الجزء إثنان و عشرون

15.8K 347 50
                                    


ضلت تالا هائمة شاردة في عزفه تبتسم كالبلهاء
تالا : هل يعقل أنني من كثرة تفكيري به هذه الأيام أصبحت أرى طيفه أمامي الان
ضلت شاردة فيه حتى إستفاقت من شرودها على تصفيقات الناس
بعد انتهائه من العزف رفع رأسه ينظر لها بعينيه الفيروزية ابتسم لها ابتسامته الساحرة
تالا و هي تفتح عينيها و تغمضهما مجددا : انا لا احلم هذا ليس سرابا انه هو جاد
نهض من على البيانو عدل بدلته السوداء رفع يده اللتي تخللت شعره الأسود ثم وضعها في جيب بنطاله اخذ يتقدم ناحيتها
تالا في نفسها : ماللذي يضن نفسه فاعلا هل يضن أنني سهلة المنال بمعزوفة على البيانو سأسامحه و أعود معه كأن شيئا لم يكن ... انه يحلم ..
كان يواصل التقدم نحوها
تالا : ماللذي تحسب نفسك فاعلا كيف تأتي لمكان عملي لتكون عازف البيانو الجديد اه ؟ اجيبني
هل بعزفك للمعزوفة اللتي عزفتها لي يوم الحفلة ستأثر في برأيك
هل ضننت بأنك بهاذا التصرف سأسامحك و أتي اليك مسرعة ألقي نفسي في أحضانك و كان شيء لم يكن
انت تحلم جاد انا لن اسامحك ابدا ....
نضر اليها جاد مطولا و مازالت الابتسامة على ثغره
تالا : قلت لك اجبني لما انت صامت
جاد و قد اخرج يده من جيب بنطاله و اخذ يفرك ذقنه :
جاد : اولا انا لست هنا بصفتي عازف بيانو جديد
ثانيا انا لم اقل لكي تعالي و القي بنفسك في أحضاني
ثالثا من قال انني عزفتها لكي ؟
تالا و قد فتحت عينيها من الصدمة فقد تجاوزها و تركها واقفة بقيت في مكانها لم تستوعب الامر إستدارت لتستفسر عن الامر رأته يتجه الى الطاولة المجاورة حيث كانت تجلس عليها فتاة سمراء جذابة ذو شعر طويل تبدو كنجمات السنما كانت ترتدي فستان أسود ملتصق بجسدها يظهر مفاتنها بدقة تقدم منها جاد و لا تزال الابتسامة على ثغره
جاد : هل اعجبتكي المعزوفة عزيزتي ناتالي
ناتالي بابتسامة : بالتأكيد عزيزي فانت مازلت تعرف كيف تذيب القلوب بعزفك
سحب جاد الكرسي وجلس على الطاولة رفقت ناتالي
اما تالا فقد استجمعت قوتها حتى لا تسقط الدموع من عينيها
تالا و هي تحبس دموعها : ماذا ؟ عزيزتي ناتالي ؟
كانت الافكار تعصف في رأسها
هل حقا ماتراه الان امامها حقيقة
هل حقا بهذه السهولة تخلى عنها حبيبها
هل هذا حلم و ستستفيق منه
لم تستطع كبح دموعها اكثر تشوشت رؤيتها حيث نزلت دمعة حارقة على خدها
عادت مسرعة للمطبخ حتى لا يرى جاد دموعها و يكون قد نال مراده اخذت حقيبتها و غادرت مسرعة المطعم
كاتيا : تالا .. تالا.. الى اين تذهبين
بدون رد من تالا خرجت تركض مسرعة من الباب الخلفي للمطعم حتى لا تلتقي بجاد مرة اخرى
اخذت تمشي في شوارع فرنسا تبكي كالمجنونة فقد غرس جاد سكين اخر في قلبها لا تعرف كيف ستواجه الامر الان
تالا : تبا لك جاد الم تجد الا المطعم اللذي اعمل فيه لتجلب حبيبتك الجديدة اليه لتغيضني يالك من حقير
رغم اننا مازلنا متزوجين الا انك بسرعة وجدت حبيبة اخرى يا لك من لعين
اما عند جاد فقد بقي صامتا ينظر في طبقه لا يأكل شيء منه يلعب بالشوكة غارقا في افكاره
يفكر في حبيبته تالا كيف حالها الان هل هي تبكي ام هي غاضبة منه و لكن مابيده حيلة سوى هذه الخطة و الا لن تعود اليه فهو يعرفها جيدا ان أصرت على شيء ستفعله اكيد
ناتالي : ايه .. جاد هنا الارض !!
جاد و هو يستفيق من شروده : اه ماذا ؟
ناتالي : مابك جاد منذ مدة و انت شارد تلعب بالاكل و لا تاكل ماللذي حدث لك
جاد : و لا شيء فقط انا تعب
ناتالي : لو كنت اعلم انك تعب لكنت اجلت الدعوة للغد
جاد : لا يهم ناتالي المهم اننا التقينا بعد 6 سنوات
فقد افرحني الامر كثيرا خاصة بعد اخباركي لي بأنك انت و ماثيو ستتزوجون قريبا فعصافير الحب قد اجتمعا اخيرا
ناتالي : اكيد فقد مررا بصعاب كثيرة و لكن في الاخير لا نستطيع العيش بدون بعضنا البعض
جاد بابتسامة : هنيئا لكما اين ماثيو الان الم يصل الا الان
ناتالي : قالا لي انه سيتاخر قليلا
ماثيو : هل تتكلمان عني
جاد و هو ينهض معانقا لماثيو : اخيرا جئت ايها الاحمق لقد اشتقت لك كثيرا
ماثيو : و انا ايضا يا صديقي العزيز
جلس الجميع على الطاولة و اخذو يتحدثون في امور عدة يتذكرون ايام الدراسة و المغامرات المضحكة
ناتالي : صحيح جاد لقد سمعت خبرا في الجرائد انك تزوجت اين هي زوجتك الان لما هي ليست معك
جاد: قصة طويلة يا ناتالي سأرويها لك فيما بعد
ماثيو : من قال ان جاد سيدق قلبه يوما و يتزوج
جاد بابتسامة حزينة : كل شئ ممكن في الحب و الحرب يا صديقي

حبها كاللعنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن