البارت الحادي عشر

ابدأ من البداية
                                    

هَمت بدخول غرفتها لكن أوقفها صوت كمال القادم من خلفها ويبدو أنه كان ينتظرها
_نوران عاوز اتكلم معاكي شويه

_ حقك عليا يا بنتي سامحيني انا بتأسف بالنيابه عن ابني،انا عارف إني مهما اعتذرت لك مش هيكفي ولا هيغير الي حصل ،انا اب فشل ف تربيه ابنه ،انا عاوز ارد اعتبارك واعوضك عن الي الحيوان ابني كان ناوي يعمله ،وعلشان كده انا مستعد اعملك أي حاجه إنتِ تطلبيها .
قال كمال هذه الكلمات بصدق لتلك الجالسه بهدوء أمامه بالصالون

=حضرتك بتعتذر ليه يا كمال بيه حضرتك مغلطش فيا وانا اكيد مسمحاك ..لكن الي عمري ما اسامحه نبيل
تحدثت بنفور من ذكر هذا الحيوان وذكر أفعاله الشنيعه

_متسمحهوش ميستاهلش
تحدث بتلقائيه وسرعه ثم أكمل وانا لسه عند كلامي وبقولك الي تطلبيه انا هنفذه

=صدقني يا كمال بيه انا مش عاوزة حاجه انا طلبي الوحيد اني اقضي فتره وجودي هنا بهدوء ومحدش يضايقني

_وانا اوعدك اني مش هخليه يتعرض ليكي تاني وهبعده عن طريقك خالص

ابتسمت له بإمتنان وتسألت بداخلها كيف لهذا الرجل الطيب الحنون أن ينجب هذا الحقير.
.............
فتَحت مُرجان باب جناحها بحاجب مرفوع عندما رأت نوران مقبله إليها وتحمل معها كوبين من القهوه التركيه المميزه
_مش هتقوليلي اتفضلي؟!

تسألت نوران بنبره مرحه وابتسامه خفيفه
تَحركت مُرجان بعيداً عن الباب لتسمح لها بالدخول

_انا عارفه انك مستغربه اني جيت وجايبه قهوه لينا ،هقولك انا حسيتك امبارح كأنك اُختي خوفك عليا واحتوائك ليا خلاني افكر الف مره بأن أنتِ من جواكي حنينه حتي لو حاولتي تداري ده بجمودك وغرورك ،ها تسمحيلي نشرب القهوه مع بعض؟؟

=وحضرتك بقا دكتوره علم نفس وانا معرفش؟
تسألت بنبره ساخره
_لاء بس عيونك فضحاكي ،ها القهوه هتبرد هتشربي معايا ولا انزل ده انا عملتها بإيدي
=هو ده الي مخوفني
ضحكت بمرح بعد أن اردفت هذه الكلمات وبادلتها نوران الضحك واتجهوا إلي الڤرنده لإحتساء كوبين القهوه
وأثناء حديثهم وقع نظر نوران علي ذلك الواقف يتبادل الحديث مع الجنايني ويبدو أنه يحدثه عن الزهور خاصته ومن كان يهتم بها أثناء فترة مرضه

لاحظت مُرجان نظراتها الشارده أو كما كانت تعتقد إلا أن نظرت حيث تنظر فوجدت مراد يقف امام الزهور التي يتكفل هو بالاهتمام بها

وللصدفه نظر هو للأعلي وجد نظرهم مُنصب عليه وعندما تقابلت عيناه مع عيناها إلتفت هي لل الجهه المعاكسه

ابتسم تلقائياً علي خجلها وأكمل كلامه لذلك الواقف بجانبه .

أما عن مُرجان شعرت وكأن شئ انكسر داخل قلبها لكنها تمالكت نفسها وحاولت إظهار اللامُبالاة
هذه عادت مُرجان لا تُظهر ضعفها أمام أحد غير والدتها .

