18.2

621 73 38
                                    

الفصل قصير جداً لكن لا تقلقوا سأنشر اكثر قريباً ♥️

------------
ENJOY
------------

"اذاً .. "

انّه هوران ، وقصبات الريش البارزة تتوج جبهته و كتفيه لتعطيه مظهراً ملكياً ، لكن خلف هذا المظهر المهيب اثني عشر ساعةً من الجحيم في محاولة مستميتة لقمع شيطان الالفا ، حتى نجح اخيراً بشقّ الأنفس .
الآن هو يُدخل ابرةً سوداء رفيعة اسفل كتف شيمر بشيءٍ من العنف انتقاماً لجعله يعاني الامرّين ، يعلم ان هذا لا يؤثر به في الواقع ، لكن الامر يبعث نوعاً من التشفّي و راحة القلب ...

" اذاً ماذا ... ؟ "

بارد ولا مبالي ، نعم لقد نجح اكثر من اللازم بلا شك  .

تنهّد البيتا بنفاد صبر ، هيا .. لما لا يستطيع طعن رأس المتحذلق الجالس امامه ؟ لما على الحياة ان تكون قاسية هكذا ؟
يعلم تماماً عما يتكلم ، لكن احياناً هو يعشق لعب دور المتغابي عندما لايرغب بالحديث عن شيءٍ ما ..

اوه .. ليس هذه المرة !

"  انت تعرف ، اللونا ... هل ستقبل بها ؟ "

" وما رأيك ؟"

مرة اخرى ، يردّ شيمر السؤال بسؤالٍ آخر    و يجعل هوران يكاد يتقيأ دماً .
بحق السماء ،متى يرحم اعصابه و يترك هذه العادة المقيتة ، يسأله عن رأيه وكأنه يهتم حقاً ، المشكلة انه حتى لو سأل رأيه و رأي القطيع بالاضافة إلى سكان الارض بأكملهم ، في النهاية هو يفعل ما اراده في المقام الاول .

" لأصدقك القول .. وجهها يبدو لطيفاً جداً مقارنةً بك عندما تغضب  "

كان هناك شيئاً من السخرية في كلماته لم يستطع اخفائها ، لذا زفر شيمر بملل محدقاً بعينيه المنعكستين على زجاج النافذة المعتم .

" لازلت غاضباً ها ؟ ، اخبرتك مرة و سأكرر لآخر مرة ، فقدت الوعي لذا تصرفت غريزتي من تلقاء نفسها ، حتا ساحرتنا العزيزة بالكاد اجبرتني على اظهار وجهي الآخر ، فكيف لي ان اعلم كم تتشوق رفيقتي لقتلي ... أيضاً ، حتا لو كنت غاضباً ، هذا لايعني ان توشك على طعن قلبي من الخلف بالابرة اللعينة في يدك !"

اخرج هوران الابرة سريعاً من جسده مبتسماً ببراءة ..

" اوه بشأن هذا ، جلدك سميكٌ جداً لذا انزلقت يدي سهواً "

لم يعلّق شيمر ، فقط نهض ممسكاً بقميصه من الجانب ليلبسه سريعاً بينما يتوجه نحو مكتبه ، يُخرج عدة اوراق من الدولاب وينهمك في كتابةِ شيءٍ ما .

" بالمناسبة ، جوناس يتولى تنظيم الامتحان لاستكماله بأسرع مايمكن ، ايضاً .. اغلب المواد و الاعشاب التي طلبتها تأمنت تقريباً ، الحراسة ازدادت ضعفين على الحدود الداخلية و الخارجية لارض القطيع ، جواسيسنا تراقب تحركات القطعان المجاورة ولا يوجد اي شيءٍ مشبوهٍ بعد ، جميع الساحرات و العفاريت و السعالي التي ضمن نطاق 200 كيلو متر تم طردها او قتلها ، مارك يتولى تهيئة جسد روكيا كي لاتموت عند تحطم روابطكما بعد ايام ،  لا شيء يمنع من بدء مراسم تنصيب اللونا قريباً .. "

الغرفة عادت لهدوءها المعتاد بعد هذا التقرير ، لكن هوران لم يكف عن فتح فمه وإغلاقه عدة مرات كسمكة قُذفت خارج الماء .

" فقط انطق ماتريد قبل ان تختنق به "

تكلم شيمر اخيراً دون ان يتوقف عن الكتابة ، احياناً يشكّ بكون البيتا خاصته ضفدعاً ما او نوعٌ من البرمائيات المتطورة ، وليس نصف غرابٍ هجين .

من الجيد ان الغربان غير قادرة على قراءة الافكار ، او كان هوران ليبصق دماً في هذه اللحظة بالتأكيد .

" حسناً ، ليس الامر انّي احشر انفي اكثر من اللازم ، لكن .. استعادة الالفا دونادان في يوم تنصيب اللونا قد يفتح علينا ابواب الجحيم ، لا اقول انه لايجب استعادته ، لكن بالتأكيد يوجد طريقة ا ..."

" لا يوجد ! "

هذه المرة توقف شيمر عن الكتابة ، لكنه لم يرفع رأسه بعد ، يده لاتزال ممسكة بالقلم عندما تابع كلماته :

" اتظن انّي لم افكر في هذا من قبل ؟ انّ في ذلك اليوم سيموت احدهم بلا شك ؟ لكن .. وقتنا قارب على الانتهاء ، لم يعد هناك مجالٌ للبحث عن حلٍّ آخر ، لاسبيل امامي سوى التضحية .. "

لم يستطع هوران إلا ان يحدق به مصدوماً للحظات ، التضحية .. هي آخر ما كان يتوقعه حتى في اسوأ الامور ، وهذا يعني شيئاً واحداً ..

" انت .. انت ستضحي ... بها ؟ ... "

لا تحتاج إلى قاموسٍ لتعلم معنى ( بها ) في كلماته ،  هناك شخصٌ وحيد تعود ( بها ) اليه في هذه اللحظة ..

إنّها روكيا ..

" لا ... "

رفع شيمر عينيه اخيراً ، بريقً احمر بارد يتأجج من خلفهما .

" سأضحي بنفسي ! " 


-----------
19  4  2021

رأيكم 😊؟

هوران نصف غراب ، اعتقد ان هذا ليس مألوفاً جداً 👍🏻

اذاً التضحية ستكون شيمر نفسه ، افكاركم ؟

مارك يهيأ جسد روكيا كي لاتموت ، لماذا ؟ 😏

كنت اريد نشر فصل اطول لكن انصدمت بفقدان حسابي ، واريد تشجيع نفسي لذا نشرته بهذا الطول ، اعتذر 🙏

القاكم في الفصل القادم انشالله ..

دمتم سالمين 💚

ROCKIA/B2Where stories live. Discover now