عاشق .. أم مقاتل

150 10 8
                                    

كان التوقيت جيدًا حيث كان هناك حفنه من جنود الآكايشي قد وجدوهم من بعيد ليصرخ أحدهم " انقذوا الأمير !! "

كانت على الأرض بينما إلياس بين ذراعيها ورأسه على فخذيها ..

كانت دموعها تسقط بغزارة وهي مرتعبة .. كان أحد يداه على خصره حيث استقر السهم وبدأ وجه بالشحوب ..

" ليت السهم أصابني! لماذا تلقيته عني !! .. الهي اجعله يكون به أكثر رفقا... " قالت وهي تهذي وعينيها تنتقلان بين الجرح ووجهه "..

" لا تبكي .. سأكون بخير " قال ويده الأخرى على وجنتها يمسح وجهها ثم امتعض بألم وهو يلعن آيدن " هذا السهم مسمم .. "

" إلياس .. إبقى معي أرجوك .. المساعدة ستأتي لا تقلق سنكون بخير لا تقلق !! " قالت وهي تمسك بيده بقوة وبدأت عروقها بالتحول للون الأسود وأنفاسها أخذت بالإنسحاب بينما بدأ شعوره بالـ آلم يقل تدريجيًا ..

كانت هذة إضافة أخرى لكونها مباركة من أثينا .. كانت تمتص آلمه بينما صارت ملامحه أهدأ بعيون نصف مفتوحة رغم الشحوب الشديد الذي إعتلاه ..

" نيفادا .. لستُ قلقًا .. " هذا آخر ما قاله قبل أن يغلق عيناه تمامًا ..

" لا لا إلياس .. إفتح عينيك !! إلياس إفتح عينيك لا تتركني ! " قالت بهستيرية وهي تقبض على يده أكثر لتسحب آلمه بلا جدوى ..

" إلياس لا تذهب ! إلياس !!!! " صرخت بشدة عندما أصبح الجنود هنا أخيرًا ..

كانوا ثلاث من الجنود .. ساميراما كان من بينهم ..

حملوه برفق بعدما ضمها ساميراما وأبعدها عنوة عن إلياس ..

" سيكون بخير .. هو أقوي من هذا .. " قال ساميراما ورأسه على كتفها وذراعيه يطوقانها بشدة بينما تحاول هي أن تدفعه عنها بيأس تريد أن تلحق بإلياس ..

وصلوا بالمخيم أخيرًا حينما اجتمع الأطباء بسرعة وبدأوا بنزع السهم ..

إنه فاقد للوعي .. يبدو أن السم قويٌ للغاية ليجعل رجلًا كإلياس يفقد وعيه بعد دقائق من الإصابة ..

كانت نيفادا قد دخلت خيمتها لديها جرح عميق واحد .. بدأ بالإلتئام بالفعل ..

امتصاص ألم إلياس أضعف من سرعة قدرتها على الشفاء ..

لفت قماشه بيضاء حول الجرح وخرجت حيث خيمته ثمان مرات بالثلاث ساعات منذ وصلا إلى المخيم ..

كل مرة نفس الرد ..

السهم مسموم بسم قوي .. الأمير فاقد الوعي .. الأمير يعاني بشدة .. الأمير حالته حرجه ..

كل ما أرادته ... كل ما تتمناه فقط هو أن تراه ..

تريد أن تمتص آلمه .. لا تريده أن يعاني ..

حتى إن كان هذا يعني انكشاف سرها ..

كان المطر يزخ خفيفًا بهذا المساء البارد، وبالرغم من هذا كان يبدو كأن المخيم تلبس المطر كما تلبس الثكلى ثياب الحداد ..

جندي الجبلWhere stories live. Discover now