_انا هروح اشوف ناريمان هانم لو عاوزة حاجه
تحدثت نوران لتلك الواقفه بجمود والتي فجأتها بسؤال لم يخطر علي بالها :نوران أنتِ في حد فحياتك؟ أو بتحبي حد؟

=لاء
أجابت علي الفور

_تمام ،وانا خلاص اعتبرتك اختي يعني لو عاوزة تقوليلي علي حاجه تعالي علي طول هتلقيني ف جناحي انا كده كده مش بخرج

=ان شاء الله
اردفت مُنهيه هذا الحديث الدائر بينهم واتجهت لغرفتها ولم تنسي بالطبع أن تُغلق غرفتها جيداً ،برغم كل شئ حدث هي مازالت خائفه
.........
_بيحبها يا ماما بيحبها
قالت مُرجان هذه الكلمات لوالدتها قبل أن ترمي نفسها علي الاريكه وتنهار فِ البكاء
=قولتلك هما ست شهور استحمليهم وخلاص
رفعت مُرجان عيناها الباكيه لوالدتها متحدثه بزهول : وحضرتك عرفتي منين اني بتكلم عليهم
_يا حبيبتي باينه زي الشمس مشوفتيش ضرب نبيل إزاي واتخانق معاه وانقذها من إيده مع أنه مريض وكان ممكن ما يدخلش
= لو كانت اي واحده غير نوران كان بردو أنقذها
حاولت التبرير بمبرر هي بذات نفسها لم تقتنع به
_طب ونظراته ليها تقدري تنكريها
=ما انا جيالك علشان كده نظراته بتقول أنه بيحبها فعلا
_انا كنت ناويه استني عليها لحد ما الست شهور يعدو بس بما إنها مضيقاكي اوي كده اشيلها من طريقنا خالص
= لاء يا ماما مش ده الحل ،ما انا كنت قدام مراد ليل نهار عمره ما فكر فيا ،هتروح نوران هتيجي الف غيرها ،المشكله مش فِ نوران ...ولا فِ مراد ،المشكله فيا انا يا ماما حبيت واحد عمره ما فكر فيا بيوم من الايام ،وطالما انا الي فِ إيدي المشكله يبقي انا بردو الي هحلها
_وهتعملي إيه
=انا هسيب القصر وامشي من هنا خالص يمكن لما ابعد أنساه واحب واحد تاني
نهضت دولت من مكانها واتجهت لإبنتها وأمسكتها من شعرها واردفت بصوت حاد : أنتِ اتجننتي ولا إيه الي جرالك ،مفيش خروج من القصر ده لحد ما تموتي ،انتِ عاوزة تخرجي بره القصر وتاخدي ميراثك وتتجوزي واحد ابن حرام ياخد الي قدامك والي وراكي وترجعي تندمي ،لا يا حبيبتي فوقي لنفسك .ومش حتت بنت حقيره هي الي تخطف مراد منك ،إنتِ سامعه والله يا مُرجان لو ما نفذتي الي قولتلك عليه وعملتي الي فِ دماغك لا هندمك العمر كله
أنهت كلامها وتركت شعر هذه المسكينه التي ظلت تفركه بأصابعها لعلها تخفف عنه الألم وكانت دموعها تنهمر علي وجهها بغزاره
تحاملت علي نفسها وخرجت من الجناح لكنها اردفت قبل أن تخرج : عمري ما شفت ام انانيه زيك مش بتفكر غير فِ نفسها وفِ الفلوس ومش مهم عندك راحتي .
أنهت كلماتها وأغلقت خلفها الباب ووقفت مستنده عليه
تنهدت بصوت مسموع واتجهت لغرفتها لتنعم ببعض الراحه والتفكير أيضاً.
........
_انا يرموني رميه الكلاب دي ،اخرتها اقعد فِ اوضه متر فمتر واشمت مراد فيا ،والله لاندمكم كلكم علي الي عملتوه معايا ،انا لازم امشي من هنا بس بعد ما اكون خدت القصر وجميع املاك عيله التركمان ،حتي لو اضطريت اقتلهم كلهم.
أردف نبيل بتوعد وهو يضغط علي شفتيه بغيظ .
..............
بقلمي ضحي حامد ✍️.
.............
بارت طويل سيكا ويارب يعجبكم 💕.

قصر التركماني بقلم ضحي حامد .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن