الثاني والعشرون

22.4K 839 22
                                    

إِنَّمَا المَرءُ بِقَلبِه .

اللهُم أصلح قلوبنا.

والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تجلس أمامه وهو ينتظر سماع ما يريد منها، لتتنهد صبا ثم أخذت نفس عميق وزفرته على مهل قبل أن تقول بنبرة كارهة ‌:

- مايكل يبقى ابن خالتي الغير شقيقه لأمي، حاول يتقرب مني كتير وعلشان احنا في أميركا فـ عادي الحجات دي عندهم حتى لو من غير زواج، بس أنا ورغم أني قضيت عمري هناك إلّا إن والدي اهتم بأنه يعلمي الحدود وما شابه، صديته بكل قوت ولما صديته بقيت حاجة صعبة أنه يوصلها فزاد تفكيره فيا وازاى يوصل ليا، وحاول كتير وبكل الطرق أته يوصل ليا أو يخليني أعجب بيه بس أنا مكنتش شايفاه غير ابن خالتي فهو لجأ لطريقة قذره زيه و حاول أنه... حاول ......

تنهدت بقوة مساحة على وجهها تغمض عينيها بقوة وهي ترى ذكريات ذلك اليوم تهاجمها مهما حاولت نسيانها، لكنها محفورة بداخل ذاكرتها، لينظر هو لها وقد احتل عينيه الجحيم وهتف بجمود ‌:

- لو مش هتقدري تكملي دلوقتى نخليها في وقت تاني

هزت رأسها نافية، وكأنها تنفض تلك الذكريات من رأسها وفتحت عينيها ليراها تشع بالقسوة والكره وهتفت بنبرة شرسة ويدها تعيد خصلاتها للجانب ‌:

- لا بما إني حكيت فهكمل، مايكل حاول يعتدي عليا مرة واتنين بس صديته بكل قوتي وكانت دايمًا ماما تلحقني على آخر لحظة، فأنا لجأت بعدها لدروس وتدريبات في الدفاع عن النفس بكل الطرق العنيفة والشرسة، مرضتش اتعلم الحجات البسيطة وفعلًا حاول يعتدي عليا للمرة التالتة بس أنا كنت وخده احتياطاتي وضربته وخليته لا مؤاخذة، لا ينفع راجل ولا ست، بوظت مستقبله يعني، فضل كتير بعدها يتعالج وطبعًا عايز ينتقم مني وفعلا اتعالج بس أتا مكنتش خايفه لإني خلاص قادره أدافع عن نفسي بس ماما من خوفها عليا أجبرتنى إني أنزل مصر وهو لما عرف إني جيت مصر جه هو كمان ولحد دلوقتي بيدور عليا لأنها المرو الأولى ليه هنا في مصر، وبس هي دي الحكاية

أنهت حديثها ببسنة باردة وكانت قهوتيها اختلطتا بالشعيرات الحمراء تشع كرهًا وقسوة، بينما هو كان يستمع لها بكل برود فهذه عادته عندما يزداد الأمر عن حده، يتحول إلى قطعة جليد شديدة البرودة، هتف بكل برود وهو ينهض ‌:

- طيب يلا اتفضلي

ولم ينتظرها أن تتحدث واتجه نحو سيارته وغادر بسرعه البرق أما هي فظلت بعض الوقت ثم نهضت وغادرت هي الأخرى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قام إياد بالاتصال على بيجاد وأخبره أن يأتي ثم أغلق معه وحضر بعض من أطباق الطعام الشهية ببعض المساعدة من أريب وعندما انتهيا وضعا كل شئ على السفرة، أتى بيجاد وهو يهتف بمرح ‌:

الطبيب العاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن