٦٥

5.8K 128 5
                                    


يوم جديد
محمد
لف من انفتح الباب وهمس:عامر !
عبدالله:عبدالله
ابتسم ووقف يستد نفسه على عكازه؛يامرحبا يامرحبا
ناظر الشنط بيدينه والاغراض والتفت ولمح بشرى خلفه
ابتسم:يالله حيّهم
تقدم له عبدالله وباس راسه وتنهد بهدوء
ناظره محمد من سمع تنهيدته:شلونكم ؟
عبدالله جلس:بخير
تقدمت بشرى وبلعت ريقها بربكه من ناظرته وباست راسه وغمضت عيونها بلحظه ممكن تفقد هالانسان اللي قدامها
بعدت عنه وهمست:شلونك عمي ؟
محمد مسك كفها:بخير دامكم عندي حياك
جلست جنبه وهو شاد على كفها ويناظر عبدالله:عسى بتقعدون هنا ؟
عبدالله ناظر بشرى وهز راسه:اي
محمد ابتسم وناظرهم:والله انه نور هالمكان فيكم
بشرى ناظرته بهدوء وناظرت الشيب في وجهه والشعريات اللي تعج في دقنه بازدحام وتجاعيده اللي تكسي جبينه
كانت تناظره بكل خوف من هالدنيا ووضعها اللي ممكن يتغير بيوم وليله
ناظرها عبدالله كيف تناظره ورجع ناظر ابوه يكلمه بس ماسمع منه شي
تذكر خروجها له وكلامه معاها اللي بعد مده أقصر من انها تكون كافيه تنسى فيها بس لا رجعت وطلبت تكون اقرب لابوه والحين! نظراتها مالها تفسير ابد
عقد حاجبينه ولف محمد لبشرى وناظرها ورجع ناظر عبدالله وهمس:ادخلوا ريحوا لو تبون
قامت بشرى ومشت ودخلت داخل وعبدالله ناظر ابوه
:ابوي وش صاير شي ما اعرفه !
محمد شد على عكازه وناظره:كل خير يا ابوك الحق مرتك
عبدالله ناظره ثواني واخذ نفس ووقف ومشى ورا بشرى
غمض عيونه محمد وتنهد بتعب واسند ظهره لورا
دخل عبدالله وقفل الباب وناظرها:ممكن افهم شصاير ؟
لفت له وعقدت حواجبها:وش صاير ؟
عبدالله يحاول يهدي نفسه:بشرى ! حكيني وش قال لك ابوي وليش رجعتي وليش الحين تبين تقعدين هنا ؟ ببيت ابوي !
بشرى ناظرته وتقدمت له وهمست:ماتبيني ارجع ؟ اسفين استاذ عبدالله مادريت انك ماتبيني
عبدالله همس:لا تستفزيني تدري اني بغيتك ترجعين وتدرين اني ندمان واني محروق ليش تتعمدين تستفزيني ؟
بشرى همست وهي تناظره من قريب:ليش انت خبيت علي !
عبدالله ارتخت عظامه من استسلمت بالعناد وسألته بعتاب وهو يبي هالعتاب ولا السكوت:لاني عرفت متأخر ومتأخره مرره
بشرى:بس مو بعد ما تزوجنا ادري
عبدالله تقدم ورفع يده على قلبه:بغيتك تحبيني انا بغيت اخذ منك كلمه تطمني انك حبيتي عبدالله ومابي هالقلب يأثر عليك ويحيرك
بشرى:ابشرك الحين احترت فيك ولاني عارفه مشاعري
عبدالله بلع ريقه وهمس:المسي على صدري وشوفي كم خفقه اتعبها الوقوف وكم عبره جت لك تشتكي ..!
مسك كفها بقوه وحطها على صدره بقوه وتقدم لها:حسيه ، المسيه والله مافيه ولا ذرة من مشاعر هالزياد
فلتت يدها بقوه ورجعت على ورا بحده وهي تناظره:والورد الاصفر ؟ والغروب ! وحكايات كثيره ارتبطت بزياد هذي شلون عرفتها
عبدالله سكت من رجعت على ورا عنه وابتعدت
بشرى؛ياعبدالله انت ما انت عبدالله بكاملك هالروح اللي قدامي والله روحه
بلع ريقه عبدالله وبشرى صدت وغمضت عيونها تهدي نفسها
وهي تحس برجفه بكل خلايا جسمها وتحس بتعب عظامها من الوقوف
جلست بتعب على الارض وهمس؛بشرى !
