كان وقوع الخبر عليه كسيارة اصدمت بعابر سبيل لدرجة أنه حاول مرتين أن يفيق من صدمته وفي كل مرة كان يسقط أرضا غير متزنا لا يعلم لماذا هذا قد حدث
مارتي: كيف يمكن أن يحدث هذا دون أن تظهر عليها أي أعراض ؟!
جون: لقد أبلغني الطبيب أن هذا النوع النادر من السرطان يأتي لكل سيدة من أصل مليون دون أسباب وتظهر الأعراض متأخرة دون أن تعلم أن تلك هي الأعراض
مارتي: وأين هي الآن ؟!
جون: إنها داخل غرفتها الآن ويستحيل أن تدخل عليها لأن ذلك سيكون خطرا عليك وعليها لذلك يجب علينا أن تبقى بعيد في معزل
مارتي: لما لم تذهبوا بها إلى مستشفى ما حتى تأخذ علاجا أفضل من رقودها هنا ؟! أستتركونها هكذا!!
صرخت أماندا في وجهه قائلة: ألم تفهم بعد ؟!! انتهى أمر سام إننا لا نملك إلا الصلاة والدعاء، لا غير ذلك سيفيدها
بكت أماندا وحاول أن يحتويها جون ولكنها خرجت لتقف وحيدة أمام الشارع الفارغ في انتصاف الليل
جون: سأخرج حتى لا تكون وحيدة، إذا أردت محادثة سام يمكنك الاتصال بها هاتفيا لقد تركنا هاتفها بداخل الغرفة حتى يتسنى لنا الاطمئنان ولا تخبرها بشيء فهي لا تعلم
أخرج مارتي هاتفه وهو لا يعلم ماذا يقول في تلك الظروف ولماذا يفعل ذلك ولكن شيء ما بداخله هو الذي يحركه تجاها وكلما حاول أن يفهم ذلك الأمر لا يشعر إلا بخفقان قلبه الذي ازداد بسرعة كبيرة حين نطقت اسمه عبر الهاتف
سام: مارتي؟ كيف حالك
مارتي: صغيرتي؟ كيف أنت اليوم وما هي أخبار صحتك؟
سام: أنا بخير لا تقلق، لا أعلم ماذا حدث كنت نائمة واستيقظت عملت أنني مريضة ويتوجب عليا أن ابقى بالغرفة وحيدة .. أهناك شيء تعرفه لا أعرفه أنا؟
مارتي: ما أعلمه الآن أنك فقط تحتاجين إلى الراحة والسكينة وأنا سأكون كفيل بأن أوفر كل ما تحتاجينه من علاج وطمأنينة.
سام: أنت لا تحتاج أن تحضر لي أشياء لتثبت لي مدى حبك فأنت الحضور حتى وإن كنت غائب عني فأنا أراك دائما
مارتي: أتدرين سيدتي سام؟ رغم صعوبة الموقف الذي نحن فيه ولكنك قد غيرتي شيئا بداخلي لم أكن أعلم أنه سيتغير لذلك أردت أن أشكرك على كل شيء منذ أن كنت تدافعين عني في المدرسة لأنني كنت ضعيفا وحتى بعدما كبرت وأصبحت أواجه الصعاب ومررت بأشياء لا يمر بها الإنسان العادي لكني لا زلت ضعيفا أمامك حتى وإن كنت أدعي ذلك، فقط لأني أحتاجك ولأني أحبك.
سام: أعلم مشاعرك تجاهي منذ اللحظة الأولى التي تحدثنا فيها حتى وإني كنت بلهاء أنني لم أصدق في بادئ الأمر ولكنني أعلم الآن كيف هو الشعور بأنك تمتلك الدنيا كلها دون أن يكون لديك رصيد من الأموال الطائلة أو جيوش مدربة لتحميك من اي مكروه او قصور ضخمة يعيش بها الملوك، كل هذه المشاعر خلقت بعد ظهورك أنت
مارتي: حسنا كفانا حديثا لانه معك لا يوجد نهاية الكلام ويجب عليك أن تخلدي للنوم حتى تأخذ ما تستحقينه من الراحة وغدا سأعود إليك لنكمل الأحاديث سويا
تركها مارتي وأغلق الهاتف بعدما كان براقبها من نافذة الغرفة حتى تيقن أنها خلدت إلى نومها وفي تلك الأثناء عاد جون وأماندا من الخارج وقد وجداه لا زال واقفا يتأملها من النافذة فذهب إليه جون وربت على كتفه قائلا له: نعلم جيدا أنك تحبها لذلك اتصلنا بك رغم أننا نعلم أنك تنشغل كثيرا
مارتي: أنا من الغد سأكون هنا معكم وسأبيت بالخارج جانب نافذتها حتى اطمئن عليها ولا أشعر بالقلق حينها
أماندا: أقدر ذلك يا مارتي وأعتذر عن ما بدر مني ولكن حدث ذلك من دون قصد
مارتي: لا تعتذري يا أماندا أنا أعلم هذا، الآن قد تأكدت أنها خلدت النوم سأذهب الآن لأحضر بعض الملابس وأعاود سريعا
قاد مارتي سيارته سريعا ذاهبا إلى المكان الذي كان يجتمع فيه ووجد فقط جيمي وهو يستعد أيضا للرحيل حتى أوقفه وبدأ يحكي له كل ما حدث
جيمي: إذن تلك هي فرصتنا أن نهجم الآن لأن وضعهم أصبح أضعف مما سبق
مارتي: وكيف سيكون طعم هذا الانتصار وأنت تعلم أنك تدخل فائزا، أرى أننا يجب علينا الانتظار حتى تتعافى وفي ظل ذلك الوقت سأكون أنا هناك دائما أطلعكم بالمستجدات حتى أبلغكم بالوقت المناسب
جيمي: ما زلت معجب برأسك
خرج الاثنين من المكان وعاد مارتي للمنزل بعدما اصطحب بعض الملابس ليرجع بها كما قال لهم وفرش على الأرض ونظر إلى الأعلى ليتأمل السقف ويردد لحاله: أعلم الآن أن لم أتأثر قط بحب سام، لأنني بالفعل قد أحببتها.
