13 من اوكتوبر , يوم الأحد , الساعة الواحدة بعد منتصف الليل , قصر ألبيرتوا باناجي
و داخل ذلك القصر الملكي الفخم صعودا للطابق الثاني و مروراً بالرواق الخالي المظلم كل ما يسمع هو صوت حثيات خافتة و همهمات أنثوية صادرة منها , من إلتفت بالأسود الليلة..من رأسها لأخمص قدميها , مظلمة كظلام ليلة خريفية باردة هبت فيها رياح الشتاء القادم و إلتمع القمر نصف بدر يتوسط رقصة النجوم المرتعبة لإمرأة..إمرأة ليس كجميع النساء , إمرأة قاتمة كقتوم الأسود و غامضة كغموض لونه بعمق الليل , تمشي بهدوء و بيدها منجلها الحاد متعطش للدماء و يكاد يصرخ لتوقه لقلع القلوب و سحب الأرواح فسيدته لئيمة لا تمنحه ما يريد إلا وقت ما تريد!...إنها هي مانويلا بيتروفا..
وقفت بنهاية الرواق , أمام باب أبيض مزين بنقوش ذهبية لامعة كحافة منجلها و بكل هدوء وضعت يدها على المقبض الذهبي تفتحه ببطء لتدخل و بكل هدوء إقتربت من السرير الوثير الذي تمركز وسط الغرفة المنيرة بلمعان القمر و رغم ذلك كانت مخفية , مغلفة بلون داكن تغلغل لروحها..و ببعد خطوات فقط وقفت حيث قابلها منظر ألبيرتوا نائم بكل هدوء و بين يديه خطيبته الشقراء دون أن يعلما أن ما يفصلهما عن الموت 46 ثانية و أربع خطوات فقط!...بيدها منجلها و بخصرها علقت مسدسها الفضي القديم..
كانت الساعة الواحدة صباحاً مناسبة لإرتكاب جريمة...ذلك ما فكرت به مانويلا حين قلصت المسافة بينهما لتقف عند رأسه كقابض الأرواح و بحركة سريعة هادئة رفعت منجلها و بنظرة واحدة بين عينيها الحادة الليلة أسقطته كمقصلة الموت لتغرز حافته ببطنه ليستقظ ألبيرتوا لاهثا بألم و إثر ذلك إستيقظت حبيبته و فور توضح المنظر لها صرخت بقوة قبل أن تقطع أنفاسها بمنجل مانويلا الذي ألقته نحو حنجرتها تماماً لتصمت للأبد و حدث ذلك تحت أنظار ألبيرتوا المرتعب
" لنعتني بك أنت الأن..كل وقتي لك حبيبي!" إبتسامة شيطانية إحتلت ملامحها و كانت أخر منظر يراه ألبيرتوا قبل أن تنهال عليه...68 غرزة تماماً...مات في الخامسة و كأخر لمسة منها أخرجت قلبه من أحشاءه!..منجلها لعمق أضلعه و تقطعت عروقه ببطء , يسحب من داخله بفوران حرارة جسده الطازج و لمعت الدماء امام عينيها المعطشة..
"أشعر بشعور جيد..." همست برضى تراه جثة ميتة و أحشاءه متدلية للخارج و بين يديها حملت قلبه الساخن يقطر دماً , على وجهها إبتسامة و بيدها قلب..إنها الحقيقة الوحيدة التي عليكم معرفتها , حقيقة تربعها مبتسمة وسط غرفة فاخرة حولتها لمعبد للشياطين , بجلسة القرفصاء فوق الأرض و بجانبها جثة ألبيرتوا مرمية و قلبه بيدها..
"أريد الإخبار عن جريمة قتل!..أنا إرتكبتها.."
و لم يكن إقتلاع قلبه محطتها الأخيرة ففي الوقت الذي إستغرقته الشرطة للوصول كانت مانويلا قد أكلت نصف قلبه نيئاً..بكل تلذذ و بطء و كانت لذة القتل تكمن في الشعور إن كنتم تسألون!
و ما تلى ذلك فوضى لم تدرك منها مانويلا شيئاً , إقتحام الشرطة القصر..فوضى حديثهم , ضوضاء تحركاتهم , الأضواء الكثيرة..العالم سريع جداً وعقلها بطيئ!..
"لمذا قتلتيه مانويلا!؟" إخترق سؤالها هدوء الغرفة و عند ذلك رفعت مانويلا رأسها و بانت ملامحها الجامدة حين أجابت "لأنني أحبه!"
"و لمذا أكلت قلبه مانويلا ؟!"لم تأخذ الكثير من الوقت للإيجابة ، فخرج صوتها بارد خالي من أية شعور "لقد كنت جائعة!"
" و لمذا سلمتِ نفسك للعدالة ؟ "
" لم أملك المال لتأجير تاكسي!"أجابت ترفع كتفيها مما جعل أريانا تعود مكانها لتخط بضع كلمات ثم رفعت أنظارها نحوها ثم قالت " أظنها جلستنا الأخيرة مانويلا..شكراً لتعاونك!..أغلقت القضية!"
****نهاية الفصل****
تحذير : هذه الرواية لا تشجع على العنف!
YOU ARE READING
مانويلا بيتروفا
Short Storyالرواية الفرعية الأولى لسلسلة نبلاء الجريمة "لمذا هو بالذات مانويلا؟!" إخترق سؤالها هدوء الغرفة و عند ذلك رفعت مانويلا رأسها و ظهرت ملامحها المنزعجة تجيب "لأنني أحبه!" "و لمذا أكلتي قلبه مانويلا؟!" لم تأخذ الكثير من الوقت للإيجابة ، فخرج صوتها هاد...