"أُوكي"

35 3 2
                                    

"أمي!!"
"هل انت هنا؟"
بعدما لم يجد أُمه في المنزل استجمع كل قِواه وذهب الى غرفة أمهِ ليفتح الدرج الذي لطالما إسترعى فضوله، ولكنه مُغلق بإحكام بِمفتاح شديد الصِغر ومخفي بمكان عجز عن إيجاده.
"هيراكي ماذا تفعل؟" قالت أُمه بهدوء وبصوت مخيف.
التفت الى أُمه وهو يضع يده على قلبه من شدة الخوف.
"هيراكي لقد قلت لك بأن تعود نفسك على الصدمات ولا تبقى جباناً هكذا وتخاف من كل شيء"
هيراكي : " أُمي أنا..."
قاطعته أُمه "سأجهز الطعام هيا فالتذهب لغسل يديك وافرش المائدة"
هيراكي لنفسه" لماذا في كل مرة تراني فيها أُفتش في غرفتها لا توبخني!! هذا يخفيني بشكل فظيع!"
هيراكي"لماذا يجب علي فرش المائدة وتجهيزها ونحن لسنا سوى فردين"
قالت أُمه " كيف تريد أن تأكل اذاً؟"
هيراكي" إنسي الامر"
هيراكي لنفسه" انا احب أُمي كثيراً ولكن... هناك شيء يجعلني اقلق كثيراً.. واشياء كثيرة لا اعرفها في هذا المنزل الكئيب.. امي لطيفة معي ولم تصرخ ولم تعاتبني يوماً وكانت تلبي احتياجاتي كلها.. ولكنها لم تخربني شيئاً عن أبي قط!"
.................................................
"هيراكيي, هيراكيي!!" نادت إيفا.
هيراكي"انا قادم إنتظري لحظة"
إيفا: "هيا سوف نتأخر كثيراً"
ذهب هيراكي وإيفا في نزهة قصيرة كَ كل يوم في ارجاء القرية البسيطة التي يعيشون فيها.
إيفا فتاة في سن الخامسة عشرة مثل هيراكي تماماً ولكنها بريئة جداً وحجمها لا يساوي سنها فهي تبدو أصغر بكثير بشعرها الثلجي وعيناها الزرقاوتين وجسدها شديد النحولة فهي تشبه هيراكي من ناحية لون العينين ولكن شعره كان اصفراً لامعاً ومبعثراً.
إيفا: "هيراكي ما هذا؟"
هيراكي " أين؟" قال بتجاحم
إيفا " هيراكي انه اما...مم..ك"
هيراكي"هل جننتي يا فتاة؟ ماذا؟؟"
وفجأة إختفت إيفا
جُن جنون هيراكي فلم يستوعب ما الذي حصل امامه للتو, وركض الى امه صارخاً "امي اميي إيفا قد اختفت، امي..؟" بحث عنها فلم يجدها، فضل في البيت ينتظر امه حتى منتصف الليل ولكنها لم تاتِ!
هيراكي" ما الذي يحصل هنا أين امي؟ اين إيفا؟"
قرر هيراكي الإنتظار حتى الصباح ليذهب للبحث عنهما!
وفي الصباح الباكر عزم الذهاب الى المكان الذي ذهبا فيه هو وإيفا آخر مرة وقرر الإنتظار لعلها تظهر كما اختفت البارحة!
فوجئ هيراكي بدوامة صغيرة تظهر امامه!
وقال"ما هذا؟ هل انا احلم؟ أم اتوهم لإنني لم أنم البارحة!!"
وتحكرت تلك الدوامة بسرعة كبيرة ولبثت تحت قدميه، وشعر بأنها تقوم بسحبه!
هيراكي" اميي ساعدينيي، أميي!!"
وسحبته تلك الدوامة إلى ان أسقطته على مكان شديد الجمال مليء بالزهور والعشب الاخضر والمياه الجارية شديدة اللمعان والعذوبة وفوجئ بصوت نحيل يقول له : "سيدي ها انا هنا!"
هيراكي مفزوعاً" ماذا، من... ما انت؟!"
التفت هيراكي ليجد كتلة دائرية وردية تطوف في الهواء وتعوم بحرية بعيون كبيرة وخضراء وفم مضحك.
"اوه سامحني يا سيدي، أنا خادمك (اوكي)!
هيراكي:" ما الذي تتحدث عنه أنت!!؟"
اوكي:"سامحني لم اشرح لك، انت يا سيدي العظيم هيراكي في مدينة الأندلس!"
هيراكي: "ما الذي تتحدث عنه وما أنت؟ وكيف عرفت إسمي حتى؟"
اوكي:" لا داعي لكثرة الحديث يا سيدي تعال لأريك كل شيء".
فسقط هيراكي فاقداً وعيه من الصدمة والنعاس الشديد.

إستكشافُ الأندلسWhere stories live. Discover now