الفصل الثاني

24 1 0
                                    

كي تصل لمبتغاك...
يجب ان تضحي..
ان تفقد..
هي ضحت بمبدأها...
فقدت احلامها..
فقط..
كي تصل..!

*********

تقدمتهم تدلف لغرفة الاجتماعات حتى وصلت لرأس الطاولة وأشارت لهم بالجلوس ثم جلست هي بدورها وطلبت من الساعي مشروباتهم وشرعوا في اعمالهم
على غير عادته في تلك الاوقات..لم يستطع التركيز في العمل
هو "مطحنة شغل"
لم يستطع ان يفرض سيطرته على مشاعره..
كانت جميع حواسه متركزة عليها وحدها..
يراقب جميع ايماءاتها..
حركة اصابعها الرفيعه وهي تلاعب القلم بيدها
اختلاجات شفتيها المهلكة
وحركة جفونها التي ترمش فتخفي عنه عيناها الساحرتين فتجعله يشعر باليأس لاقل من لحظة حتى تعود فتظهر عيناها امامه فيشعر وكأنه امتلك الدنيا وما بها
افق يا ابن الرفاعي..
اي هراء هذا الذي تفعله..
الم ترى فتاة بعينين رماديتين من قبل..!!
رأيت..!
لكن هذه..
لا
لا يوجد لكن
هذا مجرد عمل
منذ متى وانت تخلط بين نزواتك وعملك!!
افق!!
انهى صراعه الداخلي ورفع بصره فوجدها تحملق به فتذبذب لوهلة وهو يشعر بتأثير طاغي من عينيها..
"شكلك مش مركز معانا خالص يا أدهم باشا"
تباً لكِ
تباً وألف تب
بالكاد استطاع التفكير لدقيقة خارج نطاقها لتباغته بصوتها ذو البحة وطريقة نطقها لأسمِه..
"الله يسامحك يا جِدي كان لازم يعني تسميني بالاسم ده"
لاحظت تمتمته لنفسه فقالت له برقة :
"ممكن ننهي الاجتماع على كده لو عايز"
افاق على صوتها وابتلع ريقه ببطئ واجابها :
"لا ابداً انا مركز معاكوا..كملوا"
رمقته بشك ثم اهدته ابتسامة صغيره اصابته بالدوار لوهلة فرمش بعينه مراراً محاولاً ابعاد صورتها من عينه وابعد نظره عنها ورمق صديقه الذي كان ينظر له بتعجب..
ماذا دهى كازانوفا..؟!
أتوتره امرأة!!
قهقه بداخله على خاطرته الاخيرة وتابع عمله
استمروا هكذا حتى انهوا عملهم وتم التوقيع على العقد الذي لم يستطع اباها التوقيع عليه قبيل وفاته
"اتشرفت بمعرفتك يا ادهم باشا"
قالت ذلك وهي تمد يدها الصغيرة ناحيته ليشعر بجفاف حلقه وهو يمد يده هو الاخر ليلتقط كفها في تحية
شعر بتذبذب دقات قلبه وهو يشعر بنعومة كفها المستقرة بقبضته وخاصة مع تأثير عينيها التي ترمقانه بعملية تليق بالموقف مغلفة بدلال انثوي فطري يليق بها..
سحبت يدها منه ببطئ وحيت رفيقه وانصرفا
ما ان كاد يخطو خطوة واحدة خارج مكتبها حتى التقط انفاسه وكأنه حرم من الهواء حولها..
استقلوا المصعد ليهبطوا لبهو الشركة ومنه توجهوا نحو سياراتهم واستوقفه رفيقه في جراج الشركة قائلاً :
"مالك يا ادهم؟"
التفت له شارداً وقال :
"مليش"
"متأكد؟!"
"اه"
"طب يلا نروح الشركة علشان ورانا شغل متلتل"
تركه واثقاً من ان شيئ ما سقط في قلب رفيقه واتجه لسيارته واستقل كل واحد خاصته نحو مقر شركتهم الخاصة
انطلق "عمر" غافلاً عن رفيقه الذي ادار محرك سيارته وقبع مكانه ممسكاً بالمقود يتطلع لسيارتها السوداء اللامعة وقد لاحظ وجود شيئ ما يتدلى من مرآتها الامامية..
دقق النظر فوجده رباط معقود بنهايته فراشة تفرد جناحيها الاثنين وبمنتصفها قطعة لامعة كالنجم..
وهنا تذكر وجهها..
انها حقاً امرأة لامعة كلمعة النجوم..
وقربها ملتهب كلهبها..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 19, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الفراشة السوداءWhere stories live. Discover now