آحيانًا نظن أن الهرب من الجحيم هو المنقذ ؛موافقة الفتاة على خطوبة لم تكن بالبال

1.2K 15 0
                                    

#رواية
                                #زفةالندم💍
                            #الجزءالثاني((2))
كانت زوجة أبي عادة تعطي الإبر(الحقن) العضلية لنساء الحي لخبرتها بذلك ، ..
فتحتُ الباب فإذا بمرأة بشوشةٍ تقف على الباب تشتكي من وجع بالظهر تريد أن تأخذ الحقنة ..

فقلت لها أن تتفضل ريثما تستيقظ الخالة لوحدها لأنني ...
أخاف أن اقترب من غرفتها!
أو أن اقطع نومها الهانىء فتحل عليّ كارثة!
استغربت المرأة من كلامي وقالت هل ستتركيني للإحتمالات ياابنتي؟!
هل إلى هذه الدرجة تخافين منها وإلى متى سأنتظر ياترى!
وأخذتْ تسألني عن حياتي ونفسي وأمي ....
فرويتُ لها باختصار مااعيش به هنا ببيتنا من جحيم! ..
بالرغم إني اعتدتُ الكتمان ولا أفضل فكرة البوح لأي أحد
حتى لا اتلقى آي صفعة خذلان جديدة!
لقد بدت لي إنسانة طيبة وبشوشة واحزنها أمري جدًا!

فعرضتْ عليّ طلب استغربته!.. أرادت أن تخلصني به من ظلم هذه المرأة ، وهو أن اقبل الزواج بابنها الوحيد إذا اخبرتني أنّها تبحث له عن عروس منذ مدة بعد وفاة زوجته
وهي تلد!
ولكن بسبب الطفلة المسكينة كان يأتي طلبها بالرفض من كل عروس تطلبها له لعدم تقبّل مسؤولية الرضيعة! 
فقالت لي: إن وافقتِ على تربية الطفلة ورعايتها ..
سآتي مع ابني لأخطبكِ من والدكِ قريبًا على سنة الله ورسوله!
لأنّها لم تعد تقدر على الاعتناء بالطفلة لوجعها! ..
ولأنّها علمت بمعاناتي مما قصصته عليها ، فادركتْ أنني لن اكرر مثل هذا الظلم على ابنة ابنها ذات الاربع شهور!..
وسأكون أم حنونة لها ومربية فاضلة لاتقبل الظلم نفسه
كانت حكيمة جدًا باختيارها!
شعرت وكأنّها ملاك هبط من السماء على قلبي بطلبها ،وكأن الله ارسلها لي لانتهي من ظلم زوجة أبي!
التى اعتقد أنّها ستقبل وتقنع والدي كونها لاتريد لي حظًا جميلًا وتتمنى لي الاسوء بعد!
وافقتُ على طلبها فورًا ودون تفكير ، وتمنيتُ أن يوافقوا عليه ، لانتقل للعيش مع هذه المرأة وابنها والصغيرة لايهم المهم هو أن أغادر هذا البيت بآي طريقة!  ..

كان كل همي هو أن انتهي مما أنا فيه ، ولم أفكر بأي عواقب
بقدر مافكرت كيف سأعوض الصغيرة عن والدتها وكيف سأكسب الأجر بتربيتها!..
لكن يبدو أن الألم له ثأر معي ويريد أن يفتكَ بالروح ماتبقى من قوةٍ!
استيقظتْ أخيرًا ودخلت الغرفة وطلبت أن احضر لها القطن والمعقم لتعطي المرأة الحقنة!..
فقالت لها الزائرة متسائلة وكأنّها لاتعي شيئًا عني ولا كلامي لها منذ لحظات .. :
أهذه الفتاة الجميلة ابنتكِ؟!
كانت تقصدني .. بينما أنا ارتب درج الأدوية وهما خلفي تتحدثان بتمتمة شبه مسموعة!
فضحكتْ وهمست بخباثة عليها آيُّ جميلة هههه؟؟!!
لا إنها ابنة زوجي ...
لكنها كما ترين لاجدوى منها!
هي لاتقرأ ولاتفقه من الحياة شيئًا!
أغلب وقتها على التلفاز أو معتزلة في غرفتها!

