-٢-

152 41 5
                                    

بطرِيقةٍ ما - علّها مشيئةُ القدَر - أقابِلُك في حفلٍ موسيقِي ولكنّك لو فقَط تعرِف أنّك السيمفونيّة المِثاليّة والوحيدة الّتي أريدُ سماعُها، ترتدِي بذلةً تزيدُ أناقتَك وتصبّ بكامِل تركيزِك على العازِفين بينمَا أنَا غيرُ قادِرةٍ فكُلّما أشيحُ بنظَري تتمرّد عينايّ لتأخُذا جُرعةً من ملامِحك.
ينتهِي الحفلُ ليخرُج الجّميع فإذ بالأمطَار تهطُل بغزارَةٍ من غيرِ إنذارٍ وقد نسيتُ مظلّتي، أراكَ تتّجه نحوِي فترتَبِك أواصِلي وترتجِف كتلعثُم، تجرِي الرّجفة حتّى أغمض عِظامي، حتّى أعمقِ روحِي، تُلقي التّحيّة بتلَعثُمٍ استغرَبتُه، نتبادَل أطرَاف الحديثِ قليلاً وابتِسامتُك الجميلَة مستوطِنة على ثغرِك البهي، ثمّ تسألُني إن كنتُ أحضرتّ أيّ مِظلّة، أهزّ رأسِي نافِية فإذ بِك تمُدّ خاصّتك إلَي، حاولتُ رفضَها ولكِن هيهَات، أخبَرتني أنّ منزِلك ليسَ بعيداً من هُنا وياليتكَ تعرِفُ أنّي أكثرّ من يعلَم بهذَا، تُعطينِي إيّاها ثمّ تُهروِل تحتَ المطَر وتختفِي عن مدَى نظِري شيئاً فشيئاً.

أُمنيَة || Wishحيث تعيش القصص. اكتشف الآن