" إنه ..الجانب الآخر من الجنة "

نظر له العم لفترة أطول من سابقتها لكنّها لم تتعدى الثواني

ليردف بنبرة تخللها بعض المرح

" ربما عاد للجانب الأول من الجنة ، ابحث عنه هناك "

عقد جونقكوك حاجباه بخفة ، أيمازحه الآن أم يتكلم بلغز ما ؟ تنهد غير عالم ماذا عليه أن يفعل ليعود لنفس الرف باحثا عن كتاب آخر بنفس العنوان

بعد دقائق معدودة من البحث شعر بأنه لن يجد شيء هنا ربما ذلك هو الكتاب الأخير

'أم أيعقل أن جميع الكتب عادت جميعها للجانب الأول من الجنة ؟ '

هذا ما جال في عقل جونقكوك ليكشر بعدها ملامحه ببعض التجهم غاضبا ممن أخذ كتابه الذي اختاره

تنهد مقررا الخروج من المكتبة فبعدما أتى ليحصل على الدفئ بدأت تبرد روحه بسبب غضبه

قبل خروجه من الباب الزجاجي المملوء بملصقات الكتب ألقى نظرة على العم صاحب المكتبة ليجده يمسك بكتاب أحمر قاتم اللون عليه صليب ذهبي صغير بالأعلى ليحزر جونقكوك أنه الانجيل و أن هذا العم مُتدين

فتح الباب لترتعش أطرافه و يطير شعره بخفه بسبب الهواء البارد الذي ضربه مخرجا جسده من الدفئ الذي كان به قبل قليل داخل المكتبة

يمشي بخطوات ثقيلة على الأرض البيضاء بفضل الثلج ، متخيلا نفسه طيرا تعب من فرد أجنحته و قرر المشي على الغيوم

و بينما هو يفكر بوجهته الثانية ليحصل على الدفئ الروحي رأى بعض الصبية المجتمعين قربا منه بينما تتصاعد الأدخنة من أفواههم كل ما تكلمو أو ضحكو ، لم يعلم جونقكوك مصدرها إن كان الهواء الدافى من ثغرهم بسبب البرد القارص أو بسبب سجائرهم

تفحصهم بخفة ، ثلاثة شبان يبدون في العشرينات يرتدون معاطف الكشمير التي تصل لركبهم و لم يلاحظ ملامحهم جيدا سوا احمرار في مقدمه انوفهم و عيون مغمضة بسبب القهقهة

تنهد مكملا طريقه و قبل أن تلتف عيناه بشكل كامل عنهم لمح كتاب مألوفا له في يد أحدهم استدار بشكل كامل لهم و لكنه بقي محافظا على نفس المسافة بينهم ، مهلا !

إنه كتابي !! إنه الجانب الآخر من الجنة !

ضيق جونقكوك عينيه مفكرًا ، أسيذهب و يتهم شابًا بسرقة كتابه ؟ لا بالطبع فربما هذه نسخة أخرى ! هو حتى لا يعتبر كتاب جونقكوك فهو لم يدفع ثمنه حتى ...

c o f f e e  c r e a m | TK Onde histórias criam vida. Descubra agora