1

21 1 0
                                    

دخلَت بخطوات مُتأنية تُغلق باب شقتها ورائها،ألقت حقيبتها على الأريكه لتجلس ببطئ "لقد فعلتها.."

إرتجفت يديها بينما إمتلأت عينيها المتوسعه بالدموع
"لماذا فعلتها؟"

لا تعلم إن كان هناك إجابة تُبرّر لذنبها أو لا،لكنها تشعر بالوقت الحالي أنه لا يوجد..

"واللعنة لما فعلتها!"
ضربت بحقيبتها الأريكة عدّة مرات تجهش بالبكاء مُسقطةً أغراض الحقيبة على الأرض

جثت على ركبتيها ناظرةً الى يديها المُلطخه بالدماء لترتجف تهزّ رأسها يمينًا وشمالًا رافضةً الواقع مُتمتمةً بالكثير من الكلمات

رنّ هاتفها مُعلنًا عن إتصال لتنظر للإسم "الحاوية"

تسارعت أنفاسها غير قادره على التنفس سويًا ،إرتجفت أوصالها مُنتظرةً الأسوء..زحفت ببطئ إليه تفتح الخط ليأتيها الردّ:

"أستطيع سماع أنفاسك..لقد وجدوها"

لم ينطق شيئًا أخر ..بينما هي الكثير من الأصوات بداخلها تنطُق،قفزت لحظة الإدراك أليها لتنتفض من مكانها تضرب هاتفها الأرض بهستيريه:
"لا! لم أفعلها لم أفعلها لا!"

أخذ الخوف يلتهمها ببطئ مُحللًا كلّ إنش من جسدها،شعور مروّع إجتاحها وقتها،تمنّت أن يكون هذا حُلمًا لكنه لا يمكن لحلمٍ أن يكون بهذه الواقعيّه..

واصلت صراخها تضرب الأرض بيديها الدامية حتى هشّمت الهاتف الى فُتات..

كانت ستلقيه من النافذه الى أن أدركت شيئ،
بحركة يديها السريعه اللتي لم تخلى من الرجفه واصلت تفكيك الهاتف الى أن وصلت للشريحه لتخرجها من مكانها تتوجه للمرحاض

كسرت تلك الشريحه مُلقيتها في المرحاض ساحبةً المياه بعدها تُشاهدها تنسحب ببطئ مع التيار

شردت في مكانها ذاهبةً بأفكارها الا البعيد مع فِعلتها هذه لِتُقرر شيئًا .. ستهرب.

رفعت كفيها تمسح دموعها اللتي تنساب لِتتوقف أمام المرآة..

شعرها المُبعثر لُطخ بالفحم بينما كفيّها لم يخلوان من الدماء،زمّت على شفتيها تحاول السيطره على مافقدت لتحظر جميع أنواع المنظفات تُغسل بها يديها بقوه وتبكي بلا صوت..

شهقات صامته تخرج من قفصها الصدريّ اللذي يهتز مع كل نفس مُخرجا سيلًا من الدموع معه

كانت تفرك يديها بأقصى قوة لديها حتى بدأوا بتقشير أنفسهم

ألقت المنظفات بعيدًا لِتُخرج مُستحضراتها التجميليه وكل أغراضها من على المغسله داخل أحد الأكياس الضخمه

ذهبت الى غرفتها تأخذ شنطة سفر كبيرة نسبيًا تجمع كل ماتراه عينها بداخلها ،خلعت ملابسها تُبدلها لأخرى غير قادره بالتوقف عن التفكير وعن ما سيأتيها بعدًا

حاولت تنظيف نفسها تشعر بأن كلُ حركة تفعلها مُرصدة..وأن هنالك الكثير من العيون تُراقبها

ألقت نظره أخيره على شقتها الفارغه لتذهب أخيرا الى سريرها بخطوات ثقيله،خُطوة الى اليمين واخرى الى الوراء.

جلست لتحرّكهُ قليلًا الى الجنب فقابلتها الأرض الخشبيه..أزاحت من عليها المِفرشه لتظهر أمامها خزنة مربعة كبيره قليلًا

أدخلت الرقم السريّ برجفه غير مصدقة أنها أُضطرت لفعل هذا .. صدر صوت طنين بسرعه لينسحب بعدها باب الخزنة الصغير ببطئ كاشفًا عما بداخله

كانت 80$ الف دولارًا ..

أطلقت شهقه خرجت منها بصعوبه بعدما حاولت كتمها لِتطلق العنان لبكاءها مرةً أخرى،جثَت برأسها على ركبتيها الملقيّه في الأرض ضاربةً عل صدرها بألم

بكت كثيرًا حتى إحمرّت عينيها وأجشّ صوتها..

لم ترغب بفعل هذا ولكنّ غبائها قادها الى هذا

رفعت رأسها ببطئ ليتدلّى شعرها على الجانبين وقد تبلل أسفلها من سيل عينيها وأنفها

أخذت شهيقٌ عميق تحاول التركيز على لحظتِها وإقناع نفسها أن الدموع لن تُجدي نفعًا

إمتدّت يدها الى الخِزانه لاقفةً مابها الى داخل شنطة السفر بسرعة تحاول إنهاء ما بدأت بِه.


يُتبع..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 20, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

رُبما غدًاWhere stories live. Discover now