أطلَقَ صرخةٌ مدوية بسببِ الألمِ الفضيع و ذلكَ جعل أعضَاء الفرِيق يلتفِتُون حولَ انفسهِم يبحَثون بأعيُنهم عن المصدَرِ لكِن كلُ ما قابلهم هو ضَوءُ عمودِ الإنارة و الظَلاَمِ الدامسِ في الأماكنِ البعِيدة عنِ العمودِ.
كأنَ الرصَاصة خرجَت من الظلامِ.
التفتَ زعيمهم و بَحثَ بأعينه عَن مصدر الرَصَاصة بينَما يلهثُ و يتنفسُ في ألم متمسكًا بيدهِ التي تسيلُ منها الدِماءُ بغزارةٍ، صرخَ بأعلَى صوتٍ حتَى ظهرت شرايينُ عنقهِ.
_أظهر نفسَك يا ابنَ العاهرة!
رفقاءهُ شعرُوا بالذعرِ لكنهم حاولُوا عدمَ إظهَار الخوفِ حتَى لا يخسَروا رجُولتهم، و أنطُوني بقِي على الأرض ِ حيثُ تركوهُ يغرقُ في دماءهِ
كانَ على رُكبتيهِ، يحاولُ عدمَ فقدَان وعيهِ
و قد شعَر بالدهشةِ، فبسببِ الرصَاصة أنقِذت حياتُهُ،شعرَ بأنهُ مثيرٌ للشفقةِ لكنَ ملامحهُ لم تظهِر أي من ذلكَ بسبب انتفاخِ وجههِ و حملهِ لكدمَاتٍ فضيعة._أظهِر نفسكَ ايهَا الجبان! تعالَ و وَاجِهنِي و كفَ عن الإختباءِ في الظلالِ!
بعد ان انهَى صراخَهُ سمعُوا صوتَ خطُواتٍ هادئة و مُتزنة، خُطواتٌ لا تدُل على الخوفِ او الترددِ، ظهرت اقدامٌ طويلة من الظلالِ، صدرٌ
رياضيٌ و اكتاف عريضة، لكن وجههُ بقي مخبأٌ لأن الضوء لم يصل إليهِ.بعد رأيةِ جسدهِ يظهرُ من الظَلاَمِ سحبُوا سيوُفهم و ابتعدوا عن دَراجاتَهم و استعدوُا للقتَال، تقدمَ زعيمهم إلى الأمامِ حيثُ أُحيطَ برجالهِ و رمقَ صاحبَ الجسدِ الغريب بحقدٍ و غضبٍ ثم نبس:
_انتَ ايها العاهِر! انت من أطلقَ علي! تقدَم نحو الضوءِ حتَى ارىَ وجهكَ ! سوف اقومُ بتشويههِ!
صاحبُ الجسد الغريبِ لم يردَ عليهِ بالكلامِ بل ردَ عليهِ بالتقدُم نحو الضوءِ الذي انعكَس فورًا علَى وجههِ و أظهَر ملامحهُ للجَميع،أعينُ انطُوني توسعَت قلِيلاً مما جعلهُ يشعرُ بالألمِ بسببِ انتفَاخهِما ،حينَ رأىَ وجهَ الغريب عرفَ ان القَادمَ سيكونُ فضيعا للمُشاهدة.
شَحُبت اوجهُهُم و أطلقُوا شهقاتٍ حين ادركُوا من يكونُ الغريب، ارجلُهم ارتجَفت مثل ايَاديهم التِي تحملُ سيوفهُم التِي ترقصُ في الهواءِ علَى نغماتِ خوفهِم.
زعِيمُهم عانَ من نفسِ الأعراضِ لكنَهُ استعادَ نفسهُ و ركَضَ نحو مسدسهِ الذِي كان على الأرضِ، و فقط حينَ التفت اصابعهُ حولهُ و حملهُ مرَ شيءٌ حادٌ لمعَ تحتَ الضوءِ أمام وجههِ و قطعُ يدهُ التي حملت المسدس.
YOU ARE READING
الأمِيرُ المُقنَع🎭
General Fiction_هُنَاك رَجُلين،أحَدُهما أمِيرٌ و يكُون زَوجِي، و الآَخر صَائدُ جوَائِز خطِير و يُريدُني أيضاً. الفَرقُ الوَحِيدُ هُو أنَ الأَوَل وَجهُهُ يَتَوارى خَلفَ قِناعٍ و لاَ أعلمُ كيفَ يبدُو و الثَانِي مَعرُوفٌ و سُمعتُه تسبِقُهُ. التَشَابهُ الذِي بَينَهما...
03:الأَمِيرُ المُقَنَع و الفَتَاةُ فِي مِحنَة
Start from the beginning