البارت الثامن

25.1K 707 24
                                    

سيارات كثيرة اصطفت أمام منزل جميل، ترجل منها الحرس أولًا ليلفتوا أنظار المارة، فتح الباب مترجلًا من السيارة ثم فتح الباب لها مستقبلًا يدها في يده لتنزل واقفة بجواره، نظرت حوراء حولها بهدوء شديد قبل أن تبتسم إلى ريان الذي سألها ‌:

_ مستعدة؟

_ أكتر من أي وقت تاني

ابتسم لها بحنان ثم تجمدت ملامحه بطريقة غريبة، سار برفقتها حتى وقفا أمام باب المنزل، تولى ريان مهمة طرق الباب ولحظات وكان رجلًا متوسط العمر يفتح لهما الباب، تعجب منهما ولكن ما إن وقعت عيناه عليها حتى شحب وجهه، هذه هي... ابنته!!

تقهقر إلى الخلف لتقول حوراء مبتسمة ‌:

_ ازيك يا... بابا

دخل ريان وعيناه ترمقه بنظرات مخيفة، كان يهدئ ويشجع زوجته طوال الوقت ونسي أن يستعد هو للهدوء ما إن يرَ أحد أسباب شقاء زوجته، والذي كان والدها…

دخلت حوراء معه مبتسمة بهدوء وقلبها ينزف، لا بأس، ستأخذ شقيقتيها ثم سترحل بسلام، لم تأتِ لأذية أو لشر، نظرت إلى والدها الذي قال بصدمة وقد ظن أنها لن تعود أبدًا ‌خاصتًا بعد أن اخبره ذلك المسمى شرطي عبثًا عن أمر اصطدامها بسيارة :

_ ازاي؟؟

رمقته حوراء بخيبة وألم قائلة ‌:

_ ازاي ايه يا بابا؟ ازاي اني واقفة على رجلي ولا ازاي هربت من اللي بعتني ليه ولا ازاي لسه عايشة... ازاي إي تحديدًا؟

تركت يد ريان مقتربة منه حتى وقفت أمامه، لتبتسم بحزن مكملة ‌:

_ متقلقش يا بابا، ممكن يكون اللي عملته أسوأ شيء ممكن بعمله أي أب بس بسببك أنا زي ما أنت شايفني دلوقتي.... كُلنا أسباب لشيء ما

ثم تركته وتحركت نحو غرفة شقيقتها تحافظ على ابتسامتها رغم غصة قلبها، وإن كانت لا تستطيع الصراخ بوجهه لأنه والدها، وإن كانت لا تستطبع إهانته بأي شكل كان،يظل ما فعله لها أسوأ ما قد تمر به يومًا...

دفعت الغرفة بهدوء تنظر إلى شقيقتيها وأخيها إياد الذي كان مبتسمًا، كان يعدهم بمفاجأة وهما تتحايلان عليه ليعرفهما على ما هيتها، لتتسع عيناهما وهما ينظران إلى شقيقتهما بصدمة وعدم تصديق

انهمرت دموع آية هامسة باسمها، بينما قفزت أريب صارخة وفرحتها بعودة شقيقتها تفاقمت مع رؤيتها واقفة على قدميها، ألقت بجسدها عليها تعانقها بقوة تصرخ ببكاء وسعادة، أسئلة كثيرة تدور بذهنها جعلت حوراء تبتسم قائلة وهي تذهب إلى شقيقتها آية تعانقها بلطف ‌:

_ هقولكم كل حاجة، بس الأول خلونا نتكلم لأنكم وحشتوني

ليقول إياد مبتسمًا ‌:

_ خليكي معاهم وأنا هشوف ريان

_ ريان؟؟

قالتها أريب بتساؤل، لتنظر حوراء إلى أخيها بتوتر ليبتسم لها قائلًا ‌:

الطبيب العاشقOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz