الفصل الأول

103 3 4
                                    


خطوات واثقة...

نظرات ثابتة...

وعزيمة...

كانت تلك حالتها لحظة دخولها من بوابة شركة "La farfalla" ودون نظرة واحدة توجهت نحو المصعد تستقله نحو الطابق العاشر وبعد عدة دقائق أصبحت بمواجهة باب غرفة مكتب والدها تقف امامه للحظات تتأمله بشرود قبل ان تتحرك وتفتحه...

دلفت الى الداخل لتجد مديرة مكتب ابيها تقف بجوار طاولة المكتب في استقبالها وما ان رأتها حتى قالت بترحيب هادئ: ...

- "صباح الخير سديم هانم!"

جلست بمقعد ابيها بحركة بطيئة نوعاً ما وردت بثبات: ...

- "صباح النور يا أمنية!"

كانت تلك المرة الأولى التي تدخل بها شركة والدها بعد وفاته...

ولم تكن تلك كسابقة لها...

كانت هيئتها تختلف...

تعابير وجهها تختلف...

وحتى نواياها تختلف...

لكن الاختلاف في عرف "سديم الحسيني" هو رعب...!

ظلت لفترة طويلة بصحبة "امنية" لتفهم منها طبيعة العمل الذي ستستلمه وعندما انتهوا وكانت "امنية" على وشك المغادرة نادتها ثانية لتلتفت لها متسائلة فنطقت "سديم" بثبات انفعالي هو عادتها: ...

- "في موظف هنا اسمه تامر شوقي؟!"

- "ايوة يا فندم"

- "عايزة اقابله"

- "10 دقايق ويبقى مع حضرتك"

وخرجت...

خرجت وتركت خلفها عقل تحرقه الأفكار...

تحرقه الأسئلة...

وتكاد تفتك به التخيلات والتوقعات...

لكن...

هو أيضا عقل ينصب الشباك...

يجيد الاصطياد...

ولا عزاء للفريسة...!

** **

*********

الهدوء هو حليفها دائما...

الفراشة السوداءWhere stories live. Discover now