قصص الأنبياء | بقلم إيمان شلبي

سليمان عليه السلام (4)

#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الثانية_والأربعون
#قصة_سليمان_الجزء_الرابع
#إسلام_ملكة_سبأ
كنا واقفين المرة إللي فاتت عند سليمان عليه السلام لما قال لرُسل ملكة سبأ إنه هيأتيهم بجنود مش هيقدروا عليها وهيخرجوهم من أرضهم مذلولين،
لما الرسل مشيوا بقى من عند سليمان عليه السلام ووصلوا لملكة سبأ -ويُقال إن اسمها بَلقِيس- حكوا لها إللي شافوه عند سليمان عليه السلام،
فقالت أنا كنت متأكدة إنه مش هيكون زي ملوك الدنيا، واحنا مش هنقدر على قتاله فعلا ..
فقررت إنها تروح مع وفد من كبراء قومها عشان تسمع من سليمان عليه السلام عن الدين إللي هو بيدعو إليه ده،
سليمان عِرف إن الملكة هتيجي مع وفد لسليمان، سواء بقى عرف عن طريق الوحي أو عن طريق الهدهد أو هو نفسه استنتج كده، المهم إنه عرف وخلاص،
فعرض مهمة على أفراد الملأ بتاعه قال لهم:
مين فيكم يقدر يجيبلي العرش بتاعها قبل ما ييجوا عندنا هنا برغبتهم طائعين مستسلمين؟
"قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ"
غرض سليمان من طلبه ده إنه يورّيها جزء من قدرة ربنا وفضله عليه ونعمه العظيمة إللي وهبها له عز وجل 👌
فعفريت من الجن من جنود سليمان من جيش الجن قال بافتخار واقتدار وهمة عالية:
أنا هجيبهولك قبل ما تقوم من مقامك، يعني قبل ما تقوم من مجلسك ده وتتركه، أو قبل ما مجلسك يكون انفض باللي فيه وكل واحد يروح لحاله،
المعنى بالظبط على خلاف بين المفسرين لكن المقصود يقول هجيبهولك بسرعة جدا،
وأنا قوي هقدر أشيله، وأمين مش هضيع منه حاجة👌
"قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ"
☆ملحوظة:
العفريت هو المارد من الجن شديد القوة والدهاء والمكر والخُبث،
والعفريت من الجن ده أعلى في الخبث والدهاء والمكر من مَردة الجن، والمَردة أشد من الشياطين،
فباختصار:
الجن عموما كلهم كفار ما عدا فصيلة الجن المؤمن:
"وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ۩ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا "
لكن واحد تاني رد وقال :
أنا أجيبهولك في غمضة عين 👌
ربنا قال عنه:
"قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ"
إللي عنده علم من الكتاب هو:
إما جبريل عليه السلام، أو هو صاحب صالح لسليمان عليه السلام عنده اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب.
☆طب بما إنه مش جن وعنده قوة خارقة، هيجيب العرش في لمح البصر إزاي🤔
بالدعاء.. هيدعو الله باسمه الأعظم وهو موقن بالإجابة ويعلم إن الاسم ده إذا دُعِي الله به أجاب،
عشان كده ربنا وصفه بإنه عنده علم؛ لإن علم أسماء الله وصفاته من أعظم علوم التوحيد👌
فمجرد ما هيدعو هيلاقيه قصاده، وفعلا ده إللي حصل👌
في لمح البصر أو أسرع كمان بمجرد ما دعا باسم الله الأعظم سليمان عليه السلام لقى العرش قدامه!
