إستكشافُ الأندلس

"ريكو"

أُوكي: "صديقتك، أليس كذلك؟"

فلين:" أُوكي، تعالَ معي للحظة!"

فلين بهمس:"أتظن أن اتباع جيغوكو قد أخذوها؟"

أُوكي:"لا أعلم ولكنني سمعت بأنه قد إختفى مؤخراً"

هيراكي:"على ماذا تتهامسان؟ ما الذي تتحدثان بشإنه؟"

أُوكي بتوتر:" لا شيء يا سيدي"

فلين بقلق:" هيراكي، لا أريد منك أن تذعر ولكن..."

هيراكي:" ما الأمر أخبرني؟"

فلين:" صديقتك على الأغلب.. قد.. قُتلت."

هيراكي بغضب: " ما الذي تقوله؟ وكيف عرفت هذا؟؟"

فلين:" انت جديد في عالمنا يا فتى ولا تعلم شيئاً للأسف، وسيصعب عليك فهم شيء هنا، ثم إنني لم اؤكد لك بأنها قُتلت، فهذا كان محض افتراض فقط."

هيراكي:" إيفا لم تَمت أنا متأكد من هذا، ستبقى حية! ستبقى معي ولن تتركني!"

فلين:" لنكمل طريقنا"

وعندما وصلوا الى المنزل، إستعجب هيراكي من روعة منزل فلين، فلقد كان يبدو.. كالجنة!

هيراكي مفتوح الفَم: "هل هذا منزلك؟"

فلين:" أجل، ما الذي كنت تعتقده إذاَ"

هيراكي: "تصورت بأنه منزل رث وقديم"

فلين:" أوه، رغم بأن ملابسي لا تشكو من شيء ولا يبدي مظهري الا بأنني ثري!"

هيراكي:" قبعتك هي السبب."

فلين:"إنها عزيزة على قلبي ولا استطيع خلعها، وفي الواقع لا يهمني ما الذي يعتقده أي أحد عني"

هيراكي:" إن كنت ثرياً الى هذه الدرجة فلماذا تسير كل هذه المسافة وبإمكانك شراء سيارة"

فلين:" ما هي السيارة؟"

بقي هيراكي صامتاً وأخذ يفكر، كيف لا يعرف السيارة؟ ما هذا العالم الغريب؟ لديهم مخلوقات عجيبة ومتطورة للغاية ولا يدركون ما هي السيارة؟ ثم إنهم يسمون تلك المدينة بالأندلس! ولكن على حد علمي هذه مدينة قديمة للغاية وقد سقطت في عام 1492 ! فكيف لها بأن تكون موجودة؟

فلين:"هيا تفضلوا، سأعرفكم على الشوروي الخاص بي!"

" ريكو! تعال الى هنا!"

ريكو"مرحباً بكم جميعاً في بيتنا المتواضع"

كان ريكو أزرق اللون وبشارب "دالي" ويردتي قبعة أنيقة نوعاً ما وكان يبدو مَرحاً وعصبي في نفس الوقت.

يكاد يستطيع هيراكي كتم ضحكته وهو يفكر"يا الهي ما هذا الشارب يبدو مضحكاً للغاية"

نظر له أُوكي بغضب وقال:"هذا ليس مضحكاً يا سيدي!"

هيراكي:" توقف عن هذا لا اريد أن تسمع كل ما في ذهني فهذا يبدو مزعجاَ"

بقيا يتشاجران حتى قاطعهما فلين وقال: "ألن تدخلا؟"

دخل الجميع وبقي هيراكي ينظر ويتعجب كلما رأى شيئاً داخل منزل فلين فهو يرى منزله بالأُعجوبة فكان منزلاً ضخماً ومُنيراً، ولكنه لم ينسى حزنه وقلقه على إيفا ولم يهدأ عقله عن التفكير بكيف سوف يجدها وما الذي حصل لها ولأُمه.

ريكو:" سيد هيراكي، السيد فلين والرفيق أُوكي ينتظرانك على مائدة الطعام!"

هيراكي:" آه ، حسناً انا قادم، هلّا تخبرني من أين هو الحمام من فضلك؟"

ريكو:" إنه على يمينك يا سيدي"

هيراكي:" شكراً"

لم يكن هيراكي يفكر بما ينوي فعله، فهو يعلم بأن أُوكي يقرأ أفكاره، كان هذا صعباً جداً عليه، فهو ينوي الهروب من هذا الجنون الذي يواجهه وبأن يلقي نفسه من أي حافة أمامه حتى يصحو من هذا الحلم المجنون، وفي نفس الوقت يفكر بأشياء أُخرى حتى لا يفهم أُوكي ما الذي ينوي فعله.

ذهب الى الحمام وحاول القفز من النافذة ومن دون أي تفكير أو تخطيط فكان يحاول فعل كل شيء عشوائياً حتى لا يفهم أُوكي شيئاً، وسرعان ما قفز، ووجد نفسه محاطاً بالأغطيه الناعمة ذات الملمس الحريري ومستلقٍ على سريرٍ كبيرٍ ومريح.

أُوكي: " أأنت بخير يا سيدي؟"

فلين:" ما الذي كنت تحاول فعله بحق الجحيم هل أنت مجنون؟"

صدمهم صوت بكاءٍ مفاجئ من هيراكي وهو يقول:" ما هذا... أين هي أُمي وإيفا، .....وما هذا الجنون الذي أراه؟.... هل تنتظرون بأن أصدق كل هذا؟...(يشهق) أعيدوني أرجوكم فأنا لست فَطناً لأفهم كل شيء هنا"

تهامس أُوكي وفلين قبل دخولهما الى الغرفة التي كان فيها هيراكي مغمى عليه،
قال أُوكي:" لقد سمعته يقول لنفسه بأن المدينة التي نعيش فيها سقطت منذ زمن طويل وبأنها ليست كما هي الآن."

فلين:" ماذا؟

أُوكي:" نعم كما قلت لك!، انا قلقٌ عليه جداً فأنا استطيع فهم ما الذي يمر به فهذا بديهي بما أنني استطيع قراءة ما في عقله"

فلين:" أولم تعرف بأنه سيلقي نفسه من نافذة الحمام؟"

أُوكي:" لا يا سيدي فلم أستطع قراءة عقله وقتها ابداً وانا مُتعجب جداً بهذا"

فلين:" هذا مستحيل! كيف له أن يفعل هذا؟ من المستحيل على بشري هُنا أن يقاوم قوة الشوروي إلا إذا كان... دمه.... نقي!"