عاشق .. أم مقاتل

Start from the beginning
                                    

خرجت بطريقها إلى خيمته تجر ساقيها وتسحب جسدها المرهق .. لم تكن تدري كم مرّ عليها من الوقت وهي متحركةً ذهابًا وإيابًا في طريقها الممطر عندما بدأ انصباب المطر يتراجع، ولكنّه بقى قادرًا على أن يمتّعها بخيوطه الرّفيعة المتدلّية من السماء في انسياب حريريّ بارد كأنه يمسد على رأسها بأنه لا بأس ..

وصلت أخيرًا إلى خيمته عندما وجدت الحارس الذي بدأ يتأفف من زيارتها المتكررة ..

" أخبر الطبيب أني أريد المساعدة " قالت نيفادا وعيناها غارقتان بالدموع ..

" سمو الأمير لن يستقبل أحدًا حاليًا .. " قال حارس الخيمة ..

" أريد أن أرى سموه أرجوك، سأساعدهم فقط أنا فقط ... " قالت نيفادا وقبل أن تكمل كلامها قاطعها الحارس ..

" لا يمكن .. من تظنين نفسك ! إلزمي حدودكِ أيتها الجندية وعودي إلى خيمتك " قال الحارس بحزم ..

فُتحت الخيمة لتتسمر هي وتفتح ثغرها والدموع تنساب بلا توقف وسرت مثل قشعريرة في كلّ جسمها ومع ذلك بدأ يُشعرها بالدّفء ...

فجأة وجدت نفسها تنحني بسرعة وهي تجهش بالبكاء بصوت مسموع ..

" سموك .. يجب أن تنال بعض الراحة أرجوك .. " قال الطبيب الذي خرج خلف إلياس مباشرة ..

كان واقفًا بشموخ رغم بروده الجو والأمطار التي تتساقط كدموع السماء على حاله والضمادة حول معدته التي تحولت للون الأحمر ..

" لا بأس " قال بهدوء ثم ابتعد عن الخيمة وقال " اتبعيني "

مشت نيفادا خلفه بهدوء إلى أن صارا بمكان لا أحد به قريبًا من المخيم ..

" إلياس .. إلياس أنا آسفة .. أنا لم أقصد .. " قالت وبدأت تجهش بالبكاء بلا توقف ..

أشار بيده لتتوقف عن البكاء وقال بهدوء لا يخلو من الصرامة " لن تخرجي للقتال مرة أخرى

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

أشار بيده لتتوقف عن البكاء وقال بهدوء لا يخلو من الصرامة " لن تخرجي للقتال مرة أخرى .. "

رفعت رأسها وقالت " لا !! لماذا ! "

" كان يمكن أن تتأذي ! كان يمكن أن تُقتلي بهذا السهم ! كان يمكن أن تموتِ في تلك اللحظة، كان ذلك يقينًا، حياتكِ كانت معلقة بلحظة غفلة !! .. أيضًا .. أنا لا أحتاج لجندي إضافي بجيشي .. " قال معترضًا ويده موضوعه على جرحه ..

جندي الجبلWhere stories live. Discover now