٢٤

7.3K 144 12
                                    

يوم جديد
طلعت بشرى من شقتها متجه لدوامها
خبت مفتاح شقتها بخوف بشنطتها وهي تناظر الطريق
ماتدري كيف نامت امس ! من كثر خوفها وقلقها
بس متأكده انها غفت غصب عنها
حمدت الله ماطولت عند لطيفه وتعقدت الامور
وسمعت كلام وتأذت منه
جد اللي سواه عبدالله شي كثيير وكبيير
تنهدت وقالت للسواق يروح يمر مكان قبل الكوفي
بعد ماخلصت شغلتها ودخلت الكوفي وحطت اللي بيدها
على الطاوله اللي تخص عبدالله وجلس عليها مرات
ورفعت راسها ولا حصلت عبدالرحمن
اخذت جوالها وهي ترسل له؛مرني الكوفي
قفلت جوالها وهي تناظر الطاوله وجلست
تفرك يدينها بارتباك وناظرت رسالتها قراها
تنهدت وهي تنتظر دخوله على امل يوصل قبل عبدالرحمن
ناظرت الباب ينفتح ووقفت من شافته
ناظرها عبدالله واقفه وتنتظره ونزل نظره لكفوفها
مشى واخذ نفس وهمس:هلا !
بشرى نزلت نظرها للورد الاصفر اللي على الطاولع
واخذته بيدينها ومدته له ناظر الورد وناظرها
وعقد حاجبينها؛ليش؟
بشرى؛مشكور واسفه لو ضايقتك بكم كلمه
عبدالله ناظر الورد واخذه من يدينها؛وليه الورد الأصفر!
بشرى :النهار ،والورد الأصفر، والغصون .
رفع نظره لعيونها اللي تلمع من جملتها العميقه
وظل يتأملها بكل فوضى وشتات وضياع
يناظر عيونها تناظره بهدوء وسكوت غريب
بشرى بلعت ريقها وهي تحس بالجاذبيه الكبيرة ناحيته
من شكت لو بالقليل انه يشيل اعظم شي من زياد
قلبه ! نزلت نظرها مباشرة لصدره اللي ارتفع دليل
تنهيده طويله خرجت منه بعد دقايق من التأمل وفرط الشعور
يداري ضياعه بابتسامه ويداري نبضاته القلقه بصدود
يحاول قد مايقدر يترك مسافه بينهم خوف
من الروح اللي داخله لا تركض لها وتضمها لصدره
تتأمل وجهها وتتعمد لمسها ولمس ملامحها
والتساؤل الدايم ..؟
( ليه افقدك وانتِ لي مو حبيب !
وليه أحبك وأنا لقلبك غريب !)
-
ذكرى
نزلت وبيدها اوراق ومشت لابوها
وباست راسه:صباح الخير
عقيل؛صباح النور وش مقومك الحين؟
ذكرى؛عندي شغله صعنونه
عقيل ناظر الاوراق:وش وراك !
ذكرى؛مو لي الاوراق لبشرى
عقيل:وش صار عليها؟
ذكرى؛كلمتها مرتاحه بالشقه
عقيل همس:محتار في هالولد
ذكرى؛من ؟
عقيل؛عبدالله،غريب كيف خايف ومتمسك كنه يعرفنا من زمن
ذكرى سكتت ثواني وعقيل ناظرها:كنه ولدي والله
ذكرى تنهدت وجلست جنبه:ابوي !
ناظرها عقيل وابتسمت ذكرى:ماودك تعرف من عايش بقلب زياد؟
عقيل هز راسه بالنفي:مايهم لان زياد اصلاً مات ما بيأثر هالشي؟
ذكرى:فيه من ريحة الغالي فيه من روحه
عقيل ناظرها وذكرى ابتسمت:تكفى توسط وجب لنا اسمه
عقيل:كم مره قلت هالموضوع لا ينفتح انا ماقلت اتركيه ؟
ذكرى بعصبيه:ابوي تكفى هالدكتور غاثني
عقيل:شغله وزين ماعطاك لانه لو عطاك الملف فصلته
تكتفت وصدت لقدام؛انا رايحع لبشرى
عقيل:لا تطولين امك تقلق عليك
هزت راسها وطلعت وناظرت سيارة السواق
ركبت وناظرته:لك يومين من يوم جيت وتعذبت وعليه عليك
ضحكت وهي تناظره يسوق وشافت الزجاج الجديد
وناظرت الطريق بهدوء والاوراق بيدها
وقف عند المستشفى ونزلت ومشت للداخل بكل ثقه
مشت لمكتب طارق ووقفت وهي تنتظره يخرج
خرج مريض ودخلت ورفعت راسها الممرضه؛ممنوع بالدور
رفع راسه طارق وابتسمت له ذكرى؛باخذ من وقتك شوي
طارق هز راسه وخرجت الممرضه وذكرى تناظرها
تقدمت له ومدت له الاوراق وناظرها طارق؛هذا ايش؟
ذكرى :اقرا وتشوف
