كتلة من المشاعر و الذكريات .

559 12 1
                                    

ماذا عسانا نفعل ان لم نستطع ان نتمرد على هكذا نعمة ان لم نستطع بكامل قوتنا ان نتغلب على خصوبة الذاكرة و نقتلع ما نود نسيانه مهما عصفت به الرياح لا يؤثر به تتعمق جذوره و يزداد تشبُثاً و لا يزيده الا قوة .
ماذا عسانا نفعل ان طغت مشاعرنا و اهلكتنا رُغم منطقية تفكيرنا و عقلانيتنا ماذا عسانا نفعل حينما نُصاب في نقطة ضعفنا الاقوى هكذا اصابات يصعُب شفاءها و ان حدث و شُفيت تُخلف اثراً وراءها ، تُفتح من جديد حينما يُضغط عليها تماماً كتلك الذاكره التي لا تنام نتغافلها في لحظة ما و نُخدر الذكرى لكننا نكاد ننسى ان التخدير امر مؤقت و انه ما ان يزول هذا التخدير ستُمطر بنا سماء الذاكره بذكرياتٍ غزيره تُغرقنا بعد ما كُنا جفافا و ان وقعها في قلوبنا سيكون مؤلم .

- دعوة اليوم :
( اللهي كما علمتني كيف اُحب ملء قلبي ملء مشاعري و بكُل جوارحي و كما جعلت لي ذاكرة لا تغفل عن اصغر تفصيلة اجعلني اللهي انسى اجعل لي قلباً فضفاضاً تقع الأشياء منه بسهوله و مشاعراً مرنة قابله للتقلُص و الانكماش و الدهسّ ان اضطر الامر اجعلني اللهي اكثر منطقيه اجعلني الاقوى في لحظات الضعف الكبرى اجلعني قادرة يا قدير قوية يا قوي و لا تجعل لي ملجأً سواك ) .

نستطيع الهرب الى آخر العالم و من كُل من في هذا العالم نستطيع الهروب من كُل شيء عدا المشاعر و الذكريات انها المخلوق الاكثر اخلاصاً على وجه الارض لا تترُكنا ابداً تضل تُرافقنا اينما ذهبنا تسكُن بداخلنا و ان خرجت تخرُج بشكل جُزئي بسيط و برضىً منّا من افواهنا و من اجسادنا لكنها لا تستأذننا الخروج من "اعيُننا" فقط ، لذا تظل لغة الاعين الاصدق على الاطلاق
لا تتخلى عنّا مهما حاولنا التخليّ عنها تتشبث بنا كما لا يفعل احد .

ولية امر افعالنا تلك المشاعر نعصيها تارةً و نتمرد تارة و لكننا الا ما نخضع في احد الايام ، حينها فقط تكون هذه المشاعر في اوجهّا و في قمتها بحيث تكون المُسيطر الوحيد و لا نُقاوم سطوتها علينا ، تُساعدها عزيزتنا "الذكريات" و تزيد من هيجانها و بالتالي ضعفنا امامها ، تُغذيها حتى تكبُر ، و تصغُر احتمالية فوزنا في مقاومتها
فإذا بنا نخضع لها و نُسلم تسليما .

غالباً مشاعرنا تكون متجدده ليست على وتيره واحده متخبطه متغيره تحكُمها الظروف المحيطه بنا هنالك الكثير من المشاعر التي تمحي مشاعراً اُخرى ، مثلما يحدُث لنا حينما نُظلم او حينما نُعطي شخص اكثر مما يستحق او بالأصح ما لا يستحق ! نجد هذا الشعور "بالندم" المُتأخر للأسف يحول مشاعر الحب الى اُخرى غاضبه او رُبما حزينه غالباً ماتكون هذه المشاعر هي المفتاح لبوابة النسيان ، فأن تنسى شخص لم يُسيء لك لم يتمرد عليك و لم يستغل مشاعرك بل احتواها امر صعب جداً !
عكس محاولة نسيان شخص اخطأ في حقك و لم يُحافظ عليك هُنا سيكون النسيان اسهل لأن مشاعر الغضب و ثورة الندم تمحي مشاعر الحُب بداخلنا رويداًرويداً تُحرضنا على " المراد نسيانه " تُغذينا و تقويّ مناعتنا ضده .
هُنا رُغم تمرُد الذاكره و استذكارها مُجمل الاحداث الجميله الا انها تجعلك دون ادراك تُقارن بين ماكان و ما اصبح تثور مشاعرك و تؤمن اكثر بأن ذلك الشخص فعلاً لا يستحقك و انهُ لو اراد تواجدك في حياته لتمسك بك بكُل ما اوتيّ من قوه و بكل ما استطاع من اساليب ، لما آذى مشاعرك ، لما رضيَّ بحُزنك ، هذه المُقارنه تجعلك تُدرك الكثير تجعل تفكيرك اكثر منطقية و بهكذا تُسهل عملية النسيان ، لكن المؤسف ان الذاكرة تمرُدها يكون سلبي و وقع ما تسترجعه مؤلم لمن يُريد نسيان شخص " صالح للحُب " غير مؤذي للمشاعر و الصحه و النوم ، تُعكر صفو النسيان و لا تجعل منك "انسان" بل كُتله من المشاعر و الذكريات .

ذاكرة لا تنام .Where stories live. Discover now