الفصل السادس والعشرون

1.5K 76 13
                                    

‏وعلى الطريق هناك بعد وداعنا
رجع الفؤاد محلقا بسماك

وأتيت وحدي كنت أنت رفيقي
بالدرب يوما كيف طال جفاك؟

وهربت من طيف الغرام تساءلت
عيناي عنك وكيف ضاع هواك؟

وعلى الطريق رأيت طيفا هاربا

يجري ورائي هاتفا ... كالباكي

طيف الهوا يبكي لأني قلتها
قد قلت يوما ربما أنساك!

شعرت بالعطش فخرجت من تلك الغرفة التي تجلس بها للمطبخ، وفي طريقها استوقفها صوت فتح الباب من ثم دلوف أكثر شخص كانت لا تتوقع قدومه ليخرجها من صدمتها صوته القائل:

_مفكرة إني مش هعرف مكانك يا فريال..!!

نظرت له مطولًا والدهشة عنوان لنظراتها اقترب منها حتى أصبح لا يفصل بينهما إلا أنش واحد فقط، يتنفس أنفاسها المضطربة بكل بهدوء، ليخرج صوتها المصدوم قائلًا:

_مالك..!!

أومأ بهدوء ثم مد يده يتحسس وجهها حتى وصل لشفتيها قائلًا بتأكيد:

_أيوه مالك يا فريال

ابتلعت ريقها بتوتر ثم وضعت يديها على صدره تزيحه للخلف لكنه لم يتحرك سنتيمتر واحد بقى يحدق بها حتى خرج صوتها قائلًا:

_عايز إيـه تاني..!!

ابتسم بألم مشيرًا برأسه عليها قائلًا بخفوت:

_عايزك أنتِ

أبعدته عنها بكل ما تملك من قوة راجعة للخلف حتى تبتعد عنه قائلة بصوتٍ عالٍ:

_مش هتبطل تبقى أناني أبدًا، أطفال وقولتلي مش عايز أطفال، أعيش معاك بتاع إيه قولي، علشان الحب، يلعن الحب اللي يخليك تيجي عليا كل شويه، أنت مبتفكرش غير في نفسك..فريال عايشة معايا طالما مرتاحة ومبسوطة مش لازم أعبرلها عن حبي، أنا مش عايز أطفال خلاص أخدت قرار وفريال لازم تنفذه، أنا هروح أرجع فريال وطبعًا هتيجي ورايا زي الكلبة، مش دا أنت..!! مش دا اللي بتفكر فيه..!!

_لا مش هو دا اللي بفكر فيه، مش هو ده، أنت عارفه كويس إني مريض ومع ذلك هربتي، عارفه إني في حالة متسمحش ليا أواجه مرضي دفعة واحدة بطفل، أنتِ اللي هربتي بدل ما تقدمي ايد المساعدة زي ما هو المفروض بيحصل بين أي اتنين عاديين، أنتِ اللي قررتي تمشي بإرادة منك مش أنا اللي أجبرتك على كدا

ابتسمت بسخرية الآن أصبحت هي الجاني وهو المجني عليه، رفعت حاجبيها بتعجب مقتربة منها تشير بيدها لنفسها قائلة بسخرية:

_تصدق أنا اللي غلطانة فعلًا، مشيت بإرادة مني بدل ما أتمسك بيك أكتر وأقولك حاضر يا حبيبي هنزل الجنين وأجي أشوف مالك.

اقترب منها ماسكًا إياها من كتفيها قائلًا بجدية:

_وليه لأ..؟

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"Où les histoires vivent. Découvrez maintenant