حــكـايه

تـفـاصيــل

أنا شخص تائه كالريح لا يعرف إتجاهه و‏حائراً، كمن يريد أن يقول أشياء كثيرة ويريد أن يبقى صامتًا ‏وكأي وحيدة أملك عدداً لأ بأس به من الأصدقاء لكنني أتحسس جرحي بمفردي آخر الليل وإنها الورقةُ الثالثة والعشرين التي أودُ أن أكتبَ فيها "أنا لست بِخير " ثم أمزقها؛ لأنني أخطأت وكتبت "انا بِخير" رباّهُ ما هذا العناء؟ ‏
ومشكلتي يا صديقي هي التفاصيل، أنا لا أُجيد تجاهل التفاصيل، كلمة واحدة في حديثٍ طويل تجعلني حزينًا ذكرى قاتلة تعبر في بالي تغيّر مزاجي لعدة أيام،
التفاصيل الصغيرة تقتلني بشدة و أني لطالما كنتُ أضيء لنفسي الطريق، و أصنع أشيـاء تسعدني دون أن أنتظر أن يبادر أحدهم بذلك، أبدو دائمًا كمَن يعيش حِكاية حب مع نفسه، و أعاهدها بإلاستمرار على أن لا أحتاج لأحد طالما أنني أملكها ثم افشل في الصمود وأخاف جداً مما تخفيه النوايا ترعبني فكرة أن أكون محسناً مع الأشخاص الخطأ وسوف أرحل قريباً تاركاً خلفي كل ماسعيت لأجله لن أعود، سأكون كالفصل بالسنة مره ولن أهتمُ أي الفصول سوف أكون انتهت قصتي وتركت أوراق الروايةِ على رفٍ قديمٍ سوف أشتاق لكل تفاصيل الماضي قد أصاب بالتفكير المفرط بالماضي وسأتجاوز ذاك ولن أعود حتماً سوف اقول هذا الكلام يوماً ما ‏وأحياناً أسعى إلى إنهاء الشيء بدلاً من إصلاحه، لا شيء يعطب القلب أكثر من الجهد الذي تبذله لتعيد شيئاً ما إلى صورته الأولى. الصورة الأولى لا مكان لها إلا الذاكرة، أما محاولاتك لاسترجاعها وعيشها مرة أخرى ما هي إلا محض أوهام ستجعلك تريد أن تتقيّء قلبك لفرط أذى ما تشعر به ‏وخجلتُ من نَفسي عِندما أدركتُ ، أنّ الحياة حفلةٌ تنكَرية ، وأنا حضرتُها بوجهي الحقيقي وأحياناً يكون البعد هو الوسيلة الوحيدة لإيجاد السلام ونحن الذين ‏نُرشد التائهين و لا نعرف كيف نغادر المتاهة ‏و اياك ان تعترف بالحريق الذي في داخلك ابتسم وقل أنها حفلة شواء في وقت غضبك ، أصرخ، حطم، أبكي، لكن إياك ان تصمت فالصمت في الغضب يقتل كل شيء حي بداخلنا وأنا أكثر إنسان محشو بالتناقضات أشعر بأني سعيد بشكل مكتئب ومنعزل بشكل اجتماعي وغامض بشكل واضح وذكي بشكل متغابي ومعقّد بشكل مفهوم ولكني ايضاً ‏أمثِل القوّة وبداخلِي وطن يبكِي و‏ما زال الأمر أنني أحاول، والحياة لا تستجيب وأمضوا بسلام فالجميع يصبح في الأخر حكاية .