليلا ، لتوقفي تفكير وتخرجي من حالتك هذه .

قامت معه ، رغبة منها بشيء يساعدها علي الخروج من حالتها السيئة ..

__________________

ظل (سليم) السائق الخاص بالسيد (علي) ينظر بحقد وكره للشخصيات المرموقة المتملقة في نظره بالدخول والخروج من القصر ...

ينظر لهم بحسد ، ويضحك علي حاله البائس الفقير لمجرد شخص فقير مُعدم مثله هذه هي حالته ، بعد خدمة تلك العائلة لسنوات عديدة أهلكته و لم يستفد منها بشيء ؟!!!

ألقي سيجارته الرخيصة علي الأرض بغضب وأخرج هاتفه يطلب رقما : أين أنتي ؟.... تعالي للقصر الخدمة قليلة ونحتاج للمساعدة .

لتطيعه هي بدون أي إعتراض ...

ليقول في نفسه بخبث : حسنا إذن إرتحنا من سيدة المجتمع المرموقة و الإيتيكيت ، وحان وقت صيد سمكة من هذا البحر الغني ، لنري فائدتك أيتها الغبية الآن ؟!!!!

_______________

حان وقت العشاء وبدآت العائلة بالتجمع أمام طاولة الطعام ، وإنضمت لهم السيدة (نيفين) التي جلست سريعا علي المقعد بجوار مقعد السيد (علي)، فنظر (وائل) وزجته لبعضهم بإستغراب....

قال السيد (علي) : أين (تولين) ؟!

(نيفين) : لقد خرجت مع (شريف) رأي أن حالتها ستتحسن عندما يغيران هواء قليلا.

- جيد .

ثم أشار بيده ليبدآ الجميع تناول الطعام ...

بينما هو ظل ينظر لمقعد زوجته الخالي آمامه ويتذكر وجهها المبتسم له دائما .

ضغط علي جبهته في إعياء ، فلاحظ الجميع ...

وضعت السيدة (نيفين) يديها علي يده في حنان لينظر الجميع لها ، فيسحب السيد (علي) يده سريعا وهو يقوم قائلا : بعد إذنكم .

خرج من غرفة الطعام ، فقالت (مروة) سريعا بسخرية : يبدو أنك تأخذين زمام الأمور سريعا سيدة (نيفين).

نظرت لها السيدة (نيفين) بتقزز وبدآت الأكل بغضب ..

صعد السيد (علي) لغرفته ولكن في طريقه إصطدم بفتاة كانت تحمل كوب من الماء سقط علب بنطاله بالكامل فقالت برعب وخوف : آسفه سيدي ....أنا آسف جدا .

ظل يمسح الماء علي بنطاله وهي تساعده علي مسحه فقال هو لها : لا عليك ....أتركيه.

هي : لا يا سيدي .... سأمسحه أنا ، آسفه ، آسفه .

أمسك يديها يوقفها لينظر لوجهها للمرة الأولي ، ويري تفاصيل وجهها بشعرها الأسود الطويل وعينيها البنيتين الواسعتين؟!!!!!!

______________

تُتبع ....

Enjoy ☺

سأجعلك قدري !Where stories live. Discover now