البارت الرابع وعشرون

Start from the beginning
                                    

إتجهت لغرفتها فور إنتهاء حديثها وشرعت في بكاء مرير علي ما وصلو إليه.
.................

اقتربت زُمرد من عثمان عندما خرجت سيرين من الجناح واردفت وهي تُلملم الأشياء المكسوره المبعثرة : انا اسفه معرفش إزاي وقعت مني

نظر عُثمان لها بتركيز علي ملامح وجهها المُحمر من شدة إحراجها وهتف بمرح : عادي ولا يهمك ده حتي  دلق القهوه خير

ضحكت بمرح بعد إن كانت علي وشق البكاء
فأبتسم لها وتحدث : كلمه بتزعلك وكلمه بتفرحك ،معذباني دايما بمشاعرك المتناقضه دي

_ده طبيعي أي حد يشوفك لازم يتلغبط
تحدثت بصدق وضربت بظهر يدها علي مقدمة رأسها عندما وجدت إبتسامة تزدات وقد علمت أنها تحدثت بصوت مسموع

ضحك هو بصخب علي ملامحها الحانقه والتي إستخدمتها وببراعه لتخفي خلفها ملامحها الخجوله

وتحدث بضيق مصطنع : لو سمحت بطل تضحك علشان انا إضايقت

_وانا اقدر بردو علي زعلك
=بجد؟
_بجد
=طب ممكن أسألك سؤال
_قولي
=هو انت فعلا قصدي حضرتك هتتجوز سيرين
_لاء

صرخت بسعاده وكادت تقفز كالاطفال لكنها تمالك نفسها سريعاً وتحدثت وهي مُلتفه للإتجاه المُعاكس لوقوفه قبل أن تُردف : ليه؟

نظر في عينيها مباشرةً بعد أن أدارها نحوه وتحدث بصدق : علشان مش بحبها انا كنت مُعجب بيها ،لما كانت بتيجي زياره هنا مع مامتها أو لما كنت بسافر تركيا ،بس لما قربت منها إتأكدت إني مش بحبها ولا حتي مُعجب بيها

_هو ده بس السبب؟
=هو فيه سبب تاني بس مش هينفع أقوله دلوقتي ومتسألنيش إيه هو يا فضوليه علشان مش هقول
_انا فضوليه يا عثمان؟

اومئ بمرح ليستطيع رؤية غضبها
أما هي فالتفت حولها وكأنها تبحث عن شئ لتقذفه به لكنها دون أن تشعر دعست علي إحدي الأشياء المكسورة قبل أن تصرخ بفزع من رؤيتها للدم القادم من قدمها

إقترب منها عثمان بسرعه وأبعدها ووضعها علي الاريكه وهو يعاتبها بعينيه عن تهورها وأحضر علبه الإسعافات وأصر علي تضميد جرحها رغم رفضها الشديد

إضطرت أن توافق أمام إصراره ولإنها تخاف من الدم ومن رؤيته

إنتهي من تضميد قدمها وسط خجلها وإحراجها
واستأذنت منه وهبطت سريعاً حتي لا تراه

..................
بالساعات الاخيره من الليل إجتمع كلا من كمال وناريمان بإنتظار عثمان الذي أتي بصحبه مراد

تفاجئت ناريمان من وجوده وتسألت : مراد إنت جيت إمتي؟

أجاب مراد بهدوء بعد أن قَبل يدها : من بدري بس كنت محتاج ارتاح شويه

_طب كنت فين ؟
=كنت باخد جوله بالحصان بتاعي ولما رجعت عثمان قالي إن نوران إختفت
_انا كنت فكراك عارف مكانها
=وانا هعرف مكانها منين

قاطع كمال حديثهم واردف بترقب : خلاص يا ماما مش مهم ،إيه الموضوع الي حضرتك جمعتينا علشانه

تنفست ناريمان بعمق قبل أن تُردف : عدلي إبني الله يرحمه مراته كانت حامل فِ بنت مش ولد والبنت دي عايشه ،وقبل ما تسئالو عرفت منين صابر جه وحكالي كل حاجه من ساعة خروج عدلي وفريده من القصر لحد ما ..ماتو

نهض كمال من مكانه بغضب واردف : صابر كان هنا ومحدش قالي ،إزاي يا ماما تصدقيه ،ده هو الي قتلهم .

أشارت ناريمان بيدها تجاهه لتوقفه عن تكملة حديثه مُردفه :كمال إنت عارف أني مش بصدق حد من غير دليل ،اولاً صابر كان شغال معانا من زمان وعمرنا ما شفنا منه حاجه وحشه ،ثانياً المحامي قالي زمان أن عدلي إتقتل مش إنقلب من العربيه زي ما فهمتوني وده نفس الكلام إلي حكاه صابر ،ثالثاً لو هو الي قتلهم فعلاً إيه الي هيخليه يرجع بنفسه لحد هنا وكمان يعرفني علي حفيدتي

تحدث كمال وقد هدأ قليلاً : طب ماشي نفترض إن كلامه صح ،مش ممكن يكون جايب اي بنت ويقول إن دي بنت اخويا علشان ياخد الورث

اكملت ناريمان بثبات : مش لما تعرف مين الاول بنت عدلي

عقد كمال ما بين حاجبيه وتسأل : مين؟

تحدثت ناريمان بحذر : نوران

تدخل عُثمان وتحدث : اكيد مش قصدك نوران المرافقه بتاعتك يا anna

اومئت بهدوء موافقةً علي كلامه
عكس كمال الذي هتف بصوت عالي : لاء دي اكيد لعبه ،البنت دي اكيد حد حكالها ...أو يمكن دي خدعه من صابر

تحدث مراد : لاء يا عمي ما اعتقدش ،لو كان كده فعلاً مكنش هيبعتها تشتغل عندنا ،وبعدين لو كلامك صح مكنتش نوران هتمشي قبل ما تاخد الورث ،واخيراً نوران أصلاً متعرفش إننا أهلها

اكملت ناريمان مره اُخري : وإلي جانب إنها لون عينيها نفس لون فريده ونفس طيبتها ،ومن اول يوم جات فيه القصر وانا حاسه إنها تخصني

جلس كمال ثانياً بعد أن إقتنع بكلامهم وتحدث : طيب إحنا دلوقتي هنلاقيها فين ،إحنا منعرفش عنها أي حاجه ،طب صابر ميعرفش مكانها

أجابت ناريمان لنفي : لا طبعاً هو اصلاً مكنش يعرف إن نوران موجوده عندنا هنا ،مراد إنت لازم تلاقي نوران بأي شكل وانت كمان يا عثمان،وطبعاً مش هوصيكم محدش يعرف حاجه عن الكلام ده ،حتي بعد ما نلاقي نوران ،دولت لو عرفت مش هتسيبها

أنهت كلامها وطلبت من عثمان أن يضعها علي فراشها وانصرفوا وكلا منهم في حيره من امره

إلا مراد الذي تحدث بينه وبين نفسه ؛لازم اعرفك يا نوران إنك بنت عمي مش بس حبيبتي .
.....................

بقلمي ضحي حامد

قصر التركماني بقلم ضحي حامد .Where stories live. Discover now