استكثرتْ علي حتى كلمة جميلة من المرأة الغريبة
واخذت تُكذب كعادتها عني!
غصتْ الدموع بعيني وابتْ من كبريائها النزول ادراج وجنتي أمام السيدة!
خفتُ أن تبدلُ رأيها بخطبتي لأبنها ..
ابتلعتُ الغصة تلوّ الغصة وخرجتُ من الغرفة بسرعةٍ ..

لكني وقفتُ بالقرب من الباب لأول مرة اتقصى باقي كلامها عني لأحد!
رغم إنّها ليست من عادتي أن القي السمع لثرثرة زوجة أبي  للزائرات التى لاتنتهي عني!
لكن هذه المرة الأمر يهمُ حريتي . ..
واطلاق سراح اعتقالي الذي طال بسجن الحياة ...

- فقالت لها : أريد أن اطلبها لابني هل يقبل زوجك أن يزوجها لابني الأرمل ولديه طفلة من زوجته السابقة؟
- ضحكتْ بخبث هه قلتي : ارمل ؟
- مسكين وكيف توفت رحمها الله ؟
- واكملت قائلة : سأخبره إن كنتِ جادة ..
ربما تعقل و تتعلم الحياة وتفيد بشيء عديمة الجدوى هذه!

يارباه والله لو كان القتلُ محللًا شرعًا لدخلتُ فقتلتها
واخذتُ بثأري منها لي ولأمي ولبيتنا هذا! 
وحقًا شاورتْ أبي واقنعته بالموافقة على الشاب ..
دون أن تأخذ برأي ظنًا منها أنّي سأرفض الزواج به لسبب الطفلة!
لكنها تفاجأت بموافقتي دون أي شرط ولا طلب مع كامل الإصرار حتى قبل أن ارى وجه الشاب نفسه! ..

وبعد بلوغهم الموافقة ، حضرت الخالة  لخطبتي مع ابنها
بدى لي شابًا وسيمًا بلحيةٍ سوداءٍ و خجولاً جدًا ولم يرفع نظره باتجاهي أبدًا!
وأنا لم ألمحه إلا قليلاً ، لإن ظلم زوجة الأب كان يلازمني حتى بذلك اليوم ..
اذا جعلتني اغسل الصحون وابقى بالمطبخ كل الوقت!
ولم ألمحه إلا عندما قدمت له القهوة على عجلة من أمري
ولم ادقق بتفاصيله، إذ لم يهمني غير أن انال اعجابه وأن  ينتشلني من جحيمي!

لكن لم اعلم مابه!.. بدى غير مرتاحًا لي ومرتبكًا للغاية وقتها! ..

لابد إنّي كنت مخطئة!
ربما العريس يتوتر حقًا هكذا يوم خطبته!
رحت أحدث نفسي وأهون عليها بشرود تام يفقدني ماتبقى بي من صلابة!
رغم كل ماحدث لي بحياتي! 
لكنني جميلة الروح والملامح ويتمنى قربي كل شاب ولا عيب خلقي بي لكن هل يرفضني؟!
والله وددتُ لو ادخل ولو لمرةٍ واحدةٍ فأحتضنه واتوسل اليه أن لايرفضني ، ... تخيلوا! ...
كم وددتُ لو أنّه يرى مافي قلبي ويدرك نيتي في تربية الرضيعة رغم مابداخلي من وجع دفين!
والله لكن اشفق عليّ ووافق دون آيّ تفكير منه حتى!
كم وكم من الأمنيات والآحلام تموت ظلمًا وقهرًا وندمًا
ياترى مابه .... ماذا وراء صمته ...؟! ...
هل سيُقصُ جناحًا من الأمل بحياة جميلة ... نما لتوه من جديد ؟! ..
يتبع في الجزء الثالث (3)
حقوق النشر محفوظة ولن اسامح كل من يحذف اسمي من  اسقل الرواية ..
#بقلمي
الكاتبة ميرال البحر (بحر)
Meral Al Sea

رواية زفة الندم Where stories live. Discover now