بشرى:خلني لحالي تكفى
ناظرها جالسه بتعب وبلع ريقه ومشى من جنبها وطلع من الغرفه
مسكت راسها بقوه بتعب واخذت نفس
لفت من سمعت جوالها ومشت بتعب وجلست وردت:هلا
تركي؛بشرى !
بشرى اخذت نفس؛هلا ابوي كيفكم ؟
تركي:بخير انتي اللي كيف حالك !
بشرى هزت راسها:حالي يسّرك حمدلله
تركي:وصوتك !
بشرى ابتسمت؛دوبي صاحيه من نومي تطمن ابوي انا بخير
رنمت كذبتها وبسرعه كملت:كيف امي وحياة ؟
تركي:طيبين حمدلله بغيت اطمن عليك
بشرى؛انا بخير لا تقلق علي
تركي:تبين شي ؟ لا يردك شي
بشرى:ابد سلامتكم
تركي:فمان الله
قفل وغمضت عيونها بشرى بتعب وناظرت اللي قدامها
الدرج اللي شافت منه الجريده بوقت غياب وسفر عبدالله
تنهدت وانسدحت على ورا وهي تحس من زمن ما اكلت وتغذت تاكل شوي والباقي بتعب تتركه
وصار لها مده ما نامت بهنا وراحه ومايستمر نومها ساعتين الا وصحت وفزت
تكذب احلامها وكوابيسها بس من تصحى تتأكد انها حقيقه شلون تتقبلها
-
عبدالله
بالحوش ماسك جواله ويهز راسه ويكلم
قفل وناظر الشارع ثواني وشاف سيارة طارق توقف وركب جنبه
طارق ابتسم له؛شلونه اخوي ؟
عبدالله:فيني ضيقة الدنيا كلها
طارق تنهد وحرك :صار شي جديد !
عبدالله:جننتها والحين دورها تجنني
طارق لف له:ليه !
عبدالله:ابوي كلمها وبعدها رجعت البيت وطلبتني نسكن عند ابوي ويوم وصلنا كان استقبالهم لبعض غريب
طارق ناظره وعقد حاجبينه وناظر طريقه
عبدالله:مدري بس في شي صاير
طارق اخذ نفس:سامحني عبدالله جبت اهلي من الديره
عبدالله ناظره وعقد حواجبه؛اسامحك على وش ؟
طارق:ادري ظروفك صعبه بس بغيت اخطب من عقيل ومستعجل
عبدالله ناظره ولانت ملامحه وهمس:ذكرى !
هز راسه طارق وكمل:اهلي عندي بشقتي وكلمت عمي عقيل قبل شوي واخذت موعد ومريتك اقولك ان شاء الله بكره بنروح لهم نخطب
بلع ريقه عبدالله من طاري ذكرى وعقيل ولطيفه هالعايله
اللي بالزاويه الثانيه من حياته اللي يحس بارتعاش ورجفه من طاريهم
ويحس بالذكريات والحنين تداهمه همس بقل حيله:الله يوفقك بس ما اقدر اروح معاك
طارق:لا عبدالله تكفى والله ما اعرف طريقي بدونك
عبدالله:افهم طارق الوضع ملخبط واخوك بعد مكركب وبكره سفرتي الصبح اصلاً
طارق هدا ولف له؛بتسافر ؟
عبدالله هز راسه وهو يناظر الطريق :ومدري لمتى
طارق تنهد بضيق:ودي أأجل بس اهلي عندي و..