مسك الاوراق وهو يقرا وناظرته ذكرى:كيف ممكن يتأثر الانسان بزراعة القلب !
طارق رفع راسه:طيب ؟
ذكرى ابتسمت:عبدالله
طارق بلع ريقه واخفى توتره؛شفيه؟
ذكرى؛هو صاحب قلب زياد
طارق ضحك وهز راسه وهو يناظرها؛ايه وكيف عرفتي اخت ذكرى؟
ذكرى:اوه عندك علم بإسمي ؟
طارق:اكيد
ذكرى؛شكي يقول ان عبدالله هو صاحب قلب زياد بس ليش ماعنده خبر العلم عندك
طارق:عبدالله مو مريض اصلاً عشان ياخذ قلب احد ثاني
ذكرى سكتت ثواني:بس انا شبه متأكده
طارق ناظر الاوراق:بحث بقوقل وشوية خرابيط عن مشاعر وخزعبلات صرتي شبه متأكده؟ عيب هذا وانتي جامعيه وكبيره المفروض عندك ادله اقوى
ذكرى ناظرته بهدوء:طيب وش سبب هالتصرفات من عبدالله؟
طارق اخذ نفس:عبدالله من يومه نظيف وقلبه ابيض ويساعد الناس والواضح ان هالبشرى عاجبته فقط لا اكثر
ذكرى ناظرته وتقدم طارق لها:لا تتعبين اكثر هالموضوع انطوى واندفن
ناظرته بحده ذكرى ووقفت وخرجت
طارق ناظرها؛اوراقك !
ماردت عليه واختفت ابتسامة طارق من راحت
مسك راسه بتعب وهو يناظر الاوراق والكلام
-
عبدالله
خرج من الكوفي بصعوبه ويحس
برجوله احبال واغصان تجرّه وتمنعه من الخروج
ركب سيارته بتعب شديد وحط الورد بحظنه
وهو يناظره وكل مايتذكرها يحس انه ذبلان
مهدود صدره مكسور جناحه محكوم على قلبه
ضايع مشتت جبان وملهوف وعشقان
كل هالصفات الفوضويه يحس فيها الآن
حرك سيارته وهو يبلع ريقه ويناظر الطريق بهدوء
عند بشرى
جلست بتعب من راح وتاففت من هالشعور
ماتبي تتمسك فيه وتتعلق فيه بسبب انه
ممكن يكون ماخذ قلب زياد !
ماتبي تنسى انه انسان ثاني
حست ودها ترتاح الحين وتترك كل شي وترجع
بس ماقدرت وهي تناظر شغلها تاركته
قامت ومشت لشغلها وهي ترتب القهوه وساهيه
-
عبدالله
العصر
دفع الحساب وخرج وهو يركب سيارته
حرك عبدالله للعنوان اللي يدله ووقف
نزل وبيده الاكياس ووقف عند شقتها
اخذ نفس ودق الجرس وجاه صوتها؛مين ؟
عبدالله بلع ريقه؛انا عبدالله
فكت الباب وناظره ونزل نظره:جبت اغراض
بشرى؛ماكان له داعي كنت بروح المغرب
عبدالله ناظرها؛وين تروحين؟
بشرى؛السوبر ماركت
عبدالله:لا اذا بغيتي شي كلميني
بشرى:مابي اتعبك
ناظرها ثواني وهز راسه بالنفي ورجع على ورا:مافي مشكله كلميني اذا احتجتي شي ،سلام
ماترك لها مجال وخرج من العماره وهي تناظره
اخذت الاكياس ودخلت وحطتهم بالصاله
ابتسمت وهي تناظر البساكيت اللي شاريها بوسط الاغراض
جلست وهي تناظر الاغراض ولمت يدينها ببعض
رجعت ظهرها لورا وهي تتنهد من هالليل
ياللي هويتك ليل والصبح قفّى بك !
ترددت هالجمله ببالها من تذكرت شوية ذكريات
قاسي الليل عليها وقاسي الغروب عليها
لحظة هالغروب تعور قلبها وتسترجع ذكرياتها
مشت بخطوات هاديه للشباك وهي تناظر الشمس
تنهدت بتعب" الله على هالليل لو كان جابك "
غمضت عيونها وبلعت ريقها تحاول تتماسك هاللحظه
نزلت نظرها للاسفل وناظرته كعاادته الممتعه
واقف عند سيارته ويناظر الشقه من اسفل
وقف من شافها تطل له ودخل يدينه بجيوبه
يعرف خوفها من هالوقت من هالغروب
ويعرف ان للغروب بوسط قلبها ذكريات
تنهد من سماع اذان المغرب وفتح بابه
وركب سيارته وحرك بهدوء وبشرى تناظره
رايح على الاذان بالضبط مهي فاهمه كيف شعورها !
ولا تدري كيف شعوره ؟ والوضع فوضوي
-

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "Where stories live. Discover now