|٤| التحدي الرابع.

9.5K 516 454
                                    

هل جرّبتم شعور الانتصار من قبل؟ أن تشعروه ضدّ شخصٍ أثار استفزازكم طويلًا وبسبب القدر؟

لا أعرف، ولكنني أريد الضحك حتى تنقطع أنفاسي؛ فعقلي الغبيّ يستمر بخلق طُرقٍ قد يُغريني خالد بها، مثل ارتدائه لمنامةٍ نسائيةٍ مثيرةٍ، الرقص على ألحان أغنيةٍ شرقيةٍ كما فعلتُ أنا قبل قليلٍ، إنزال كُمِّ قميصه عن جسده ووضع إصبعه الخنصر في فمه بينما ينظر لي بطريقةٍ مُغريةٍ مثل الذكور المُتأنِّثين، ولا أعرف ما هو هذا المصطلح "الذكور المُتأنِّثين"، ولكنّني لمْ أجد غيره مناسبًا للوصف، فأنا لن أقول شاذًا بالطبع؛ هذه إهانة بشعة في حق خالد.

رباه! سأموت إن لمْ أنفجر بالضحك أمامه الآن.

وماذا يمنعني؟

نظراته الغاضبة، عيناه اللتان ترمقانني بسُخطٍ وكأنني خُنتُه للتو، فكُّه المُتشنِّج كالعادة وملامحه المُتهكِّمة بطريقتي تثير رغبتي في الضحك أكثر فأكثر.

ألا يمكنني الضحك فقط دون أن يمدُّ يده في حلقي وينتزع حنجرتي؟

سأموت جديًا إن لمْ أضحك.

وهذا ما فعلتُه تمامًا.

«هموت بجد يا خالد، ماتعغفش (ماتعرفش) أنا بتخيّلك إزاي دلوقت بحغكات (بحركات) الإغغاء (الإغراء) دي.»

«إغغاء؟ ما دا اللي ناقص! على آخر الزمن هعمل حركات إغغاء.»

تبًا، علَتْ ضحكاتي أكثر حتى سعلتُ بقوةٍ وكدتُ أختنق من شدة الضحك، بعدما رمقني بضيقٍ اهتزتْ له ملامحه. ورغم توتُّري من غضبه إلّا أنني استمررتُ في الضحك خاصةً حينما اقتبس الكلمة بلثغتي في حرف الراء، طريقة نطقه لها مثلي جعلتني أشعر بلثغتي وكمية اللطافة بها حتى زادتْ ضحكاتي وجسدي يهتزُّ أتلوى أمامه. بدوتُ كالمجنونة بعينيه، ولكن صدّقوني، لا أستطيع التوقُّف عن الضحك.

«بس بقى كفاية ضحك!»

هتف متضايقًا رغم أنني لمحتُ الابتسامة الخفيفة على شفتيه، ويبدو أن عدوى ضحكي أصابته ولكنّه ما زال يحاول المقاوَمة، فازدادتْ قهقهتي أفعل العكس لما طلبه حتى تنهّد بنفاد صبرٍ يلتقط وسادةً من وسائد الأريكة يصدمها بوجهي بقوةٍ حتى تراجعتُ للخلف وكدتُ أسقط عن الأريكة على ظهري كالبطيخة، ولكنّ عيناه اتسعتا يمسك رسغي ساحبًا إيايّ بسرعةٍ قبل أن أُفلِت عن الأريكة إلى أن اصطدم جسدي بصدره أسمعه يقول بنبرةٍ مّغتاظةٍ من فوق رأسي:

«مش هعمل أنا حركات الإغراء دي، أنا أصلًا ماعرفش بتتعمل إزاي!»

«يا سلام؟ يعني عايز تقول لي عمغك (عمرك) ما شوفت واحد في فيلم أجنبي بيعمل الحغكات دي؟ دا الأفلام الهندية مليانة وفي معظم الغقصات (الرقصات) بتاعت الأغاني، عندك مثلًا الكينج حبيب قلبي شاغو (شاه روخ خان) في معظم أفلامه لازم يكون في أغنية على الشاطئ كدا ويستعغض (يستعرض) السيكس باكس بتوع بطنه وحاجة واح خالص، ولا شاهِد كابوغ في أغنية هاديبّا (Hadippa) اللي في نهاية فيلم ديل بول هاديبّا (dil Bole Hadippa) وهو بيغقص بحغكات إغغاء.»

صراحة أم جرأة؟ (الكتاب الثاني). ✔️Where stories live. Discover now