فلما سليمان شاف عرش بلقيس قصاده أول حاجة عملها
كانت شكر النعمة👌
وكأنه بيقول:
مش هسمح للنعمة تلهيني عن ذكر الله وشكره،
مش هسمح للنعمة تفتني عن ديني،
أنا عارف إن النعم دي اختبار يا إما أشكر يا إما أجحد النعمة وأكفر، ولازم كل مرة أنجح في الاختبار ده،
وإللي بيشكر بيشكر لنفسه لإن ربنا كده كده غني عن العاملين،
وعبودية الشكر دي لمصلحتنا احنا لإن ربنا هيزيد الشاكر من فضله، واللي مش بيشكر النعمة مش هيضر ربنا بشيء..مش بيضر إلا نفسه👌
"فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ"
بعد كده وجّه سليمان أوامر للخدم بتوعه وقال لهم:
غيّروا في شكل العرش بتاعها شوية بحيث لما تيجي نخليها تشوفه ونشوف رد فعلها 👌
"قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ"
والتغيير إللي حصل هنا يا جماعة كان تغيير في الشكل يعني يضيف جواهر مثلا بطريقة معينة، لكن مش تغيير في أصل العرش؛ لأنه مش بتاعه عشان يتصرف فيه👌
☆طيب ليه سليمان أمر جنوده اصلا إنهم يغيروا التغيير ده🤔
إحنا عارفين إن سليمان عليه السلام ذكي وسريع البديهة،
من يوم ما كان بيحكم مع سيدنا داود في الخصومات،
فهو حب يعرف هل عندها وعي وبصيرة وهتقدر تتعرف علي عرشها رغم التغييرات إللي عملوها فيه دي،
ولّا هتكون من النوع إللي بيدخل عليه الخدع والتزييف وبيتلخبط ومش بيعرف يميز الحق من الباطل👌
فلما جاءت ملكة سبأ لسليمان استقبلها وورّاها العرش وسألها:
ده العرش بتاعك👈
فقالت:  كأنه هو😳
هي مقدرتش تقول 《لأ》 لأنه يشبه العرش بتاعها جدا، وفي نفس الوقت مش قادرة تقول《أيوة》 لأن العرش بتاعها في سبأ، والمسافة بين فلسطين وبين سبأ كبيرة...فإزاي العرش بتاعها يبقى موجود هنا😕
" فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ "
☆فهي كانت امرأة صادقة في بحثها عن الحق؛ لأنها لو قالت لأ مش عرشي وعرشي أحسن 😤
كان هيظهر إنها مخادعة وعايزة تخدع سليمان عليه السلام  وتتظاهر إنها تابعة له عشان تحافظ على ملكها،
ولو كانت قالت لأ ده مش عرشي، يبقى هي أنكرت بدون بيّنة، وكل ده هيبين شخصيتها قصاد سليمان عشان يعرف يتعامل معاها إزاي😈
فكلامها كان دقيق قالت : كأنه هو 🤔
فالعلماء قالوا لعل ربنا وفّقها للهداية بسبب صدقها ده👌
سليمان عليه السلام كان أمر الجن إنهم يبنوا قصر عظيم من الزجاج ، وأمَر إن تحت القصر الزجاجي يكون في مية بتجري  بغزارة،
وكان سليمان عليه السلام قاعد في القصر ده ومعاه خدمه من الجن والإنس والطير مستني الملكة تدخل عليهم، وبالفعل الخدم وصلوها عند القصر..
"قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا"
يعني لما وصلت ، بصت كده، وتخيلت إنها لازم هتمشي في المية عشان تدخل، فرفعت ملابسها الساترة الطويلة الملامسة للأرض وكشفت عن الساقين بتوعها عشان تعدي لجوة من غير ما تبل هدومها،
☆واخدين بالكم🙂
امرأة كافرة وهدومها كانت واصلة للأرض👌
المهم،
سليمان نبهها إن دي مش مية، ده قصر معمول من الزجاج النقي جدا، والمية تحت منه👌
"قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ"
وكان غرض سليمان عليه السلام من بناء القصر ده إنه يخليها تشوف مُلك هو أعظم من ملكها وبالتالي مفيش حاجة ممكن تُصرفه عن نشر دين الله،
وكمان عشان ميكونش عندها شك في قدرة ربنا بعد كده وعطاؤه وفضله لعباده الموحدين،
مش بقى عشان إنه يشوف رجلها فيها شعر ولّا لأ زي ما الإسرائيليات افترت عليه والعياذ بالله من سوء أدبهم وفحش لسانهم مع أنبياء الله 😑
بعد ما بلقيس شافت كل ده قالت:
"رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
أسلمت بلقيس مع سليمان لله وحَسُن إسلامها،
مفيش بقى أي دليل على إن سليمان عليه السلام تزوجها أو لأ، ومفيش دليل برده إن أم بلقيس كانت من الجن،
وإن الجن مكنوش عايزين سليمان يتزوجها😅
كل الكلام ده مفيش عليه أي دليل صحيح ولا يضرنا الجهل به👌
☆سؤال بقى،
ليه سليمان عليه السلام هدد ملكة سبأ بالحرب ؟ وليه يفرض عليها الدين بالقوة؟
وليه ما قبلش الهدية و بادل الإحسان ده بإنه يدعوها بالحسنى واللين بدل القوة والتهديد🤔