chapter : 2

3.8K 331 109
                                    

نهض زين من ليله لم يذق بها طعماً للنوم بعد تلك المكالمه . أخذ نفسا عميقاً ثم ذفره وكأنه يطرد تلك الافكار مع انفاسه خارج جسده .
أمسك هاتفه ونظر الى ذاك الرقم الذي ايقظه بالأمس ولكنه لم يملك الجرأه ليعاود الاتصال بها مره أخرى . يريد ان يتأكد بأنها مازالت على قيد الحياه ... هى وذاك الطفل الذي تحتضنه بداخلها .
بدأ في الاستعداد ليوم أخر من العمل بأمل ان يغرق في اشغاله وينسى تلك الفتاه .

++

رن جرس هاتفه ليقاطع أحد إجتماعاته الهامه ، في العاده سيتجاهله او سيغلقه ولكن هذه المره تجاهل كل من حوله و اندفع نحو هاتفه بلهفه يأمل أن يسمع ذاك الصوت المألوف .
" ألو "
" أهلا " قال زين وهو يحاول ان يظل هادئ وألا يظهر مدى حماسه في صوته .
" أممم ... أردت شكرك بطريقه مناسبه على ما فعلته بالأمس .... حقا شكرا لك " قالت روزالين .
" لا عليك لقد شكرتيني بالامس " قال زين وهو ينظر للارض يتحاشى تلك النظرات المتطفله ممن حوله في الاجتماع .
" نعم اعرف ولكن اردت شكرك وانا احسن حالا ولست على حافة الجسر انوي القفز في المياه البارده ... هل هناك شخص عاقل يحاول ان ينتحر قفزاً في المياه البارده دون ان يرتدي معطفا ! لا يعقل !!!" قالت بصوت مرعوب .
حاولت ان تلطف التوتر بنكته سخيفه ولكن زين ضحك كما لم يضحك من قبل ، عندما شعر بثقل حمل عيون كل من في الغرفة عليه ، قتل ضحكاته وارتدى قناعاً خالياً من المشاعر . زين مالك لا يبتسم فما بالك بالضحك ، مشهد غريب عليه الاعتراف بذلك حتى هو قد يتفاجئ من ذلك ولكن نظراتهم التي تتبع حركات زين وكأنه حيوان خطير ترسل في قلبه الغضب ، أشار لهم زين بيده يأمرهم بالخروج ، حاول شخّص الاعتراض ولكن قبل ان يتفوه بكلمه نظر له زين بحده تعلن عدم وجود غرفة للنقاش فخرجوا في صمت .
" ما اسمك ! " سأل زين يريد ان يضع اسماً لذلك الصوت .
"روزالين وانت ! " تتحدث ببهجة كبيرة لدرجة تجعل زين يشك بأنه يتحدث مع فتاة الامس ولكن تلك النبره المبتهجة المصتنعه التي تحاول اخفاء انكسارها مازالت كما هى ، تلك النبرة غير واضحه ولكنها موجوده .
" انا زين ... زين ما-.." قاطع نفسه ولم يكمل اسم عائلته . فربما يريدها ان تعامله بعفويه دون ان تضع حساباً لكونه واحد من اغنى رجال الاعمال . يريدها ان تعامله لشخصه .
" حسناً يا زي-..." بدأت روزالين في التحدث ولكن قاطعها صوت غاضب فأسرعت وقالت " انه مدير عملي عليا الذهاب الان وداعاً زين وشكراً مرة اخرى" وهكذا قد مات الخط وانتهت المكالمه .
لا يدري كم من الوقت مر وزين واقف مكانه . تلك الفتاه .... يجب ان يتأكد من هى ليقتل شكه .
دفع نفسه خارج غرفة الاجتماعات الى ممرات شركته ذهاباً الى مكتب لوي . دخل المكتب ليجده جالساً على مكتبه وجهه مدفون بين الحواسيب المختلفه التي يعاملها كأفراد عائلته .
بدون مقدمات وضع هاتفه امام لوي " اريدك ان تجلب لي كل المعلومات المتعلقه بهذا الرقم "
نظر لوي للرقم و ثم بدأ عمله " رقم من هذا ؟ " سأل لوي دون ان يرفع نظره بعيدا عن الشاشه .
" ان كنت اعرف اجابت سؤالك هذا لما كنت واقفاً الان هنا "
" وجهة نظر .." تمتم لوي وبعد عدة ثواني رفع نظره اخيرا " تم " أدارة الشاشة لكي يستطيع النظر لها .
أخذ زين نفسا عميقا ثم نظر بتمعن للشاشة . فحص كل معلوماتها بل حفظها ، بجانب معلوماتها وضعت صورة لها . تلك العيون الواسعه . إنها هى تلك الفتاة . انها فتاته .
بدون أي كلمة أخرى انصرف زين من مكتب لوي و اتجه لخارج الشركة .
"سيدي اجتماعك..-"
" إلغيه ... إلغي جميع الاجتماعات لليوم .." قال زين وهكذا خرج بدون أي وجهه محدده .
ظل زين يقنع نفسه الا يذهب الى عنوانها ووعد نفسه بذلك ولكن بطريقه او بأخرى وجد نفسه يتجول في الشارع الذي تسكن فيه . شارع صغير مليئ بالشِقق التي من مظهرها الخارجي تبدوا قديمه جدا ، وريخصه ، تنهد زين ونظر لملابس ، فإن بذلته الشاذه عن هذا الشارع الذي لربما تلك البذله اغلى ما فيه .
عزم على الرحيل ولكنه لمح من زجاج احد المطاعم تلك الفتاه . لمح روزالين وهى ترتدي مإزر تتنقل من طاوله لأخرى تأخذ طلبات الزبائن وهى ترتدي على وجهها ابتسامه مرهقه ، حول عيناها هالات سوداء تشبه الغيوم ، لم تتغير كثيراً . قد طال شعرها ، مازالت كما هى ربما خسرت بعض الوزن ، عقد زين حاجبيه فأليس ذلك خطراً على الطفل ! ، عيناها قد فقدت ذلك البريق والحماس الذي كان موجودا فيهما يوما ما ولكنها مازالت اجمل مخلوق قد وقعت عليه عيناه .
ظل زين لوقت طويل واقفا ينظر لها بلا ملل ولكن عندما شعرت بنظراته عليها نظرت في اتجاهه . سقط زين للأرض هارباً من نظراتها بسرعه وهو يحاول ان يكتم انفاسه المتسارعه . ابتلع ريقه ، وعندما مر بعض الوقت وهدأت نبضات زين المتسارعه ، ظن زين انه من الامام ان ينهض من على الارض ثم ابتعد مسرعاً عن ذلك المطعم .

wrong numberWhere stories live. Discover now