الكذبة

668 39 55
                                    


ارتبكت ياسمين وشعرت بأن زلة لسانها هذه ستكلفها حياتها. 


ابتسمت ياسمين وهي تنظر في عيني لؤي مباشرة، وبثقة، وكأنها لم ترتكب خطآَ فادحاَ الآن وكأنه لا يستجوبها بنظراته، وكأن قبضة يده لا تحرق ذراعها

"الآنسة آشلي تنتظرني..لنتحدث لاحقاَ لؤي" 

غمزت ياسمين بثقة وهي تشعر بأن تظاهرها بالثقة وغمزتها هذه ستجعل لؤي يرتبك ويظن بأن ما فعلته هو عن قصد

ولكن لؤي ليس بالشاب الساجذ الذي ظنّته ياسمين ليشد قبضته ولا يدعها تغادر، تختفي ابتسامته كلياَ ويقترب أكثر، تستطيع ياسمين الشعور بأنفاسه على وجهها، لا تعلم ياسمين إن كانت نبضات قلبها المتسارعة هي بسبب خوفها على حياتها، أو بسبب قربه منها، بسبب استطاعته رؤيته عينيه العسليّتين اللتين تلمعان، أو استطاعته استنشاق رائحة عطره، لماذا رائحته مشابهة  لرائحة الفانيلا؟ لم تتوقّع ياسمين بأن يكون هذا خيار لؤي للعطور، خيار ناعم

"لم أعرّفك عن نفسي من قبل"

قالها لؤي بنبرة باردة، بروده وهدوئه هذا أخاف ياسمين أكثر من أي شيء

"سمعت أحدهم يناديك بهذا الإسم، انت تحضر العديد من حفلات الباليه، وتتسكّع هنا وكأنك تملك المكان، ربما انت لاحظتني لأول مرة في ذلك اليوم، ولكن لم تكن المرة الأولى لي" 

قالتها ياسمين بثقة أيضاَ، محاولة اخفاء رجفان يديها ولكنها تلاحظ ابتسامة لؤي الآن الذي ينظر إلى يدها، وللأسف يلاحظ رجفان أصابعها

"لماذا ترجفين؟"

"أشعر بالبرد"

ياسمين نفسها متفاجئة من قدرتها على الكذب والاجابة بسرعة، لعل عيشها مع عائلة محافظة، وأم كانت تراقب كل تحرّكاتها، جعلتها تحترف الكذب حيث كانت تتسلل ياسمين كثيرا أيام المدرسة، وإلى الآن تخفي أحياناَ مشاكل وظيفتها حتى لا تقلق عائلتها

"ولماذا انتي مربكة؟"

"لأنك قريب للغاية مني وهذا يحرجني"

ضحك لؤي ثم يدع يدها ويتراجع في خطواته

"آسف...عملي يدفعني أن أنسى حدودي أحياناَ"

تشعر ياسمين الآن بالهواء وهو يملأ رئتها، هل كانت تمنع نفسها من التنفس قبل قليل؟ تفكّر ياسمين وعليها الآن ابعاد الشبهات عنها

"أنت تعمل؟"

تفاجأ لؤي من هذا السؤال ولف وجهه جانباَ ثم قطّب حاجبيه وكأنه يحاول دراسة ياسمين وقراءة أفكارها

عندما أحببت مجرماَ ..(خطوات قاتلة)Where stories live. Discover now