iii.

596 104 27
                                    

     

في الواقع، تمنى كاكوتشو في صميمهِ ألآ يقابل ذلك الفتى مجددًا على متن القطار بعد يومِ أمسٍ..

كان الفتى يحادثهُ عن أمورٌ عشوائية كثيرة وكما لو أنهما يَعرفا بعضهما البعض منذ زمنٍ طويل

لكنهُ كان ذو جُرأة عالية كونهُ كان يحشر أنفهُ في هاتف الآخر أو ليتحدث عن قائمة الأغاني الموجودة بداخل هاتفهِ

كما أن لكنتهُ اليابانية لم تكن جيدة تمامًا، فكان هنالك العديد من الحروف والكلام الّذي خرج بشكل خاطئ من فمهِ

لذا تمنى كاكوتشو أن لا يراهُ مجددًا بسبب أنهُ بدى أسوء بكثير من حديث الأجداد وعن حياتهم لهُ

كان كاكوتشو على متن القطار مجددًا مثل أي يومٍ آخر، بدى أن هذه المرة كان القطار مزدحمًا وبشكلٍ كبير لذا لاحظ بأن كاكوتشو كان منزعجًا من كل هذا

كما أن يدهُ بدأتْ تتعب وهو يمسك بذلك العامودِ الّذي كان وسط القطار

قام بتشغيل أحد قائمة أغانيهِ رفقة تنهيدة عميقة كون اليوم لن يكون يومهُ مثل بقية الأوقاتِ، أبصر حولهُ ليلاحظ تواجد ذلك الفتى وهو يجلس على أحد المقاعد القريب منهُ

أشاحَ كاكوتشو بصرهُ بعيدًا عنهُ لم يُرد أن يستمع لحديثهِ كما حدثَ معهُ البارحة

القطار بدأ يقف في عدة محطاتٍ بالفعلِ، لذا المقاعد بدأتْ تفرغُ أيضًا، رأى بأن ذلك الفتى كان لا يزالُ يحدق بهِ رفقة إبتسامة عريضة في وجههِ

لم يرد أن يبدو الآخر وقحَا في التّعامل مع ذلك الفتى ربما البارحة وجدَ شخصًا قد يستطيعُ الحديث معهُ ولو للحظاتٍ، لذا أعطاهُ إبتسامة صغيرة

لكنهُ وجد بأن الآخر يربت على مقعدٍ أصبحَ فارغًا بجانبهِ بدى كأنهُ يدعو الآخر للجلوس بجانبهِ، وعلى مضضٍ تقدم كاكوتشو ليجلس معهُ

"بالمُناسبة إسمي إيزانا!"

مدّ الفتى يدهُ نحو الآخر وتلك الإبتسامة الصغيرة لا تزال عالقة في وجههِ كأنهُ يريد مصافحتهِ لذا بادلهُ كاكوتشو إياه عندما علم بإسمهِ

"كاكوتشو!"

-

أمطار بَنفسجية.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن