[| special part |]

Start from the beginning
                                    

- اجل ... انا اسف ابي ، منذ ان تركت
جانبي وابنك لا يُجيد فعل شيء سوى البكاء -

واعتقدت انه سيوبخـني فماركوس يكره
البكاء كثيرًا ، ولم يرغب يومًا في رؤيتي ابكي
حتى لا اُصبح ضعيفًا

الا انه ابتسم مع تِلك الرقعة السوداء
على عينه المفقودة ، وملامح وجههِ الشاحبة
والخدوش التي لم استطع عدها لكثرتها على
ملامح وجههِ

يمسح على عُنقي واطراف شعري
ويُعيد وضع رأسي على كتفهِ مرة اخرى

- انت تقولها .. تُنـاديني بـ 'ابي' -
بكثير من اللهـفة قال ، واذرعهُ تطوق جسدي
بإحكام

- اجـل ابي .. انا اسف -
وعلى ذكِر هذهِ الكلمة التي امتنعت عن قولها
لهذا الرجُل الذي يعني لي الكثير ، واصابني
الندم الذي يلتهـم روحي في كل يوم منذ
ان غادر ابي جانـبي

- اسف .. اسف لاني مجرد ابن
سيء لم يستطع اسعادك بقول كلمة ابي .. -
ومن بين دموعي الغزيرة نطقت بإعتذاري
وهو وضع يدهُ على فمـي ليُقاطعني عن التحدث

- توقف .. لا تعتذر ارجوك لوهان -
امرني وانتبهت لعيناه التي تحوي الدموع المتحجرة
وعاد لاحتضاني بقوة وهو يلفظ انفاسهُ بثقل شديد

لم ينتـبه كِلانا لقدوم الزعيم جُونـاتان وسيـهون
فوجود ماركوس هنا ، ووجودي بين احضان ماركوس
امر كـفيل بجعلنا ننسى العالم بأسره

وبـعد لحظات ليست بقصيرة ، استطعت
فيها ان استرد شيئـًا بسيطًا من ثباتي وصوابي
نـظرت إليه عن قُرب اخيرًا ، لجروح جسده
البلـيغة وعينهُ المفقودة .. كل هذا لم يكن قويًا
مقارنة بفقدان ابي لاحدى ساقـيه

وانتـبه هُو لنظراتي الحزينة والذابـلة
لجسده المصاب ، يضع كلتا يديهِ على وجهي
ويُجبرني على النظر إليه

- لا تقلق .. انا بخير -
اخبرني بذلك وهو يضع قُبلة على جـبيني
واستشعرت الصدق في صوته وعينهُ التي
تنظر إلي وتحوي سعادة وبهجة عظيمة ..

ولم ارغب في الإلحاح في سؤاله عن
صحته الجسدية ، فـ انا واثق تمامًا ان
ماركوس سيكون بخير حتى لو فقد ساقه
وعينهُ .. حتى لو قُطعت اطرافه بأكملها سيكون
ماركوس قويًا وصلبًا ..

جـلست بجانبه حتى لا اتسبب بالالم
لجروح جسده الا انه منعني واعادني لاجلس
بين احضانه وجسدهُ يطوقني ويعانقني من كل
جانب

وانتبهت لوجود سيهون اخيرًا يجلس مقابلي
انا وابي ، ينظر نحوي مع ابتسامتهِ

𝑳𝑨𝑻𝑰𝑩𝑼𝑳𝑬Where stories live. Discover now