|١٠| انتهتْ اللعبة.

10.8K 465 422
                                    

كيف كان شعوري أثناء آخر علاقةٍ حدثتْ بيني وبين زوجي؟

زوجي؟

جديًا.. ما هذا السؤال؟ سأبكي! مَن اخترع تلك اللعبة الحقيرة ووضع أسئلتها وتحدياتها ليس سوى مريضٍ نفسيّ، أو ربما شخصٌ يعاني مرضًا جنسيًا ويريد التأكُّد من مدى تأثيره على زوجته أثناء العلاقات، فاخترع هذه اللعبة ليلعبها مع زوجته، وما إن أتته إجابتها التي أثارتْ سُخطه عن كونه ليس جيدًا.. أراد أن يعذّب بقية الأزواج ويقتل التناغم والهدوء بينهم بنشره لهذه اللعبة على نطاقٍ واسعٍ.

ولكن أثناء دوران عقلي المريض هذا وتحليله لسبب إنشاء هذه اللعبة، أتاني سؤالٌ جِدّيِّ أهم من هذه اللعبة بأكملها.

وهو.. مَن اقترح هذه اللعبة على خالد هو عادل صديقه وزميله بالأكاديمية، وحسب معرفتي بعادل من حديث خالد السابق عنه، فإن عادل أعزب، ليس متزوجًا، خاطِبًا، أو حتى في علاقة ارتباط مع أيّ فتاة لأنه من النوع المُعقّد من الفتيات والكاره لهنّ بعد أن تعرّض للخِداع من فتاةٍ تعرّف عليها عن طريق تطبيق الإنستغرام، كان قد أحبها لسنةٍ كاملةٍ، وما إن قرّر التقدُّم لخِطبتها اتضح له أنها شابٌ وليستْ فتاة، كان هذا الشاب يخدع عادل المسكين لسنةٍ كاملةٍ مدعيًا أنه فتاةٌ يرسل لعادل صورًا لفتاةٍ أخرى ويتحدث معه صوتيًا ببرنامج بهاتفه قد حوّل صوته لصوت فتاةٍ، وحينما قرّر عادل التقدُّم لخطبة فتاته المزيفة كُشِفَتْ له الحقيقة وأخبره ذلك الشاب أنه ذكرٌ مثله وليس فتاة، ثم حظره من الإنستغرام والهاتف وكل سُبل الوصول. وجديًا.. عندما أخبرني خالد بهذه القصة عن عادل صديقه لمْ أكن أعرف هل أبكي أم أضحك، ولكنني بالنهاية انفجرتُ ضحكًا متخيلةً وجه عادل وهو يتلقّى خبر كون حبيبته شابًا مثله.

آغغ.. أكره مثل هذه الأمور عن مواقع التواصل الاجتماعي، لمْ أعد أعرف المزيف من الحقيقيّ فيها، مسكينٌ عادل. لقد قررتُ مساعدته مرة بإرسال إحدى صديقاتي للحديث معه، ووافقتْ صديقتي الحقيرة على الفور لأن عادل وسيم، إلّا أن عادل ما إن وجد رسالةً من صديقتي وقد حظر حسابها دون قراءة الرسالة حتى، لقد أصبح لديه فوبيا من الفتيات بالتأكيد.

حسنًا.. لقد أخذني خيالي لتذكُّر عادل ونسيتُ السؤال المهم الذي طرحه عقلي، إن كان عادل أعزب، فكيف عرف هذه اللعبة التي تُلعَب بين زوجين من كِلا الجنسين ليقترحها على خالد؟

حسنًا.. بدأتُ أشكُّ في عادل هذا.

ولكن منحني خيالي لمحةً من وجه عادل وهو يكتشف أنه يحب ذكرًا مثله طوال سنةٍ لأقهقه بغباءٍ هازةً رأسي بسخريةٍ.

«أنتِ بتضحكي على إيه؟»

تبًا، لقد تذكرتُ للتو أن خالد يجلس أمامي مباشرةً ورُكبتاه تلتصقان برُكبتيّ. وهذا دفعني للرمش بجفنيّ وما زالت تلك الابتسامة تحتلُّ شفتيّ أجيبه:

صراحة أم جرأة؟ (الكتاب الثاني). ✔️Where stories live. Discover now