|٤| التحدي الرابع.

ابدأ من البداية
                                    

ابتعدتُ عن صدره سريعًا أنظر له بفمٍ مفتوحٍ أسأله وخيالي يفتح السبيل لعينيّ لرؤية شاه روخ خان وهو يرقص على الشاطئ مع راني موخيرچي في فيلم Chalti Chalti مثلًا، يرتدي قميصًا أبيض مفتوحًا وعضلات معدته تُشبِع الناظرين وتُجفّف الريق، وماذا عن شاهِد كابور؟ أو هيرثيك روشان؟ تايجر شروف حتى؟ ماذا عن جسد توم هاردي في فيلم Warrior؟ أو حتى بطل فيلم kissing booth الذي لا أتذكّر اسمه، ولكن اسمه كان نواه في الفيلم؟ رباه! ألمْ يشاهد خالد أيًا من هؤلاء النجوم؟ على الأقل ألمْ يرى أبطال سلسلة The Hobbit التي يحبُّها ويحفظها على حاسوبه المحمول؟ لقد كان الأقزام في هذه السلسلة الخيالية مثيرين، فلا سيّما مَن قاموا بأدوار قبائل الچن فيها.

ضيّقتُ عينيّ أناظر حاجبه المرفوع بينما يناظرني بعينين تلمعان بمشاعر لمْ أعرف ماهيتها، حتى أدركتُ على الفور أنها مشاعر للغضب المميت؛ حينما قبض على ياقة قميصي بيده يسحبني بقوةٍ أجفلتني حتى وجدتُ وجهه يبعُد عن وجهي بإنشات لا تُذكَر يهتف وأنفاسه الساخطة تصطدم ببشرة وجهي التي بدأتْ في الانكماش:

«حاجة واح؟ دا أنتِ يومك أسود! يومك أسود بتقولي إيه؟ هي دي الحاجات اللي بتخلّصي الباقة عليها وتيجي تعيطي لي كل أسبوع أجدّدهالك؟ وبتوصفيهم بالكلام دا قدامي كدا عادي؟ يومك أسود بجد!»

شدّ قبضته على ياقة قميصي أكثر حتى شعرتُ بتجعُّد رقبتي وكأنه يخنقها هي وليست ياقة القميص، فابتلعتُ لُعابي ببطءٍ مُدركةً أخيرًا ما كنتُ أقوله.

سُحقًا لشركة الإنترنت المصرية we.

حاولتُ الابتسام بتوترٍ ضدّ وجهه القريب بخطورةٍ أُبعِد جسدي للخلف قليلًا علّي أتخلّص من قبضته، تذكّرتُ الآن فقط أنّه يكره حديثي عن مَن أحبهم من المشاهير، فلا سيّما لساني السليط الذي تغزّل بهم بهذه الوقاحة أمامه! وربّما من الاحترام أنْ لا أتحدّث بهذه الطريقة أمام زوجي ذاتًا حتى وإن كانت عن شخصٍ مشهورٍ لا يعرف أنني حيّةٌ على هذا الكوكب، ولكنني لستُ محترمة، وهذه الجلسة بأكملها ليستْ محترمةً أيضًا.

اقتلني خالد! اقتلني فأنا أستحقُّ هذا!

«أنا آسفة اندمجت والله، بس كنت عايزاك تتحمّس للحغكة (للحركة) ويجي لك أي أفكاغ عنها وتعملها. أههه»

اتسعتْ ابتسامتي المتوترة تدريجيًا حتى نفض ياقة قميصي بقوةٍ ليتراجع جسدي للخلف كرد فعلٍ، نظر أمامه مُتضايقًا فجأةً يتمتم بصوتٍ منخفضٍ ولكنني استطعتُ سماعه:

«ماعنديش حركات إغراء أعملها، ماعنديش أفكار ولا هعمل كدا أصلًا.»

«خلاص يبقى تنسحب وتسيبني أفوز باللعبة بكل شياكة وأناقة وبدون تأخيغ (تأخير). شعوغ الانتصاغ (الانتصار) دا لذيذ أوي.»

صراحة أم جرأة؟ (الكتاب الثاني). ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن