" صدفة القطار "

3.8K 39 7
                                    

**

لا أعرف لماذا.. لكنه ينظر إلي منذ أن ركبنا القطار.. ما خطبه؟ أيعرفني من المدرسة.. ؟ ..أيعقل أ-.. أن-..  أنه...
شعر بأني.. أحب الفتيان.. ؟ هل الأمر واضح لهذه الدرجة؟

لم ينظر لي أحد بهذه الطريقة من قبل..  و كأنه يتفحصني
...هل.. هل.. غمز لي للتو؟ ..كلا أنا أهلوس.. هل بدأت أفقد عقلي..؟

ا-..اوه .... يا إلهي إنه يقف من مكانه.... ي-..يتجه نحوي..
أجلس في الكرسي الذي بجانب النافذة ، بينما الكرسي الذي بجانبي الأيمن... فارغ! 

نعم.. إنه يتجه نحوي ، لا تزال عيناه تتفحصا وجهي ، أراه يجلس بخفة بجانبي  ..

_أنت ظريف  .

يقول تلك الكلمات بصوت.. فيه نوع من النغمة ، و كأنه صوت من أصوات هؤلاء الشخصيات المثيرة من الأفلام الذين يجيدون التحكم بالأشخاص و تسييرهم ، كما لا يكونون مستقرين عقليا في أغلب الأحيان  ..

_ش-.. شكرا..

أجيبه بصوت خافت و ضعيف ، لا أعرف ما الذي يحاول الوصول إليه بهذه الطريقة المريبة.. لكني لست مرتاحا البتة  .

يدير رأسه ليقابل وجهي مباشرة.. تحمرّ وجنتيّ من غرابة و حرج الموقف.. يا إلهي ما الذي يحصل  ..

_لا تشكرني .. فهي الحقيقة.. صوتك ظريف .. أيضا قريب من صوت الفتيات إلى حد كبير  .
ثم أطلق ضحكة خفيفة بعد تعليقه هذا  ..

احمرت وجنتيّ أكثر مما كانتا عليه.. و هو لاحظ ذلك أيضا
..هدأ الجو لبضع دقائق.. ارتحت فيهم قليلا حتى بدأ بتوجيه الكلام إلي مجددا  ..
_أنا أعرف أنني أعجبك أيضا ... فقط استسلم  .

ما الذي؟ هل هذا الشخص سويّ أصلا؟ .. لم أجبه  .

_رائحتك جميلة.. لكنها لطيفة جدا لتكون رائحة رجولية..أتحب أن تعامل كفتاة ظريفة؟

لا أعرف لما  .. لكن كل ما يتفوه بشيء مشابه .. أحمرّ خجلا.. 

_يدك صغيرة أيضا مقارنة بيدي ..

كنت سأصمت و أتجاهله كما فعلت مسبقا في آخر كلام له لكنه أمسك بيدي مباشرة و وضعها بين يده.. لم أستوعب ما حصل ، لم أستطع كبح صوتي في تلك اللحظة من المفاجأة فأطلقت صرخة خفيفة  : "أه-..آآه" !

_و تتأوه كالعاهرة أيضا؟ .. أنت تبهرني مع كل ثانية .

لم أستطع أن أنظر إلى يدي .. كان يمسك بها بقوة..  حرارة وجهي ارتفعت و أصبح أحمرا تماما..  أدرت رأسي إلى النافذة هاربا من الموقف  ..و كنت أشعر بيده التي تضغط على يدي بشدة من وقت لآخر  .. تبا.. لا أستطيع المقاومة فركاب القطار لن يفهموا الموقف.. و لا تغيير المكان .. لن يقبل بالنهوض أبدا حتى نصل  .. أنا عالق معه طوال الرحلة.. !!

_سأترك يدك بشرط .

أدرت رأسي مجددا إليه لأبين له أني أستمع  ..

_قبلة .

سقط وقع تلك الكلمة على قلبي مباشرة.. زاد معدل نبضات قلبي ليصبح نفسي الثقيل واضحا  .. يا إلهي.. اريد أن اخرج من هنا..  لم أقوى على إخراج الكلمات.. قلت له بأضعف ما عندي..

_ل-.. لا..أقدر ..

أطلق ضحكة أخرى خفيفة و قال و هو ينظر إلى شفاهي مباشرة.. :
_بلى تقدر!  فها هما شفاهك أمامي.. شفاهك وردية محمرة.. ها هما ذا _يشير إلى شفاهي _.. فلما لا تقدر؟

لم أستطع أن اقول شيئا آخر.. أدرت رأسي مجددا لأنظر إلى النافذة الصغيرة.. فهي مهربي الوحيد  .. !

_أنظر إلي .

جاءني صوته مجددا بنفس تلك النبرة..  أدرت رأسي مباشرة لأنظر إليه.. و إذا بي أجد الصدمة  .. شفاهه تندفع نحو شفاهي و تقبلهما  .. لا أزال أشعر بهما.. لا يزال يقبلني!..  انصدمت بكل ما تأتيه الكلمة من معنى..  عيناي مفتوحتان بدهشة.. ما الذي يحصل؟  .. و لماذا يعجبني إحساسه علي.. ؟

يبعد شفاهه لبرهة ليلتقط أنفاسه..  منظره أثارني و جعلني أتلذذ بشفاهه عندما عاد بها إلي ... أشعر و كأنه هو السيد في هذه القبلة.. يتحكم بمجرى الأمور ممسكا بيدي بشدة..
أصبح التنفس صعبا على كلينا.. توقفنا نلتقط أنفاسنا الثقيلة .. نبضاتنا متسارعة... أمسك برأسي بيده من فكي.. رافعا إياه لينظر مباشرة في عيني الزرقاوتين  .. يأتي بإصبعه و يمسح على شفاهي.. كم أرى في عينيه القوة.. و التحكم.. نعم.. إني أستسلم له تماما.. هو سيدي الأول و الأخير..  الوحيد الذي لمس جسدي... و هو الآن ملك له.. كل شبر من جسدي.. يعتبر من ممتلكاته !

**

النهاية

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 25, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

في القطار (ياوي قصة قصيرة)Where stories live. Discover now