بـارت الرابع"مِيلاد جَديد"

212 3 0
                                    

مُستلقياً على سريره الكبير ذاك ، ينظر للسقف بفراغٍ تام ويكرر عباراتها بعقلة بين الحين والآخر ، طرقاتٌ منتظمة على ذلك الباب تنهد وسمح لهُ بالدخول فقد علم من طريقة طرقة للباب أنهُ خادمهُ - كارل - دخل ووقف قريباً منه ينظر له بدون النطق بشيء أخذ الآخر تلك الوسادة ووضعها على وجهه " ماذا الأن هل هي لا تتوقف عن البكاء " تحدث من خلف تلك الوسادة التي تغطي وجهه ليشعر به يجلس على السرير بجانبه " بني هذه الفتاة متعلقةٌ بك جداً لقد كانت مذعورة بشكلٍ لا يوصف وبكت كثيراً فجر هذا اليوم ، لا تجعلها منكسرة هكذا اذهب لها " ابعد تلك الوسادة وحدق به بصمت لثواني معدودة " أنا تائه لا أعلم لما أصبحت أنزعج أن غضبت مني أو بكت بسببي أنا لا أفهم لما أن كانت تبتسم أو تضحك أو حتى قريبةً مني كأنني بنعيم ، أنا لا أفهم ما يحصل لقلبي كارل لا أفهمه أبداً  " ابتسم بهدوء ونظر له بنظرةٍ دافئة " ما زال هذا الشعور يمر علي رغم أنني لم أعد شاباً مثلك ، هذا ما يسمى الحُب أنت تُحبها لأنها أعطتك كُل شيء كُنت بحاجته لهذا لا تكسر قلبها " كان ذلك القابعُ أمامه ينظرُ له بصمت فقد كانت أفكارهُ تتصادمُ بعقله هل هو حقاً أحبها ؟ شخصٌ مثله يقع بالحب ؟

- قبل ستِ سنوات -

" نحن بمكان للدراسة ولكن ابنك هذا قام بضرب طالبين بعنف ، مازالوا بالخامسةِ عشر من عُمرهم لكن ابنك هذا أعنف من جميع الطلبة عليك إعادةُ تربيتهِ جيداً " كان مُدير المدرسةِ تِلك يرمي كلماتهُ ويرمقُ ذلك الفتى الذي كان يمسح الدماء من جانب شفتيه وينظر للأرض بصمت بنظراتِ استصغار واستنقاص له " أنا لست والده ولن أربيهُ ضعيفاً وما حدث اليوم مجرد تنبيه صغير لكم المرةُ المُقبلة أن لمسهُ أحدهم أنا من سوف أحطم وجهه " كلماتهُ الصارمة والحازمة جعلت ذلك الجالس أمامهُ يتحجرُ بذُعر ، امسك يد ذلك الفتى وسحبه معه كان يسير خلفه بصمت لخارج المدرسة حتى توقف فجأة وحول نظرهُ نحوه " أنت فتى جيد " ربت على رأسهِ بهدوء بعد أن امتدحُ بتلك الكلمات البسيطة لتجعل ذلك الفتى يبتسم أمامهُ بسعادة .
....
أغلق عينيه بعد أن وقف أمام ذلك الباب وزفر الهواء بهدوء ، طرق باب غرقتها بانتظام لم ينتظر ردها هو فقط دخل على الفور ، كانت تستلقي على ذلك السرير وتُخفي وجهها بتلك الوسادةِ التي معها نظر لها ينتظرُ أي كلمةٍ منها لكنها لم تنطُق بشيء ، اقترب نحوها وجلس على طرف السرير قريباً منها " مارلين ، هيا انظري لي أريد التحدث معك " أخفت وجهها أكثر بتلك الوسادة وتجاهلت كلماتهُ تماماً ما كان منهُ إلا أن يتنهد ويقترب منها أكثر ويلمس خصلاتِ شعرها بهدوء " لم أتخيل يوماً أن أُصبح هذا الشخص الذي أمامكِ اليوم أبداً ، لم أكن أهتم لمشاعر أحدهم قبل أن أعرفك أنتِ حقاً كالملاك أنتِ من كان السبب بجعلي أؤمن أن للحياةِ جهةٌ أخرى جميله ، أنتِ استطعتِ الوصول لقلبي دون أن تبذلي أي جُهد ، يؤلمني أن تهدري هذه الدموع بسببي أنا ، سوف أتوقف عن فعل هذا لأجلك ولكن بشرطٍ واحد " جلست بسُرعة ونظرت لهُ بكل واهتمام ابتسم بهدوء بسببها وامسك بذقنها بلطف ونظر لعينيها " أريدك أن تبقي معي وحسب ، أن تبتسمي وأن تكوني مشرقةً دائماً كما عهدتكِ دوماً ، انتِ نورٌ يضيء حياتي فإن أنطفئ هذا النور لا أعلم كيف سوف أكمل حياتي بعدها " همساتهُ الهادئةُ تِلك كانت سبباً لجعل ابتسامتها اللطيفة تخرُج من بين شفتيها " سوف أكون ذلك النور الذي يرافقُكَ دائماً ، أنا أعدك " ابتسم بدفئٍ لها ، قبل جبينها واحتضنها بهدوء ، أنهُ ميلادٌ جديد ميلادُ عهدٍ أهم بنوده الوفاء ويليه الصدق يرتكزُ على الحُب ، ليولد ذلك الحُب المقدس .

قاتِـل مَأجُـور / H i t m a nDonde viven las historias. Descúbrelo ahora