قاطعه عبدالله:طارق كمل واخطب والله ييسر لك وانا معاك ان شاء الله بزواجك
طارق ناظره بهدوء ولف للطريق وسكت
-
بشرى
طلعت وناظرت محمد جالس ومشت بهدوء
رفع راسه محمد وابتسم؛كان غطيتي راسك بشي وانا عمك هذا وقت عامر
بشرى ناظرته وهمست:عامر ! وعبدالله ! وعبدالرحمن ؟ كلهم عيالك ومالهم بهالدنيا غيرك
محمد بلع ريقه وصد وغمض عيونه
بشرى؛ليه ما ترجع للعلاج ؟ ليش مستسلم ؟
محمد:كانت امهم شيخة الحريم معاي وقتها واستند عليها بتعبي وتلمني لين تعافيت والحين هي تحت الارض وانا دوري الحين اروح لها
بشرى:عمي ! انا سويت كل شي عشان راحتك عطني لو القليل عشان راحة ولدك
سكتت ثواني وهمست:وحفيدك
جمدت ملامح محمد ولف لها وناظرته بشرى وهمست:من مده
ظل يناظرها محمد وكأن الوان الحياة بانت بعيونه الحين وردت له روحه بيفرح بضنى ولده بيفرح من فرحة عبدالله بيمتلي هالبيت بضحكة طفل

بشرى
بعد ما تركت محمد لحاله وجربت تقنعه ووافقها
قررت ترتاح شوي من اللي تحسه وانسدحت على السرير
تناظر الشباك يمينها وحزة الغروب تمر عليها والشفق الاحمر يغطي السما ويبدي من شباكها اللي ستايره تحركها نسمات الهوا
غمضت عيونها وحطت يدها على بطنها وهي تتحسسه
مارجعت عشان هالنطفه اللي داخلها رجعت عشان فرحة محمد القصيره
ماتبي يعرف ان داخلها شي له وله حق فيه
تنهدت بتعب وانفتح الباب وغمضت عيونها بتعب
ناظرها عبدالله وقفل الباب ومشى للسرير وجلس عندها
ناظر مكان ما تطالع والغروب اللي يطل من شباكه
وهمس:لو دريت ان شباكي يطل على الغروب كان خذيت غرفه من الجهه الثانيه
لف لها وناظرها هاديه؛نحتاج حزات الشروق بحياتنا تعبنا من غروب الشمس
بشرى ماردت عليه وعبدالله يناظرها بهدوء
يطالعها يحاول يفهمها يصدقها ويعطيها فرصه
مجبور يصبر ومجبور يتحمل عشان هالحب مايندفن
فرصه وجات لعنده لازم يستغلها وهي عنده وحوالينه لازم يتعب ويجتهد عشان يرجع اشياء كسرها الزمن والذكريات واحباب الماضي
همس:يا ضي هالعينين !
ناظرته بشرى بهدوء وناظرها:يابشارة دنيتي لي
ماردت وهي تتأمله ولا فاهمه من احساسها وشعورها شي
عبدالله:بحكيك وتسمعيني ؟
بشرى؛مافيني شده اسمع تعبانه
عبدالله التفت بجسمه لها وهمس:بسافر بكره
عقدت حواجبها واعتدلت بجلستها واحتضنت رجلينها
عبدالله:ولازم تسمعيني قبل اروح مابي ابعد واسافر وانتي بخاطرك زعل
بشرى:بس ما كنت موجود بداية زعلي جيت يوم انحرقت وطفيت لحالي
عبدالله ناظرها وتنهد وكملت بشرى:كأنك حرقت بيتك بنفسك وتركته لين ياكل بعضه وياكل كل شي داخله ويطفي لحاله ويصير رماد مافيه روح ولا لون ولا حياه .. نفس اللي سويته في بشارتك .
كسرته الكلمه الاخيره وهدمته وهزته وبلع ريقه:اسف اني كنت بعيد بلحظة تعبك
بشرى ناظرته وكمل عبدالله:واسف اني برجع اغيب
بشرى:اسف ! سهل الكلام ياعبدالله سهل
عبدالله صد واخذ نفس طويل بضيق
وصدت بشرى عنه وهمست:برتاح شوي تعبانه
سحبت من تحته اللحاف وناظرها ووقف؛تبين المستشفى؟
بشرى:لا ابي ارتاح
عبدالله همس؛وجهك اصفر بشرى لا تعاقبيني فيك
بشرى؛اكلت وشربت والحين برتاح اتركني ارتاح تكفى
بلحظة كان وده يرمي كل شي وياخذها لصدره وحضنه ويبعد كل شي من خاطرها ومن ضيق داخلها
ويعطي بدال كل حزن بقلبها ورده صفرا ترويها من جديد

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "Where stories live. Discover now