Pt.1

1.1K 70 5
                                    


كانت تلك الجميلة تسير في شوارع سيول الهادئة عائدة لمسكنها ليصادفها في منتصف طريقها مجموعة شبان يبدو بأنهم يريدون اللعب لتبلع ريقها بصعوبة و تتقدم بسرعة محاولة عدم لفت انتباههم و بمجرد مرورها بدأت نظراتهم تخترقها و كلمات المغازلة ترتطم بمسامعها و صوت الصفير المقزز لا يفارق أفواههم لترفع يديها المرتجفة مغلقة فيها فتحة مسمعها محاولة  عدم المبالاة بما يحصل لتسرع بمشيها متجنبة إياهم لكن أحدهم أبى تركها و شأنها و لم يلزم حدوده ليتبعها ممسكاً بكتفها جاعلاً من جسدها يلتف نحوه ليردف بنوع من السخرية
"لما أغلقتِ أذنيك هل أزعجك صوتنا يا صغيرة"
لكن بسبب العداوة التي تعانيها مع الرجال عقلها لم يستحمل قرب ذلك الجسد منها لترفقه بصفعة قوية بلا وعي جعلت من كبريائه يتزعزع و فرت هاربة فازعة من ردة فعله المرعبة و صوته الذي عمَّ الأرجاء صارخاً بلعنها ليلحقها راكضاً محاولاً امساكها إلى أن وصلت لمنزلها مختبئة به ليزفر أنفاسه الغاضبة مردداً
"لن أتركها و شأنها حتى تنال عقابها"
و عند شروق شمس اليوم الموالي تستيقظ فاتنتنا متناسية ما حدث بالأمس مرتدية حليتها الأنيقة مستعدة للخروج
و بلحظة اقفالها للباب اخترق مسامعها صوت محرك دراجة لتستدير فقابلها قامة ذلك الذي يرتدي الخوذة و ملابسه كاحلة السواد عنوان رعبه لترتجف أطرافها و تسري القشعريرة في أنحاء جسدها.
فتجاهلته غير مدركة عن المتخفي خلف تلك الهيئة لتضع سماعات أذنها مستمعة لاحدى موسيقاها المفضلة مكملة طريقها نحو جامعتها لكن من غرس موسيقا الرعب في خافقها رفض تركها فاستقر على دراجته و همَّ بملاحقتها لتزيد الأخرى من سرعة أقدامها الهاربة محاولة إضاعة أثره لتعطف طريقها نحو أحد الأزقة المظلمة.
أيادٍ ترتكز على أقدام منحنية و أنفاسٌ مقطوعة و العرق يتصبب من جبهتها،هذا كان حالها جراء ركضها السريع لترفع رأسها مسندة بظهرها على الجدار الذي خلفها فصادفها كيانه المظلم ليتسع بؤبؤ عينيها و تزحف بخواتها المخفية محاولة التملص منه لكن قبضته المحكمة على معصمها منعتها من ذلك ليرتد جسدها نحو الحائط مرة أخرى و تحاصر بين يديه
لحظة يعود فيها فيها اضطراب نفسي لجسدها المرتجف و دموعها التي تتساقط بانهمار جراء فوبيا من الجنس الآخر.
كلمات مسجونة يعجز اللسان عن نطقها و أسئلة عديدة تدور في رأس كلاهما،لكن أسئلته لا تعبر عن صدمته من ردة فعلها ليزيل خوذته بسرعة خوفاً من انهيارها
"هذا أنا...هذا أنا ما خطبك اهدئي"
فبدأت بضرب صدره الصلب بقبضتها الصغيرة مردفة بذعر
"ابتعد عني لا تقترب ايها القذر"
لكن تلك الكلمات لم تحدث فارقاً لديه ليحكم قبضتاه على كلتا يديها محاولاً ايقافها ليصرخ بصوت جعل من الأخرى تتجمد بمكانها
"كفى...ما مشكلتكِ...أنا لن أؤذيكي"
لتنطق بأحرف هامسة و غصة تكتسح جوفها
"ابتعد...لا تلمسني...أرجوك"
ابتعد عنها عنها بوضعية الاستسلام رافعاً كلتا يديه نحو الأعلى ليجيبها بنفس النبرة التي تكلمت بها
"حسناً...حسناً...فقط اهدئي"
فسح لها مجالاً للذهاب لتلتفت و تعابير الوجه لم تتغير فتسير مسندة جسدها على الحائط لكن قواها قد خارت و تجعل منها ملامسة للأرض.
-يتبع-

𝗩𝗶𝗿𝗴𝗶𝗻 𝗟𝗶𝗽𝘀||عَذرَاءُ الشِّفَاهِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن