" يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ "

89 20 1
                                    

-  هي إتخطبت بجد ولا بتهزر !؟

كُنت لسه طالب يوم ما عرفت إن اللي إتمنتها من ربنا وطلبتها في كُل سجدة إتخطبت لغيري ، الدُنيا وقفت في وشي وقتها ..
وبدأت أعاتب قلبي على كُل دقيقة
حالي إتغير 180 درجة .. من شاب بشوش وبيضحك دايمًا لشاب إنطوائي وقاعد لوحده دايمًا ، من الكُلية للمسجد للبيت ، ووقت فراغي بكون قاعد على الفيس أو ماسك مُصحفي ..

وفـ يوم كُنت بصلي العشاء خلف الإمام ووقع في قلبي الآية اللي كان بيرتلها ويكررها وكأن الله يصُب الأمل في قلبي صبًا ؛ قول الله تعالىٰ : " يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ ".

خلصت صلاة وإنتظرت الإمام والجدير بالذِكر إنه كان شيخي .. ربت على كتفي وسلم عليا وقالي جاهز تسمع الورد بتاعك يا محمد ؟!
إبتسمت وقولتله جاهز بس يعني إيه ( يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ)

- بص يا محمد أنا مفيش حاجة فقدتها في حياتي ورددت بعدها " يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ " إلا وربنا فعلًا رضاني بالأعظم ؛أنا لما فقدت وظيفتي ورجعت البيت يومها زوجتي قالتلي طب والفلوس والعيال قولتها وقلبي جواه يقين تام : يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ "
وفعلًا رضاني بعدها بإسبوعين بوظيفة أعظم وبمرتب أعلى ..
لما أول أبنائي توفى بعد عُقم إستمر 8 سنوات ولما أخيرًا الحقن المجهري نجح توفى وهو لسه طفل ؛ وأنا بحطه بإيدي في التُربة قولت
" يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ " وبعدها بسنة رضاني بتؤام
وبدون أي عملية ..

لما أبو سلمة توفى ؛ أم سلمة فضلت تبكي كثيرًا فـ الرسول قالها قولي : اللَّهُمَّ أجُرْنِي فِي مُصِيْبَتي، وأخْلِفْ لِي خَيْراً مِنْهَا "
قالتها وقلبها كُله يقين وكان العوض بتاعها هو رسول الله ..
بعد ما سيدنا يوسف إتسجن أصبح أهم من ملك مصر ، كل حُزن يعقوب تفتت وأصبح يرىٰ..
عُقم زكريا أبدله الله وأنجب

‏عوض الله جميل، أجمل من حلم قد يراود خيالك..
أجمل مما تظُن ، عوضَ الله إذا أتاك أنساك ما أهمّك، يُبدّل كل الليالي التي بكيت فيها خلسةً بأخرى يُزينها صوت ضحكاتك الذي يملئ المكان ..

هون على قلبك يابني دايمًا بـاليقين وبـ " يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ"

يومها خرجت من المسجد مُبتسم وبردد الآية ، بقيت كُل ما أحس بيأس أو بألم بقولها ، كنت بحط إيدي على قلبي دايمًا وبردد " صبرًا فبيقينك كان حقًا على الله جبرك "
بقيت بقول وأنا ساجد اللهم أتني خيرًا مما أُخذ مني ..
بطلت أدعي بيها وأفكر فيها لإنها خلاص مش من حقي، وبقى عندي يقين إن ربنا بيدبر ليا الخير في الخفاء ..
هيعوضني أكيد
ومش لازم كل تدابير ربنا تكون واضحة قدامي ..

وخلصت كُلية وبعدها بكام شهر اتصل بيا شيخي وقالي أعرف ليك بنت حلال طيبة الخُلق ومن عائلة كويسة
قولتله خلاص إبعت لوالدي عنوانها وتفاصيلها وهما يروحوا يطلبوا إيدها والرؤية الشرعية لما أنزل ، أنا قدامي إسبوعين وأرجع عشان أنا في كامب مع زمايلي وكده ..

كلمت والدتي في اليوم اللي راحت للبنت فيه ..

- أيوه يا أمي طمنيني عملتوا ايه

= عارفة عارفة ..حلوة

" ضحكت " - لا بتكلم جد عملتوا ايه ؟

- بص يابني هي كانت مخطوبة قبل كده بس فركشت بسبب ضوابط الخطوبة وكده وإنه مكنش موافق يلتزم بيها ، وهي فاضلها سنة في الكُلية وحاطة شروط ..

= شروط ايه ، هي إسمها ايه صحيح ؟

- هي بتحفظ النساء قُرآن في المسجد وعاوزه تستمر في دا حتى بعد الزواج ، بالإضافة لـ شرطها الأساسي بتاع ضوابط الخِطبة وكده .. هي بصراحة يا محمد أخلاقها جميلة جدًا ومتملش من الكلام معاها ..

= خلاص بإذن الله أنا أربع أيام وجاي ، حددتوا معاد مع والدها إني أشوفها!؟

- لا كلمه إنت بقى ..

= حاضر ، طب هاتي الرقم يا أُمي وإسمه ايه وإسمها ايه

- هي إسمها أُمنية أحمد

= نعم !!!!!

- ايه يابني في ايه ؟

=....

خدت الرقم وقلبي بيدق وأنا مش فاهم أنا اللي سمعت الإسم غلط ولا دا تشابه أسماء
يارب أنا نسيتها ، هي ليه رجعت تاني وليه إفتكرتها !!
كلمت والدها وبالفعل حددت معاه المعاد ونزلت من السفر ..
يومين وروحت البيت ليهم أنا والشيخ ؛ لما لاقيت البيت غير اللي كنت متوقعة قلبي هدى شوية
خبط الباب وفتح ليا والدها ورحب بيا وبالشيخ
لساني بدأت أعجز عن تحريكه مجرد ما شوفت والدها وعرفت بعدين انهم نقلوا لبيت جديد ..
شوية ولاقيت والدها أخد الشيخ وخرجوا بره ؛ وبعدها بدقيقة هي دخلت
دقات قلبي بدأت تتسارع وخايف أرفع عيني من الأرض معرفش خايف ليه ..
خمس دقايق .. عشر دقايق ..وبدأت ارفع عيني ببطئ
إيدها بتفركها في بعضها
وبالفعل شوفتها
لدقايق وأنا مركز إزاي بعد السنة القدر يتغير
أنا بطلت أدعي بيها
بطلت أفكر فيها
كنت بقول دايمًا يارب أرزقني خيرًا مما أخذ مني ..
إزاي دعوة مر عليها سنة كاملة منطقتش بيها ونسيتها بس ربنا منسهاش وإستجابها ..

قطعت تفكيري وشرود ذهني وهي بتقول:
- هو في حاجة حضرتك؟

= لا أبدًا

- أنا إسمي أمنية

=عارف، وأنا... أنا محمد

إبتسمت وقتها لإني إفتكرت جُملة شيخي وهو بيقول :
إنك وإن سلكتْ دروب الوِصال المُظلمة مِت حباً ،مِت شوقاً، فلا تتعجّلْ فتُحرمْ.. إن كانت خيرًا أتت إليك وتغيرت تدابير الكون لك ، وإن لم تكُن
فسـ ( يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ ..)
فـ صْبِرًا عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا.💙

#اسراء_عاطف

جنات النعيم غايتناWhere stories live. Discover now